تفاصيل زيارة أردوغان لمصر
القاهرة – الموقف الليبي
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم في القاهرة، إنه توافق مع نظيره التركي على عدد من الملفات أهمها ملفي غزة وليبيا.
ورحب السيسي في كلمته بأردوغان والوفد المرافق له، في أول زيارة له إلى مصر، منذ أكثر من 10 سنوات، مؤكدا أن الزيارة تفتح صفحة جديدة بين البلدين، بما يثري العلاقات الثنائية، ويضعها على مسارها الصحيح.
وأشار إلى أهمية تعزيز التنسيق المشترك، والاستفادة من موقع الدولتين، كمركَزَيْ ثقل في المنطقة، بما يسهم في تحقيق السلم، وتثبيت الاستقرار، ويوفر بيئة مواتية، لتحقيق الازدهار والرفاهية، حيث تواجه الدولتان العديد من التحديات المشتركة، مثل خطر الإرهاب، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يفرضها علينا الواقع المضطرب في المنطقة.
وأعرب السيسي عن اعتزازه بمستوى التعاون القائم بين مصر وتركيا، من أجل النفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية، إلى أهالي قطاع غزة، أخذاً في الاعتبار ما تمارسه السلطات الصهيونية من تضييق على دخول تلك المساعدات، مما يتسبب في دخول شاحنات المساعدات، بوتيرة بطيئة لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع.
وأكد أنه توافق مع أردوغان خلال المباحثات على ضرورة وقف إطلاق النار في القطاع بشكل فوري، وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية، حتى يتسنى استئناف عملية السلام في أقرب فرصة وصولاً إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وشدد أنهم توافقا على ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبي، بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد، لافتا إلى أنهم يقدرون النجاح المتحقق في الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا، والذي سيمثل نموذجاً يحتذى به حيث أن دول المنطقة هي الأقدر على فهم تعقيداتها، وسبل تسوية الخلافات القائمة فيها.
وأكد الرئيس المصري اعتزاز بلاده بالعلاقات التاريخية مع تركيا، والإرث الحضاري والثقافي المشترك، منوها لضرورة استمرار التواصل الشعبي، الذي كان قائما خلال السنوات العشر الماضية.
وألمح إلى أن العلاقات التجارية والاستثمارية شهدت نمواً مضطردا خلال تلك الفترة الماضي، مؤكدا أن مصر حالياً الشريك التجاري الأول لتركيا في أفريقيا، كما أن تركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية وقد أثبتت التجربة الجدوى الكبيرة للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال بالبلدين.
وتابع أنهم يسعون إلى رفع التبادل التجاري إلى (15) مليار دولار، خلال السنوات القليلة القادمة، وتعزيز الاستثمارات المشتركة، وفتح مجالات جديدة للتعاون.
واختتم “السيسي” إنه يتطلع لتلبية دعوة الرئيس أردوغان لزيارة تركيا في أبريل المقبل، لمواصلة العمل على ترفيع علاقات البلدين في شتى المجالات، بما يتناسب مع تاريخهما وإرثهما الحضاري المشترك.