المقاومة الإسلامية تعري الانظمة
عفاف الفرجاني
وسط حالة الحنق والاحتقان التي يعيشها المواطن العربي جراء حصار غزة والاستفراد بأهلها من خلال تجويعهم وقتلهم، على المواطن العربي الذي يبكي غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن يعي مدى تخاذل حكوماته قديما وحديثا مع القضية الفلسطينية، وحدهم الثوريون كانوا وما زالوا يعلنون التحدي ضد الكيان المحتل، قد نختلف مع بعض فصائل المقاومة وأولهم حماس ولكن علينا ألا ننكر أنهم أشجع الموجودين في المقاومة الإسلامية ضد العدو الصهيوني.
ما فعلته حماس بجناحها العسكري المقاوم كتائب القسام وغيرها من فصائل المقاومة، عجزت عن فعله حكومات البترول والدولار التي لا تملك إلا السكوت، حتى الشجب أصبح محرما عليها في ظل العمالة والانبطاح.
المواطن العربي أصبح مثقلا بالخيبات، ولكنه لم يبع القضية، هو يعلم ما فعله حكامه في حصار غزة سنة 2007 بعد نجاح حماس في الانتخابات التشريعية التي خولتها دخول غزة، لم ينتظر العدو الصهيوني الوقت في تغيير معادلة المقاومة فبادر بفرض الحصار على المدينة وأهلها، حيث منع دخول المحروقات والسلع الأساسية وأهمها البيض والدواجن واللحوم … الخ، وقطع الكهرباء، ليكتمل هذا الحصار الإنساني بمنع الصيد في البحر.
ذاكرة المواطن العربي لم تنس تواطؤ حكام العرب جميعا وانبطاحهم لقرار حكومة إسرائيل المدعومة من أمريكا، لتصفعهم حينها يد حقوقيين وقانونيين أجانب منهم 3 محامين إسبان، مع وفد يمثل أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا ومنظمات للتحالف الدولي، حيث رفعت دعوى قضائية لملاحقة جرائم الصهاينة في فلسطين، تحديدا قطاع غزة، وكانت هي الأولى من نوعها أمام المحكمة الجنائية في لاهاي ضد إسرائيل وكبار قادتها السياسيين والعسكريين؛ بتهمة ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، منها الإبادة الجماعية الناتجة عن الحصار الجائر المفروض على غزة، ومع ذلك ظل القطاع يعاني ويلات الحصار إلى الوقت الراهن الذي تجدد فيه هذا العمل اللاإنساني.
ووفق ما سجلته الدراسات الدولية المعتمدة فإن تداعيات حصار غزة سنة 2007 سجل إلى اليوم معدل فقر غير مسبوق وصل إلى 65 %، ووصل معدل انعدام الأمن الغذائي إلى 72 %، وأصبح 80 % من سكان غزة يعتمدون على المساعدات، مع ارتفاع كبير في معدل البطالة لتصل إلى 43 %، وإلى الآن لم تصادق إسرائيل على طلبات التنقل من غزة إلى خارجها إلا على حوالي 65 % من الطلبات وجلهم حالات مرضى.
نحن اليوم كمواطنين عرب نشعر بالخزي والعار مما فعله حكامنا المتواطئون مع إسرائيل ضد إخوانهم العرب، والتواطؤ ليس بالضرورة أن يكون معلنا، التواطؤ عندما لا تكون هناك محاولات سريعة من جامعتهم العربية لعقد جلسات طارئة تناشد العالم فك الحصار المفروض على غزة وإيقاف الاحتلال بصوت الندية والتحدي والمقايضة الاقتصادية، التواطؤ أن تبث القنوات العربية الرسمية برامجها الصباحية أين تشرب فنجان قهوتك، وبرامجها المسائية بلقاءات ثقافية واجتماعية من داخل أمسيات شعرية، وأخبارها استقبل وودع الرئيس، التواطؤ أن لا يرفع علم فلسطين في ساحات المدارس أثناء تحية العلم الصباحية، التواطؤ بأن لا تخرج فتاوى من شيوخ وعلماء المسلمين تدعو إلى الجهاد كونه فرض عين، كم فعلت فتاويهم المجانية لمصلحة الغرب الكافر بالثوريين من قيادات العرب مثل صدام حسين ومعمر القذافي.
نعم أنا مع المقاومة الإسلامية، نحن مع حماس وجناحها المقاتل كتائب القسام ومع ألوية الناصر صلاح الدين ومع شهداء الأقصى وكتائب المقاومة الوطنية وسرايا القدس…. إلخ، أنا مواطنة عربية لن أكون يوما مع الجامعة العبرية ولا مع حكامها الضعفاء ممن تقودهم القوة الإمبريالية الداخلية وأسيادهم من الماسونيين.