جبهة النضال الفلسطيني تدعو لمساندة جنوب أفريقيا في دعوتها ضد إسرائيل في المحكمة الدولية
في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب العدوانية الظالمة على شعبنا، وما يقوم به الاحتلال من إبادة جماعية ومن تطهير عرقي الذي يمثل حقيقة الاحتلال الإسرائيلي وارهابه المنظم بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل، لم نجد من الدول والبلدان من يخطو خطوات عملية وملموسة في الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ووقف الحرب الاجرامية والدمويّة التي يتعرض لها على مدار قرابة المائة يوم من هذه المجازر والمذابح الإرهابية والانتقامية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً والتي تغذيها بها قوى الشر والطغيان والاستكبار الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وادارتها العدوانية التي تقف داعماً أساسياً للحرب الإرهابية وتوفر الغطاء والحماية والضمان من الإفلات من العقاب لحكومة الفاشية والعنصرية والعدوان الإسرائيلية ومجلس حربها وجنرالاتها القتلة المجرمون الذين لا بد من ملاحقتهم في المحاكم الدولية على ما ارتكبوه من جرائم بحق شعبنا وبحق الإنسانية.
أن جنوب أفريقيا، هذا البلد الصديق الوفي الذي يقف مسانداً حقيقياً الى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهي تسير بخطى واثقة وقد رفعت دعاوى قضائية ضد الحكومة الإسرائيلية المجرمة بما تمثله من ائتلاف للقوى اليمينية والعنصرية الصهيونية والفاشية الدينية، ونحن نتوجه لها التحية والتقدير، وقد أعدت ملفاً كاملاً سيتم التوقف أمامه بالاستماع أمام المحكمة الجنائية الدولية، يومي الخميس والجمعة القادمين، فإننا في المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني نؤكد على ضرورة التحرك الأممي والعربي والدولي لدعم موقف جنوب أفريقيا الحر، ومواصلة الضغط على كافة الحكومات لاتخاذ مواقف مماثلة لتعزيز الضغط الدولي على حكومة الفاشية والعنصرية في إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال على وقف عدوانها وحربها البربرية المتواصلة على أبناء شعبنا في قطاع غزة والتي تتزامن مع مذابح ومجازر يومية يرتكبها الاحتلال في مخيمات وقرى ومدن الضفة الغربية وفي القدس.
هذا الموقف الشجاع والإنساني والعظيم الذي تعبر عنه جنوب أفريقيا اليوم هو رسالة الى العالم من أجل الامتثال للشرعية الدولية والانتصار للكرامة والحقوق الإنسانية، وهي دعوة لضرورة التوقف أمام طبيعة النظام الدولي أحادي القطبية والمختل، والذي لا يصلح أن يستمر في قيادة العالم، فهناك حاجة موضوعية للتغيير وبناء نظام دولي جديد ومتعدد الأقطاب يعيد الاعتبار للمؤسسات الدولية وقراراتها وتشريعاتها والتي سقطت في امتحان غزة العصيب، حيث وقف العالم عاجزاً، وفشلت المؤسسات ذات العلاقة وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن في اجبار الاحتلال على وقف اطلاق النار ووقف الحرب التدميرية الشاملة التي لا أهداف لها سوى الأهداف المدنية، الى جانب فشلها في حماية السلم والاستقرار الدوليين.
الشعب الفلسطيني اليوم يقف باحترام أمام حكومة وشعب جنوب أفريقيا، وهم يعبرون على أروع أشكال التضامن وهم يخوضون معركة سياسية وقانونية وقضائية بامتياز أمام عالم ظالم تقوده امبراطورية الشر والطغيان ونظامها الامبريالي الجائر، ونحن على ثقة كبيرة بأن العدالة ستنتصر كون هذه القضية عادلة وتحملها دولة سبق أن تعرضت لذات الظلم والعدوان والاستبداد من قوى العدوان والعنصرية، وقد تحررت بالنضال وبالثورة المستمرة وبالمواقف الداعمة من أحرار العالم الذين نفتقدهم اليوم، ونوجه نداء الى كل بلدان العالم والى بلداننا العربية والإسلامية الى ضرورة الاقتداء بمواقف جنوب أفريقيا والتحرك على كافة المستويات لدعم واسناد وحماية شعبنا من جريمة الإرهاب المتواصلة ومن جريمة الاقتلاع والتهجير ومن فصول النكبة المستمرة التي يصر الاحتلال على إعادة انتاجها باستمرار في محاولة بائسة لتكريس الهيمنة وفرض سياسة الأمر الواقع وما يسمى بحسم الصراع لصالح المشروع الصهيوني، والذي نقول بكل وضوح أن ساعة حسم الصراع قد اقتربت وأن صراعنا مع الاحتلال سينتهي بانتهاء ودحر هذا الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأكد المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني بأن مواصلة الاحتلال لعمليات الاعدام الميداني والجرائم الوحشية واستهداف المدنيين والتجمعات السكنية الآمنة يستدعى التحرك الفوري لتوفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والانسانية إلى رفع صوتها في وجه تلك الانتهاكات، واتخاذ ما يلزم من اجراءات، وفرض عقوبات رادعة على دولة الاحتلال لإجبارها على الانصياع للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
وأضاف المكتب السياسي، تطنحن أمام احتلال عنصري فاشي يدعم ويرعى إرهاب دولة منظم، وهذا كله يتم أمام المجتمع الدولي الذي انكشف على حقيقته بالكيل بمكيالين والمطلوب منه ليس إدانة الاحتلال، بل معاقبته وفرض الحصار عليه وفتح تحقيق دولي بجرائمه، مؤكداً حق شعبنا في المقاومة بكل الوسائل والأساليب وعلى العالم دعم مقاومة شعبنا الفلسطيني المشروعة لاحتلال جاثم على أرضنا المحتلة ويرتكب أبشع الجرائم.