ملفات وتقارير

بعد ثمانين يومًا من العدوان «الصهيوني الأمريكي» على قطاع غزة.. المقاومة تواصل صمودها وتلحق الخسائر بجيش الاحتلال

مقتل 14 جندياً في أكبر حصيلة خسائر بشرية للجيش الصهيوني في يوم واحد

متابعات : الموقف الليبي
لا يزال العدوان الصهيوني متواصلًا على قطاع غزة لليوم الثمانين على التوالي بدعم أمريكي وغربي، يحاول التغطية على همجية الكيان المحتل وإفساد كل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالتهدئة بما فيها الهدن الإنسانية!
ولم يستثنِ الاعتداء الوحشي أي مكان أو إنسان من الاستهداف بحصيلة كبيرة من أرواح الأطفال والنساء تعد الأسوأ في تاريخ البشرية، ومع بشاعة الجرائم يواصل العدو الصهيوني مجازره في القطاع مع اشتداد هزائمه الميدانية المتلاحقة أمام بسالة أبطال المقاومة الفلسطينية.
ولا تزال المقاومة الفلسطينية الباسلة تسطر البطولات على أرض غزة، وتكبد الكيان الصهيوني خسائر بالغة في العتاد والأرواح، رغم ادعاء جيش الاحتلال الصهيوني خلاف ذلك، وتنشر المقاومة فيديوهات لعملياتها الفدائية توثق مدى فداحة الخسائر في صفوف جيش العدوان الصهيوني.
وعلى صعيد آخر التطورات على الأرض ارتكبت قوات العدو الصهيوني، صباح أول أمس السبت، مجزرة جديدة بحق النازحين في مخيم النصيرات ودير البلح في قطاع غزّة. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، أن 20258 شخصا استشهدوا في غزة، بالإضافة إلى إصابة 54 ألف شخص منذ بدء الهجمات الصهيونية العنيفة على القطاع.
وتعد الغارة التي وقعت الجمعة من بين الأكثر دموية في الحرب حتى الآن، وفقا للمتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل.

تدمير 5 دبابات صهيونية
وإزاء هذا العدوان تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها ببسالة للعدوان الصهيوني، حيث أعلنت كتائب الشهيد عزّ الدين القسام تمكّن المقاومين من تدمير 5 دبابات صهيونية وقتل وإصابة جميع أفرادها بعد إعادة استخدام صاروخين يزنان 2 طن أطلقهما الاحتلال تجاه بيوت الآمنين ولم ينفجرا، وأوضحت القسّام أنه تم ذلك بعد أن زرع مجاهدوها الصاروخين في طريق تقدم آليات الاحتلال في منطقة جباليا البلد وفور وصول الآليات للمكان تم تفجير الصاروخين.
كما أشارت إلى تمكن مجاهديها في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة من تفجير عين نفق في قوة صهيونية خاصة، وتم استهداف قوات النجدة التابعة للقوة الصهيونية بقذائف الهاون من العيار الثقيل وأوقعوهم جميعًا بين قتيل وجريح.
كما رصدت توغلاً محدوداً لآليات العدو على الحافة شرق رفح وقصفتها بوابل من قذائف الهاون العيار الثقيل وأصابتها إصابات مباشرة ومحققة.
وأوقعت “القسّام” عددا كبيرا من الجنود الصهاينة بين قتيل وجريح فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة في جباليا شمال القطاع.
مقتل 5 جنود صهاينة
من جانبه أعلن الجيش الصهيوني، السبت، مقتل 5 من جنوده خلال المعارك البرية في قطاع غزة، كما أصيب 5 جنود آخرين من وحدة الاستطلاع التابعة للواء “جفعاتي”، بجروح خطيرة في معارك غزة، وأعلن صباح الأحد مقتل 14 ضابطا وجنديـــــا خــــــلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأعلنت وسائل إعلام صهيونية، الخميس الماضي، سحب لواء “جولاني” من قطاع غزة بعد ستين يوما من القتال تكبد فيها خسائر كبيرة، وقالت القناة الثالثة عشرة الصهيونية، إن جنود “جولاني” غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم.
وكان لواء “جولاني” قد تكبد خسائر كبيرة خلال حربه في غزة، حيث قتل وأصيب المئات من ضباطه وجنوده.. وفي الرابع عشر من ديسمبر الجاري، أعلن الجيش الصهيوني أن ضابطا يتولى قيادة كتيبة في لواء “جولاني”، أصيب خلال انفجار وقع في قطاع غزة.
وقال الجيش الصهيوني إن قائد قاعدة التدريب في لواء “جولاني” المقدم شاعر بركاي، أصيب بجروح متوسطة في جنوبي قطاع غزة، مضيفا أن بركاي أصيب خلال انفجار، أصيب فيه أيضا 5 جنود آخرين بجروح وصفت بالخطيرة.
وجاء هذا التطور بعد يوم من إعلان الجيش الصهيوني مقتل 10 من جنوده وضباطه، 8 منهم من الكتيبة 12 في لواء “جولاني”.
واعتبر ما يسمى رئيس الوزراء الصهيوني، الإرهابي بنيامين نتنياهو، مقتل جنود لواء “جولاني” خلال كمين في الشجاعية بأنه حادث صعب.
إيران تهدد بغلق البحر المتوسط
نقلت وسائل إعلام إيرانية، السبت، عن قائد في الحرس الثوري قوله إن البحر المتوسط قد يُغلق إذا واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ارتكاب جرائم في غزة، دون أن يوضح كيف سيحدث ذلك.
وتتهم إيران الولايات المتحدة بدعم الجرائم الصهيونية في غزة، حيث أدى القصف المستمر منذ أسابيع إلى استشهاد آلاف الفلسطينيين ونزوح معظم سكان القطاع.
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن البريجادير جنرال محمد رضا نقدي مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية قوله: “سيتعين عليهم قريبا انتظار إغلاق البحر المتوسط ومضيق جبل طارق وممرات مائية أخرى”.
وهاجمت جماعة أنصار الله اليمنية على مدى الشهر الفائت سفنا تجارية تبحر في البحر الأحمر ردا على الهجوم الصهيوني على غزة، مما دفع بعض شركات الشحن إلى تغيير مساراتها.
هدنة مجلس الأمن
وفي محاولة للتهدئة وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الجمعة، على قرار يدعو إلى إقامة ممرات في جميع أنحاء قطاع غزة لعدد كاف من الأيام، لتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق.
وكان ممثل الاتحاد الروسي قد طرح تعديلا على مشروع القرار في مجلس الأمن قبل التصويت مباشرة يركز على “الوقف الفوري للأعمال العدائية”، ولكن تم رفضه، وصوتت 13 دولة لصالح القرار، وامتنعت روسيا والولايات المتحدة عن التصويت. وقد تم تأجيل التصويت خلال الأيام القليلة الماضية 4 مرات، حيث قام المجلس بإعادة صياغة لغة نص المسودة.
الجامعة العربية
من جانبه اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن القرار الأممي بشأن غزة، الذي دعا إلى هدنة وممرات إنسانية ممتدة في جميع أنحاء قطاع غزة، جاء متأخراً، وأنه ما زال بعيداً عن المطلوب تحقيقه وهو وقف كامل لإطلاق النار في القطاع.
وجاء القرار الأممي بعد مماطلة وتسويف “نزولاً على رغبة إسرائيل”، مشدداً على أن المطلوب ليس فقط إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع وإنما بالأساس حماية المدنيين من القصف المستمر، وتحقيق وقف مستدام لإطلاق النار، والبدء مباشرة في عملية إغاثية كبرى تشمل مئات الآلاف الذين باتوا يفتقدون الحد الأدنى من المقومات الضرورية للحياة، وإن “رفض الوقف الفوري لإطلاق النار هو رخصة للقتل.
تعليق الصين
وعن موقف الصين من إدخال المساعدات قال مندوب الصين بمجلس الأمن، إن أهالي غزة يفتقرون لأساسيات الحياة، مضيفا أنه يجب إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضاف مندوب الصين بمجلس الأمن خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن التطورات في غزة، أنه على المجلس أن يتحرك لوقف الأزمة في غزة، مضيفا أنه يجب وقف إطلاق النار.
روسيا تفضح أمريكا
وحول استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو، ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي الذي قدمته روسيا بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلن مندوب روسيا لدى مجلس الأمن الدولي، فاسيلي نيبينزيا، الجمعة، أن الولايات المتحدة أدرجت عنصرا خطيرا في مشروع القرار الذي اعتمدته يسمح لإسرائيل بتطهير قطاع غزة.
وأوضح نيبينزيا المندوب الروسي أنه بهذا القرار “سيتوفر لجيش الاحتلال الإسرائيلي هامش التحرك بشكل كامل لتطهير القطاع، كما تفعل تماما، من سيصوت عن القرار سيكون مسؤولا ومتواطئا على تدمير غزة.
وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الأمن أرجأ في وقت سابق التصويت عدة مرات، على مشروع القرار؛ سعيا إلى تحقيق توافق بشأنه، من أجل دفع جهود دعم المدنيين في قطاع غزة المحاصر.
“سي إن إن” تفضح الإجرام الصهيوني
وفي تحليل لها كشفت شبكة CNN الإجرام الصهيوني، حيث ذكرت أن إسرائيل ألقت مئات القنابل الضخمة، وكثير منها قادر على إسقاط قتلى وجرحى على بعد أكثر من ألف قدم، في الشهر الأول من حربها على غزة، وفقاً لتحليل أجرته شبكة CNN بالتعاون مع شركة الذكاء الاصطناعي الأمريكية Synthetaic.
وكشفت صور الأقمار الاصطناعية من الأيام الأولى من الحرب، عن أكثر من 500 حفرة ارتطام يزيد قطرها على 12 متراً، بما يتفق مع تلك التي خلفتها القنابل التي يبلغ وزنها ألفي رطل.
وأشارت CNN إلى أن هذه القنابل أثقل بأربع مرات من أكبر القنابل التي أسقطتها الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم “داعش” في مدينة الموصل بالعراق.
ويلقي خبراء الأسلحة والحرب باللوم في ارتفاع عدد الضحايا على الاستخدام المكثف للذخائر الثقيلة، مثل القنابل التي يبلغ وزنها ألفي رطل، خاصة وأن سكان غزة مكتظون بشكل أكثر من أي مكان آخر على وجه الأرض تقريباً، وبالتالي فإن استخدام مثل هذه الذخائر الثقيلة له تأثير كبير.
وقال جون تشابيل، وهو زميل في منظمة سيفيك في واشنطن، التي تركز على تقليل الضرر اللاحق بالمدنيين في النزاعات: إن استخدام قنابل من زنة ألفي رطل في منطقة مكتظة بالسكان مثل غزة، يعني أن الأمر سيستغرق عقوداً حتى تتعافى المجتمعات.
وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية بسبب حجم الدمار في غزة، حتى أن حليفها القوي الرئيس الأميركي جو بايدن يتهمها “بالقصف العشوائي” للقطاع الساحلي.
وقال مسؤولون صهاينة إن ذخائرهم الثقيلة ضرورية للقضاء على حركة “حماس”، كما يدعون أن إسرائيل تبذل كل ما في وسعها لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وقال مارك جارلاسكو، محلل استخبارات الدفاع الأمريكي السابق، ومحقق جرائم الحرب السابق في الأمم المتحدة، إن كثافة الشهر الأول من القصف الصهيوني على غزة “لم نشهدها منذ حرب فيتنام”.
وقام جارلاسكو، وهو الآن مستشار عسكري في منظمة “باكس” الهولندية غير الحكومية التي تدافع عن السلام، بمراجعة جميع البيانات التي تم تحليلها في تقرير شبكة CNN.
وقال جارلاسكو: عليك العودة إلى حرب فيتنام لإجراء مقارنة، حتى في حربي العراق لم يكن الأمر بهذه الكثافة أبداً.
ويمكن للذخائر الثقيلة، التي تصنعها الولايات المتحدة في الغالب، أن تسبب إصابات كبيرة، ويمكن أن يمتد تأثيرها المميت، أو الذي يلحق إصابات إلى دائرة يصل نصف قطرها إلى 365 متراً، أو ما يعادل 58 ملعب كرة قدم في المنطقة التي تسقط فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى