ملفات وتقارير

جماعة أنصار الله في اليمن تهدد الولايات المتحدة وأمريكا برد قاس وتستهدف سفنهما في البحر الأحمر

أمريكا وبريطانيا تشعلان الشرق الأوسط بهجمات عدوانية على العراق وسوريا واليمن

متابعات – الموقف الليبي
في خطوة ليست مستغربة على الولايات المتحدة وحلفائها وتؤكد غطرستها وانتهاكها لكل الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية، نفذت أمريكا وحليفتها بريطانيا ضربات مشتركة قبل أيام، قصفتا خلالها عشرات الأهداف في اليمن وسوريا والعراق، راح ضحيتها العشرات بلا مبرر ودون مراعاة لأي اعتبار إنساني.
وعللت أمريكا هذا الإجرام بأنه جاء ردا على ما وصفته “هجمات متكررة” للحوثيين على سفن في البحر الأحمر وردا على هجمات تعرضت لها قواعد عسكرية أمريكية في العراق وسوريا!
وجاءت هذه الغارات المشتركة على اليمن بعد سلسلة ضربات أمريكية أحادية ضد أهداف ادعت أمريكا أنها رد على مقتل ثلاثة عسكريين أمريكيين في هجوم بطائرة مسيّرة في قاعدة بالأردن في 28 يناير الماضي.
وادعى حينها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الضربات هدفها تعطيل وإضعاف قدرات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على شن ما سماه “هجماتهم المتهورة والمزعزعة للاستقرار”.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن طائرات تايفون الحربية التابعة لسلاح الجو الملكي ضربت أهدافا بينها محطتا تحكم أرضيتان زعمت أنهما تُستخدمان لتشغيل طائرات بلا طيار هجومية واستطلاعية!
من جانبه كتب نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين نصر الدين عامر على منصة “إكس” بعد الضربات: “إما سلام لنا ولفلسطين وغزة وإلا فلا سلام ولا أمن لكم في منطقتنا. (وسنقابل) التصعيد بالتصعيد”.

العدوان على سوريا والعراق
وخلال عدوانها على سوريا شنت الولايات المتحدة الأمريكية غاراتها على 7 منشآت تضمنت أكثر من 85 هدفا في العراق وسوريا. ردا على ما سمته «الهجوم على القوات الأمريكية» على الحدود الأردنية السورية، والذي قتل فيه 3 أمريكيين، والذي جاء إثر دعم أمريكي للعدوان الصهيوني والمجازر على غزه المتواصلة من السابع من أكتوبر الماضي.
وكشف موقع استخباراتي أمريكي، السبب وراء هجمات الولايات المتحدة الأمريكية على 85 هدفًا في 7 مواقع بسوريا والعراق، بسبب أنها تابعة لمسلحين مدعومين من إيران، دون ضرب طهران نفسها.
وأوضح موقع «أكسيوس»، أن القيادة المركزية الأمريكية ضربت أهدافًا مرتبطة بإيران في سوريا والعراق ردًا على الهجوم المميت على القوات الأمريكية في الأردن.
وجاءت هذه الهجمات بعد أسبوع تقريبًا من إعلان الولايات المتحدة أن ميليشيا مدعومة من إيران قتلت ثلاثة جنود أمريكيين وأصابت أكثر من 40 آخرين في هجوم بطائرة بدون طيار بالقرب من الحدود الأردنية السورية.
وفي تحد للمجتمع الدولي قال الرئيس بايدن إن رد الولايات المتحدة على الهجوم سيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها.
اعتراف بالإجرام والكذب الأمريكي
وتأكيدا للإجرام الأمريكي وارتكاب مجازر ضد المدنيين ذكر موقع “ذا إنترسبت” الأمريكي، أنّ الولايات المتحدة لم تقم بإخطار الحكومة العراقية قبل شنّ العدوان الجوي الأخير عليها، عكس ما أكدّه البيت الأبيض قبل أيام.
ورداً على أسئلة من “ذا إنترسبت”، نفى البيت الأبيض تصريحات، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي السابقة، حين أعلن أنه تم إبلاغ الحكومة العراقية بالعملية قبل تنفيذها!
وخلال المؤتمر الصحافي لوزارة الخارجية الأمريكية، السبت، أقرّ المتحدث باسم الخارجية، فيدانت باتيل، أيضاً، بأنّ العراقيين لم يتلقّوا تحذيراً!
وكانت الحكومة العراقية قد نفت، قبل أيام، تقديم واشنطن أي تحذير قبل ارتكاب العدوان، مشددةً على أنّه ادعاء كاذب، يهدف بحسبها، إلى “تضليل الرأي العام الدولي والتنصّل من المسؤولية القانونية لهذه الجريمة المرفوضة”.
كما استدعت وزارة الخارجية العراقية، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد، احتجاجاً على العدوان.
واعتبرت القوات المسلحة العراقية، أنّ هذه الضربات تُعدّ خرقاً للسيادة العراقية وتقويضاً لجهود الحكومة العراقية، وتهديداً يجرّ العراق والمنطقة إلى ما لا يحمد عقباه، مؤكدةً أنّ نتائجها ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة.
الإدانات الدولية بمجلس الأمن
من جانبه أكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، أنّ الضربات الأمريكية التي شنت على سوريا والعراق قبل أيام شملت أسلحة جوية كبيرة ومتطورة كشفت السياسة العدوانية للولايات المتحدة.
وفي جلسة لمجلس الأمن عقدها بناءً على طلب روسيا لبحث الضربات الأمريكية، قال نيبنزيا إنّ الولايات المتحدة تسعى إلى توسيع الصراعات في الشرق الأوسط، ولا تعير وزناً لسيادة الدول في العراق وسوريا.
وشدد مندوب روسيا على أنّ التحالف الغربي هو تهديد للسلم والأمن الإقليميين، وينشر الفوضى والدمار في الشرق الأوسط، ولفت نيبنزيا إلى أنّ “المسيرات التي هاجمت القاعدة الأمريكية ليست معروفة المصدر، ووجود القوات الأمريكية في سوريا غير شرعي.
وتابع نيبنزيا أنّ “واشنطن تضاعف مخاطر عدم الاستقرار في منطقة ملتهبة، وترفض الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وما يجري من قتال لا يقتصر على فلسطين ولبنان واليمن، بل توسعه واشنطن ليشمل سوريا والعراق”.
تنديد عراقي
من جانبه أعرب مندوب العراق لدى الأمم المتحدة عباس كاظم الفتلاوي رفض بلاده التدخل الخارجي، مستنكراً جميع الاعتداءات على الأراضي العراقية التي راح ضحيتها عدد من الشهداء المدنيين تحت ذرائع واهية.
وقال الفتلاوي إنّ العراق لا يسمح بجره إلى الصراعات، ولا يقبل أن يكون ساحة لتصفية الحساب، داعياً مجلس الأمن إلى ممارسة مسؤولياته في صيانة السلم والأمن الدوليين.
سوريا: العدوان الأمريكي قتل 37 شخصا
وبدوره، أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحّاك أنّ العدوان الأمريكي أدى إلى مقتل 37 سورياً، وأنه شمل المدنيين وقلعة الرحبة الأثرية.
وقال الضحاك إنّ التبريرات الأمريكية تستند إلى تفسيرات مشوهة لأحكام الميثاق بشأن حق الدفاع عن النفس الذي لا يشمل المحتل، متهماً الولايات المتحدة بالاستثمار في الإرهاب.
وأشار الضحاك إلى أنّ الإدارات الأمريكية المتعاقبة استغلت موقعها في مجلس الأمن للإمعان في التدخل في شؤون الدول خارج مظلة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فعرقلت عمل المجلس لحفظ السلم والأمن، وضمنت لسلطة الاحتلال والتنظيمات الإرهابية الإفلات من العقاب. ورفض الضحاك أن تكون سوريا ساحة لاستعراض القوة في عام الانتخابات الأمريكية، مؤكداً تمسكها بحقها في تحرير أراضيها كاملة. وأكد أن العدوان الأمريكي على سوريا والعراق يمثل انتهاكا للقانون الدولي ويزعزع استقرار المنطقة.
وأضاف المندوب السوري لدى مجلس الأمن: نطالب المجلس بتحمل مسؤولياته إزاء الاعتداء المتكرر للولايات المتحدة لوحدة وسيادة الأراضي السورية.
وأوضح أن العدوان الأمريكي على الأراضي السورية والعراقية، يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين. وأشار إلى أنّ الإدارات الأمريكية المتعاقبة، استغلت موقعها في مجلس الأمن للإمعان في التدخل في شؤون الدول.
إيران: مبررات الولايات المتحدة غير قانونية
وخلال الجلسة أكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد لاريفاني، أنّ الاعتداءات الأمريكية انتهاك صارخ لسيادة العراق وسوريا، وأن إيران تدينها، وتدين كذلك الهجمات ضد اليمن.
ورفض سعيد لاريفاني الذرائع الأمريكية التي بررت عبرها ضرباتها على سوريا والعراق، قائلاً إنها غير قانونية.
وذكّر مندوب إيران في مجلس الأمن بأن القوات الأمريكية تدعم التنظيمات الإرهابية وتنهب الخيرات السورية في مخالفة للقانون الدولي.
وشدد سعيد لاريفاني على أنّ إيران لا تسعى لانتشار الصراع في المنطقة، وأن المستشارين العسكريين موجودون بشكل شرعي في سوريا بدعوة رسمية لمكافحة الإرهاب.
وأوضح أنّ الحل لإنهاء التوتر في المنطقة هو العودة إلى القانون الدولي بوقف إطلاق النار في غزة وانسحاب القوات الأمريكية من العراق وسوريا، مضيفاً أنّ على واشنطن أن تفرض على النظام الإسرائيلي الانسحاب الكامل ووقف عدوانه.
وكرر سعيد لاريفاني تحذيره قائلاً: “إذا تعرضت إيران إلى عدوان أو تهديد، فلن تتردد في ممارسة حقوقها في الدفاع الكامل عن نفسها”.
الصين تدين الاعتداءات الأمريكية
من جانبه، قال ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيونغ، إن الضربات الأمريكية على العراق وسوريا تنتهك بشكل صارخ سيادة هذين البلدين.
وأوضح خلال جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت بطلب روسي، الثلاثاء، أن التاريخ قد أثبت مرارا وتكرارا أن الوسائل العسكرية ليست هي الحل، وأن الاستخدام المفرط للقوة لن يؤدي إلا إلى أزمة أكبر.
وقال إن الضربات الأمريكية الأخيرة على عدة أهداف في سوريا والعراق أسفرت عن عدد كبير من الضحايا، ومثل هذه الأعمال تشكل انتهاكا صارخا لسيادة واستقلال وسلامة أراضي سوريا والعراق.
وشدد أن على الولايات المتحدة احترام القانون الدولي وسيادة الدول، وإلا فإن الأمور ستخرج عن السيطرة.
ولفت إلى أنّ الفشل في تطبيق وقف النار في غزة يؤجج النزاعات، والجميع يجب أن يصغي إلى القانون الدولي ويتوقف عن النظر بعين المصالح الجيوسياسية فحسب.
وفي تأكيد على استمرار الإجرام الأمريكي علّق روبرت وود، نائب مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، أنّ بلاده مستعدة لاتخاذ ما سماه “المزيد من الإجراءات للتصدي لأي هجمات ضدها”، قائلاً إنّ الضربات ألحقت خسائر كبيرة بالأهداف في سوريا والعراق بعد الهجوم الأخير ضد القوات الأمريكية في الأردن!

زر الذهاب إلى الأعلى