“ملتقى فعاليات” الزاوية يدعو إلى المصالحة الوطنية وتطبيق قانون العفو العام وإجراء الانتخابات ويؤكد شرعية مجلس النواب والحكومة الليبية
متابعات – سيد العبيدي
استضافت بلدية “أبو صرة” بمدينة الزاوية، الخميس الماضي، “الملتقى الوطني” الفعاليات الليبية بالمنطقة الغربية، بمشاركة أعضاء مجلسي النواب والدولة وعدد من عمداء البلديات وممثلي الأحزاب السياسية والقبائل، بهدف الدفع بالعملية السياسية إلى تحقيق توافق وطني للوصول إلى الانتخابات والخروج من الأزمة والتأكيد على وحدة التراب الليبي.
وأكد البيان الختامي للملتقى على وحدة الأراضي الليبية وسيادتها التي تمثل “خطا أحمر” لا يمكن المساومة عليه أو التفريط فيه، كما أكد البيان الختامي على ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من كامل التراب الوطني ورفض أي تدخل أجنبي في الشأن الليبي.
وأشار البيان الختامي إلى ضرورة العمل على لم الشمل والمصالحة الوطنية الشاملة وتوحيد كل اللقاءات والمؤتمرات تحت عنوان “الحوار الليبي الليبي”، كذلك تأكيد العمل بعيدًا عن تدخل الأطراف الخارجية وبعيدًا عن تأطير المصالحة ضمن اتفاقيات سياسية ثبت فشلها.
ودعا البيان النائب العام المستشار الصديق الصور إلى ضرورة تطبيق قانون العفو العام بشكل فوري ووضعه موضع التنفيذ وإخلاء سبيل المعتقلين السياسيين وعودة المهجرين لذويهم لمد وبناء جسور الثقة بين كافة أبناء الشعب الليبي.
وأشار البيان إلى أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة حق أصيل للشعب الليبي لا يملك أحد انتزاعه منه عبر فرض خيارات تجاوزها الزمن، كما أكد البيان على مخرجات لجنة (5+5) العسكرية، مشددا على أنها تعبر عن المطالب الشعبية، داعيا اللجنة إلى التعامل بشفافية مع الرأي العام وتوضيح العراقيل التي تواجه عملها.
وأكد البيان الختامي للملتقى، أن المجتمع الليبي مجتمع متصالح بطبعه وطبيعته ولا توجد بين أبنائه وقبائله ومدنه أي مشكلة عدا تلك الناتجة عن خلافات من هم في المشهد السياسي ومن يحملون السلاح خارج نطاق مؤسسات الدولة الشرطية والأمنية والعسكرية.
وفي الختام أكد البيان دعمه الكامل للجسم الشرعي المنتخب المتمثل في مجلس النواب والحكومة الشرعية المنبثقة عنه، داعيا بقية البلديات إلى الالتحاق بالملتقى لوضع حد لهذا الانقسام، مشيرًا إلى أن فعاليات الشعب الليبي بالمنطقة الغربية التي عقدت ملتقاها في الزاوية ببلدية “أبو صرة” تعرب عن خالص شكرها لكافة الجهود المبذولة من قبل الوطنيين المخلصين للخروج بالوطن من هذا النفق المظلم.
من جهته رحب عميد بلدية أبو صرة نجمي العربي بضيوف الملتقى، من أعضاء مجلسي النواب والدولة ومشايخ وأعيان وحكماء ونخب المنطقة الغربية والشباب المرأة ومديري المؤسسات والأجهزة الإدارية بالمنطقة الغربية وعمداء البلديات بالمنطقة الغربية المشاركين في فعاليات الملتقى.
وأشار “العربي” إلى جهود الحكومة الليبية برئاسة الدكتور أسامة حماد ودعمها الكبير في النهضة التي تشهدها بلدية “أبو صرة” في كافة القطاعات، حيث كان أول مشروع أطلقته الحكومة الليبية بالمنطقة الغربية هو إنشاء الطريق المزدوج الأول الذي يمتد من مثلث تعلوقة حتى مسجد أبو صرة، وأيضا مشروع الطريق المزدوج الذي يربط الطريق الساحلي جودائم وحتى جزيرة الزهراء، وهناك مشاريع أخرى تعمل على تدشينها الحكومة الليبية هذا العام داخل البلدية.
كما أشار رئيس بلدية أبو صرة إلى دور لجنة إعادة الإعمار والاستقرار في إعمار البلدية واستكمال مستشفى النساء والولادة التخصصي أبو صرة وكذلك استكمال مدرسة أبو صرة للتعليم الثانوي بنات ومشروع الطريق المزدوج الثاني داخل البلدية.
وفي كلمة لمجلس النواب ألقتها النائبة صباح جمعة، حيت خلالها الحاضرين والمشاركين في الملتقى من كافة فعاليات المنطقة الغربية في بلدية “أبو صرة” بالزاوية، قائلة” إن مدينة الزاوية تحتضن هذا الحدث المفصلي في تاريخ الأمة الليبية لتصنع التغيير وتعبر بالوطن نحو بر الأمان.
وأشارت جمعة إلى أن ليبيا أمام مفترق طرق تفرض على الجميع تغليب المصلحة العليا للوطن، مضيفة: “أحيي فيكم روحكم الوطنية وأنقل لكم تحية وتقدير مجلس النواب رئاسة وأعضاء الذي يثمن جهودكم المباركة، كما ندعو باقي البلديات والمؤسسات بالمنطقة الغربية إلى الانحياز للوطن والحكومة الشرعية برئاسة الدكتور أسامة حماد للخروج بليبيا من النفق المظلم لتحقيق الازدهار المنشود لشعبها واستعادة سيادتها.
من جهته أكّد رئيس الحكومة الليبية الدكتور أسامة حماد، خلال مشاركته في الملتقى عبر تقنية الفيديو أن الحكومة الليبية تعبر عن كل الليبيين، مشدّدا على ضرورة جمع الشمل والعمل على طريق التنمية وإعادة الإعمار في كل المدن بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية ومجلس النواب.
وأشار رئيس الحكومة الليبية إلى تجاوزات حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية وإهدارها أموال الشعب وقيام الحكومة الليبية باتخاذ عدة إجراءات وإصدار قوانين من شأنها الحد من العبث بأرزاق الليبيين.
وثمّن رئيس الحكومة الليبية تعاضد الليبيين جميعًا مع درنة والجبل الأخضر، وتحدث عن تعامل الحكومة مع الأزمة التي تمر بها مدينة زليتن حاليا، سواء بتوفير الميزانية والتخفيف من آثارها وبتكليف لجنة من الخبراء لدراسة أسبابها وأبعادها والآثار المترتبة عليها، مؤكدًا على حق الليبيين في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وشدّد حماد على التزام حكومته باستكمال تنفيذ كافة المتطلبات والخدمات الضرورية لبلديات المنطقة الغربية؛ مثنيًا في نهاية الملتقى على جهود بلدية أبو صرة وأعيانها في تنظيم الملتقى.
وقال رئيس الحكومة الليبية: عالجنا الكثير من المختنقات العاجلة والمشاكل بسبب قيام الحكومة المنتهية بإهدار أموال الشعب الليبي أثناء وبعد انتهاء مدة ولايتها، كما اتخذنا عددا من الإجراءات لمنع العبث بمقدرات ليبيا من قبل الحكومة المنتهية كان آخرها قرار خصخصة سبع شركات عامة دون أي مبرر.
وأشار إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية هي الداعم الأول والأهم لمشاريع الحكومة الليبية التي تنفذها في مختلف المدن والمناطق، مؤكدًا أن الجميع في نظر الكل الحكومة الليبية هم أبناء ليبيا دون تفرقة على أي أساس، والحكومة تعمل على إعمار مختلف المناطق في الشرق والغرب والجنوب والوسط.
وفي كلمة عن المرأة الليبية أعلنت الأخت جليلة عمر، مساندة العنصر النسائي بالمنطقة الغربية لكافة الجهود المبذولة من أجل استقرار ليبيا والوصول إلى الانتخابات، كما طالبت بتوحيد الجهود لإنقاذ البلاد من الانقسام والفرقة ومنع التدخل الخارجي في شؤون بلادنا والوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
كما أكدت على أن المرأة الليبية تساند جهود توحيد مؤسسات الدولة وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من كافة ربوع الوطن، معلنة تأييدها لمجلس النواب والحكومة الليبية برئاسة الدكتور أسامة حماد.
ودعت “جليلة” المرأة الليبية بالمنطقتين الشرقية والجنوبية إلى عقد ملتقى جامع لنساء ليبيا للمساهمة في لم الشمل وتوحيد الصف الوطني وصولًا إلى المصالحة الوطنية الحقيقية.
وتحت عنوان “الشباب يقود وليس وقود” طالب شباب المنطقة الغربية، في كلمتهم بالملتقى إلقاها “سامي الهنقاري” كافة الشباب الليبي بالانخراط في لم شمل البلاد وإنهاء الحروب والتوجه إلى ميادين العلم والعمل والبناء والإنتاج والإعمار.
وقال الهنقاري: “كفانا حروبا وقتلا ودما، ندعو إلى الصلح والمصالحة الحقيقية وبناء دولة المؤسسات والقانون وندعم مجلس النواب كجسم شرعي منتخب والحكومة المنبثقة عنه ونحيي شباب المنطقة الشرقية والجنوبية ونؤكد أننا يد واحدة من أجل ليبيا الحبيبة وننسى خلافاتنا ونتوجه إلى بناء دولتنا بالعزيمة والإرادة والإصرار”.
وخلال مشاركتها في فعاليات الملتقى قدمت الأحزاب الليبية شكرها لمدينة الزاوية على استضافة هذا اللقاء الوطني الذي جمع قيادات سياسية واجتماعية ومؤسسات خدمة في كل ربوع المنطقة الغربية، مشيرة إلى أن الانقسام السياسي جعل ليبيا جزءا من الصراع الدولي، بل أصبحت ليبيا دولة ترزح تحت القواعد الأجنبية في غياب الإرادة الوطنية
وشددت الأحزاب السياسية بمختلف مكوناتنا وتوجهاتها السياسية على ضرورة تلاحم كل القيادات والنخب والأحزاب والنقابات والقيادات الاجتماعية في وضع رؤية وطنية للأزمة الليبية، كما دعت الأحزاب إلى أهمية عقد مؤتمر تأسيسي جامع لإعادة بناء الدولة تشارك فيه كل هذه المكونات.
وأوضحت الأحزاب الليبية أن الفراغ السياسي مكن الأطراف الدولية من التدخل المباشر في كل مؤسسات الدولة، كما حيت الأحزاب موقف مجلس النواب الرافض لهذا التدخل، كما حيت كل الحركات الشعبية في الوطن التي تدعو إلى توحيد مؤسسات الدولة وطرد القواعد الأجنبية والعودة إلى الشعب مصدر التشريع.
وجددت الأحزاب موقفها المؤيد للمصالحة الوطنية وتعميم قانون العفو العام وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ودعت مجلس النواب والدولة إلى تفعيل ما تم الاتفاق عليه في لجنة (6+6) وعدم رهن خيارات الشعب الليبي إلى أطراف دولية ولا للبعثة الأممية التي تحولت من بعثة دعم لوجستي إلى بعثة لإدارة حكم الدولة الليبية، كما أكدت الأحزاب احترام إدارة الشعب الليبي في تحقيق الانتخابات وتوزيع عوائد النفط والقضاء على المركزية.