رمزي رباح: هذه الحرب وضعت القضية الفلسطينية على جدول أعمال العالم
قال رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: في اليوم الثالث والأربعين للحرب، بات واضحا أنها ستطول وتأخذ أشكالا متعددة من الجولات المتقطعة، ومن الصعب حسمها عسكريا على الأقل لشهور طويلة، ومن المتوقع أن تتضاعف خسائر الكيان الصهيوني في الضباط والجنود والآليات، وبالضرورة بالحالة المعنوية والقتالية لجيش نظامي غير مؤهل لقتال الشوارع لفترات طويلة.
وأضاف: من الناحية السياسية، هذه الحرب وضعت القضية الفلسطينية كقضية ملتهبة على جدول أعمال العالم، وإطالة أمد الحرب بدأ يضع الدول الغربية الشريكة للاحتلال، وخاصة الولايات المتحدة أمام حقيقة واحدة، إن هذه الحرب لن تثمر عن تدمير أو إلغاء حركة حماس أو تحويل قطاع غزة إلى منطقة سيطرة إسرائيلية، سواء مباشرة أو عبر ترتيبات وسيناريوهات ما يسمى “اليوم التالي”، بوضع القطاع تحت الانتداب أو الوصاية العربية أو الدولية، أو خلق جسم بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، كإدارة مدنية مرتبطة بالاحتلال، بل الحقيقة الساطعة أصبحت اليوم أن هذه الحرب أيا كانت قوتها أو نتائجها، سيكون مطروحا أمام العالم الحل الجذري والمتمثل بالحل السياسي القائم على “حل الدولتين” كما تسميها الإدارة الأمريكية.
وأكد رباح أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها الثلاثة: تدمير القدرات العسكرية للمقاومة بكل تشكيلاتها وتحرير الأسرى والمحتجزين وتهجير أبناء شعبنا إلى سيناء.
لا بد من الإشارة بداية أن هذه الحرب لم تقتصر على قطاع غزة، بل تشمل الضفة والتحركات الشعبية التي تملأ الشوارع والساحات في العواصم العربية، والغربية، كذلك متوقع اشتعال الجبهة في لبنان بمعارك استنزاف طويلة تزداد تأثيرا وان لم تصل إلى حرب شاملة كما نتوقع. في هذه الأجواء يكتسب التحرك السياسي والمعركة السياسية وإعداد أوضاعنا لخوضها موحدين أهمية استثنائية، الأولوية الآن لوحدة الموقف الفلسطيني ولتوحيد كل القوى الفلسطينية في إطار موحد وجامع تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
وقال: ليست قليلة تلك المؤشرات والمواقف التي ستحاول تجاوز وحدانية التمثيل الفلسطيني، بل تهميش دور السلطة الفلسطينية واستغلال حالة الانقسام التي سادت قبل معركة طوفان الأقصى والحرب على غزة، لتكريس هذه الحالة بهدف إضعاف السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية في الحل السياسي المستحق أو في الترتيبات الخاصة بقطاع غزة.
لذلك نعمل كجبهة ديمقراطية مع قوى وفصائل فلسطينية أخرى، للبدء بحوار وطني عاجل وجاد بين الكل الفلسطيني بما فيها حركة حماس، كونها مكون فاعل ورئيسي في الحركة الوطنية الفلسطينية وحركة النضال ضد الاحتلال وذلك بهدف التوصل إلى صيغة موحدة وجامعة لجميع الفصائل في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
وأشار إلى أن المصلحة الوطنية تتطلب توحيد الموقف الفلسطيني والإطار القيادي الجامع والموحد في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، بدون استثناء، وهو المعبّر عن المصلحة الوطنية حتى لا تذهب كل هذه التضحيات الغالية هباء، بل نكون أوفياء لها، ونحصد ثمار الصمود والمقاومة الملحمية.