أوقفوا الإبادة الجماعية.. غزة تحترق
حيدر النجفي
غابت ردة الفعل الموازية لقسوة استجابة إسرائيل، لما أقدمت عليه حماس، من استفزاز للوحش الصهيوني الكاسر، الذي انتفض نافخاً أوداجه ومبرزاً مخالبه ومكشراً عن أنياب بطشت بشعب غزة.. القابع في الذل والقهر والبؤس على مدى 75 عاماً بفعل المحتل الصهيوني الذي استحوذ على أرضه.
ففعل المقاومة فرضته معطيات احتلال الأرض وخنق حياة البشر، وقطع أوصال العائلات، والتهجير وهدم البيوت، وردة الفعل الصهيونية لا حدود لفظاعتها، مطلقة اليد في المكان.. غزة، والزمان.. التاريخ العربي كله.. ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، تأمل الصهيونية أن تعيد تشكيله وفق أهوائها الاستراتيجية.
والشارع العراقي على عهده في مناصرة قضية فلسطين، اكتظت مدنه بتظاهرات مليونية وأخرى بمئات الآلاف مؤازرين لعملية طوفان الأقصى العديد من الأيام ثائرا ضد الإبادة الجماعية التي تمارسها الصهيونية ضد الفلسطينيين.
وفي خطوة تضامن زحف الآلاف من العراقيين إلى قرب منفذ طربيه الحدودي مع الأردن في اعتصام متواصل لإيصال المساعدات إلى غزة وطلبا لمناصرة حركة حماس في مواجهة الكيان المغتصب لفلسطين.
ومنذ بدء الحرب حتى يوم الجمعة 7 أكتوبر الحالي تعرضت غزة إلى إبادة جماعية تضمنت أكثر من 965 مجزرة فقد فيها 9500 شهيدا منهم 3900 طفلا، ومع انقطاع الإنترنت والاتصالات عن غزة بشكل كامل، غابت البيانات والأرقام، في ظل لا طعام، لا دواء، لا وقود، لا كهرباء، وقصف جوي وبحري وبري بالقنابل المحرمة دوليا على رؤوس ساكنيها، صاحبه فشل جيش الاحتلال الصهيوني في التقدم نحو غزة.
تضاربت المواقف الدولية تجاه ما يجري في غزة ما بين داعم ومناصر للدولة الصهيونية وتحميل المسئولية على حركة حماس وتقود هذا التوجه (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، كند، اليابان) ودول أخرى تسير في فلكها. في المقابل تصطف أغلب دول العالم بصورة مغايرة وتتعامل مع الحدث بشكل متوازن بتبني الدعوة إلى التهدئة ووقف الحرب والدعوة إلى حل القضية الفلسطينية وتحقيق سلام دائم.
والعراق موقفه ثابت، شعباً وحكومة، تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلّعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة، وأنّ الظلم واغتصاب هذه الحقوق لا يمكن أن يُنتج سلاماً مستداماً. إن العمليات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني اليوم، هي نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له منذ عهود مضت على يد سلطة الاحتلال الصهيوني، التي لم تلتزم يوماً بالقرارات الدولية والأممية. لذلك يدعو المجتمع الدوليّ أن يتحرك لوضع حدّ للانتهاكات الخطيرة وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، الذي ما زال يعاني الاحتلال وسياسات التمييز العنصريّ والحصار والتجاوز على المقدسات وانتهاك القيم والمبادئ الإنسانية. ويحذر من استمرار التصعيد داخل الأراضي الفلسطينية؛ لأنه سينعكس على استقرار المنطقة، كما يدعو جامعة الدول العربية إلى الانعقاد بصورة عاجلة لبحث تطورات الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية.
ويظل شعب العراق وفياً لأمته وقضيتها المركزية فلسطين رغم ما أصابه من نكبات، وستظل قضية شعب اضطهد وشرد وتكالبت عليه الدول الاستعمارية وصمة عار في جبين الإنسانية، ومهما تطاولت الحكومات وبررت أفعال الصهاينة، إلا أن وعى الشعوب في الملاعب الرياضية والميادين بما في ذلك الأصوات البرلمانية والإعلامية المدافعة عن حق الإنسان الفلسطيني كفيلة بقلب الموازين انتصارا لشعب ظلم على مدى 75 عاما.