مقالات الرأي

م.علي أبوجازية : التحذير من إعادة النظام الملكي في ليبيا..بين مظاهر الديمقراطية المزيفة وتهديدات الفوضى

الموقف الليبي

في المراحل الإنتقالية قد يتجاهل بعضنا الشعبوية التي ينتهجها البعض للوصول الى السلطة والبعض الإخر للتشبت بها ..رغم أن كرسي السلطة ككرسى الحلاق الجلوس عليه ليس دائم..، فهناك دائما فرصة لمحاسبة أصحابها ولو بعد حين لهؤلاء علىما إقترفوه من جرائم وما عاثوه من نهب و فساد في حق الشعب والوطن..لكن هناك من التجاوزات التي يعد الصمت عليها خيانة للوطن وللشعب.. ومنها المتاجرة بسيادة الدولة والعبث بنظامها والمساس بوحدتها ..فتلك حق لكل مواطن على حدة يمارسه من خلال وسائل متعارف عليها كالإستفتاء والإنتخاب مثلا.. و لا يملك فرد أو جماعة أن يحذثها أو يغيرها فيها بشكل أحادي دون العودة للشعب مصدر هذه الحقوق والسلطات..ومنها مايطرح هذه الأيام بشأن إعادة النظام الملكي بحجة مشروعيته والمعروف أن النظام الملكي في ليبيا ثم فرضه تحت التهديد بتقسيم ليبيا ولم يستفتأ عليه الشعب بل تم بضغوط من بريطانيا التي كانت تدير البلاد بعد إنتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية رغبة منها في إستمرار الهيمنة علي بلد موعود بالثروات و ويملك موقع جغرافي إسترتيجي..فكان لها ما أرادت وحكمت البلاد ثمانية عشر عاما من خلال سفارتها في ليبيا وقواعدها ومنشئاتها الأربعمائة المنتشرة في أنحاء بلادنا ودار الخلد ..فكان ذالك سببا رئيسا وراء اسقاط النظام الملكي في عام 1969 ..بواسطة الوسيلة الممكنة الوحيدة لذلك وهي الجيش الوطني وتم بطريقة سلمية لم تسقط فيها قطرة دم واحدة وحضي هذا التغيير بإجماع شعبيا لن يتكرر في تاريخ ليبيا..
ولتبرير هذه الدعوة سيقت عدة مبررات منها بأن النظام الملكي حكم بالديمقراطية وهو إدعاء مضلل.. فالنظام الملكي ألغى نتائج أول إنتخابات عامة بعد الإستقلال والتي فازت فيها القوى الوطنية ممثلة في حزب المؤتمر وجمعية عمر المختار .. وتم إعتقال مناصريهما وحضر الأحزاب والجمعيات السياسية منذ ذلك التاريخ وتركزت السلطة في القصر الملكي ومن هم وراؤه .. وبهدا حكم هذا النظام ليبيا 18 عاما دون أية مشروعية وطنية ولا ديمقراطية ولا إجماعا شعبيا أو وطنيا..
اليوم يريد البعض أن يضلل الشارع في ليبيا بالإدعاء أن عودة النظام الملكي وإخراجه من المتحف وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء هي المنقذ لليبيا من دوامة الفوضى والصراع عل الثروة والسلطة .. وهنا من حقنا أن نتساءل عن كيف لشخص واحد لا يعرف بلادنا ولا تتفق عليه حتى أسرتة أن يحكم بلادنا ويملك شعبها.. ومن أين له بالقدرة والدراية والحكمة بأن يعيد لبلادنا أمنها وإستقرارها، وتوحيد شعبه،ا وإعادة سيادتها، وطرد أكثر من 19 عشر قاعدة عسكرية أجنبية تسيطر على ليبيا الآن!! .
لعمري آنه العبث الذي لم يتوقف منذ أن تدخل الناتو مدعوما باالخونة العرب والجامعة العبرية لإسقاط النظام الوطني وإعادة إحتلال ليبيا.
إن العمل على إعادة اعادة الحياة للنظام الملكي الميت بمن منح من يدعي تمثيله هي دعوة لإستمرار الفوضى والحرب، وإغتصاب الثروات العامة، وإهدار السيادة والكرامة الوطنية، ستجد المقاومة من كافة القوى الوطنية والإجيال الناشئة وهي ذاتها المستهدفة بهذا التضليل لإمتطاء ظهرها..هذه الدعوة لن يكتب لها النجاح حتى لو عادة الحياِة لبالبو ذاته ولا يمكنها من بلادنا إن تنطلق تعود من قصره!!.

زر الذهاب إلى الأعلى