ضعف الموقف العربي تجاه ما يحدث في غزة يسقط ما يسمى بــ «مشاريع الاعتدال»
متابعات: الموقف الليبي
صمت عربي مخزٍ، اكتفى ببيانات الشجب والاستنكار، واستدعاء سفير أو اثنين من سفراء الكيان الصهيوني للتشاور بعواصم 22 دولة عربية! في الوقت الذي لم يتوقف فيه القصف الصهيوني الوحشي على غزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى التي مر عليها 31 يومًا تاركًا خلفه أكثر من 11 ألف شهيد أكثرهم من الأطفال والنساء. وكان آخر هذه المجازر ما حدث من إجرام صهيوني في مخيم جباليا، الذي دكه قصف الاحتلال، وحول أجساد الشهداء إلى أشلاء، ويأتي هذا الخذلان العربي الكبير في وقت ساندت المقاومة الفلسطينية دول أجنبية وأيدتها رسميًا وشعبيًا، مثل بوليفيا التي قطعت علاقتها بالكيان المحتل وكولومبيا وتشيلي اللتين استدعتا سفير الكيان الصهيوني وهددتا بقطع العلاقات رسميًا مع دولة الكيان. وهنا يكون التساؤل المنطقي: هل يعد هذا الخذلان إعلان وفاة رسميا للتضامن العربي وإلى الأبد؟ «الموقف الليبي» تجيب عن هذا السؤال بألسنة خبراء ومفكرين في الشأن السياسي خلال هذا التحقيق.
الكاتب والإعلامي اللبناني علي شندب:
التضامن العربي مفقود وإنجازات المقاومة الفلسطينية ستغير القواعد التي أرساها الغرب
يقول الكاتب والإعلامي اللبناني علي شندب إن تاريخ كل دولة مكتوب على جبينها، فالتاريخ يسجل أن من الأسباب العميقة لغزو العراق عام 2003 هو وقوفه ودعمه للمقاومة الفلسطينية.
كما أن التاريخ يسجل أنه من الأسباب العميقة لعدوان الناتو على ليبيا عام 2011 وما قبلها من عدوان متكرر كان في جزء استراتيجي منه وقوف ليبيا وقائدها معمر القذافي بجانب الثورة الفلسطينية تمويلاً وتسليحاً وتدريباً وملاذاً.
وهذا الأمر يسحب نفسه على سوريا حاضنة المقاومة ورئتها أيضاً، كما لا ننسى اليمن وموقفه التاريخي الداعم للمقاومة الفلسطينية وأيضا الجزائر.. باختصار لأجل فلسطين شطبت دول الصمود والتصدي، وباختصار أيضاً وبسبب طوفان الأقصى في غزة يشعر عرب التطبيع بمخاوف مصيرية ويستشعرون مخاطر محدقة نتيجة ذوبان مساحيق القوة عمن يحتمون به ووجدوه يحتاج حماية البوارج والأساطيل.
كما أن التاريخ يسجل مواقف مشرفة لدول أمريكا اللاتينية ومنها كولومبيا وتشيلي اللتان سحبتا سفراءهما من تل أبيب وقطعت بوليفيا العلاقات معها، وأيضاً لبعض الدول الإسلامية التي تقاطع وتعادي الكيان، فيما دول أخرى عربية وإسلامية مع الأسف، تذر رأسها في رمال التطبيع المشؤوم والسلام الموهوم.
وأوضح أن التضامن العربي مفقود في محطات تاريخية مرّت بها الأمة العربية فكان مفقوداً تجاه حصار العراق قبل إعدامه، وكان مفقوداً مع ليبيا، بل كان العرب متضامنين مع القرارات الدولية بفرض الحصار.
وكان مفقودا في عدوان تموز على لبنان والذي سموه بـ “المغامرة غير المحسوبة”، وحصار أبو عمار في رام الله، ومجزرة صبرا وشاتيلا، ومفقودا تجاه محنة سوريا ومصيبتها، بل إن بعض العرب اشتركوا في الحرب عليها.
ورغم هذا لا بدّ من التعويل على الرأي العام العربي والعالمي الذي يساهم بشكل غير مسبوق في صياغة السياسات، كما ينبغي التعويل على موقف الجزائر الرافضة للتطبيع والداعمة للمقاومة الفلسطينية.
ويبقى الدور المحوري الذي تطلع إليه الأمة هو دور مصر التي بإمكانها إحداث الانقلاب المحوري في معادلات المنطقة، وإلا سيبقى العرب في قبضة كماشة بثلاثة رؤوس: إسرائيل وإيران وتركيا.
وشدد على أنه سيكون لإنجازات المقاومة الفلسطينية دور محوري وجوهري في تغيير القواعد التي أرساها الغرب. وبغض النظر عن الحسابات والأهداف الاستراتيجية لكتائب القسام وليس لحركة حماس التي فوجئت قيادتها بالعملية، فالطوفان كما يعلم الجميع تمّ بعد إعلان ولي العهد السعودي عن اقتراب التطبيع مع إسرائيل.
وأيضا بعد استعراض نتنياهو خريطته للشرق الأوسط من منبر الأمم المتحدة والتي أزال من تضاريسها كل ما له علاقة بأي أثر فلسطيني، وهو يتحدث عن الممرّ الاقتصادي من الهند إلى الإمارات فالسعودية وصولا إلى حيفا ومنها إلى أوروبا.
وبهذا المعنى بات من الصعوبة بمكان على عجلات التطبيع السعودي استكمال مسيرتها بسهولة. فالطوفان أعطب بعض العجلات، كما أعطب مرحلياً الممرّ الاقتصادي، ما منح لروسيا والصين دوراً جيواستراتيجيا يتطور يوميا منذ انطلاق الطوفان.
المستشار عمار الطيف:
محاولات الالتفاف على زلزال السابع من أكتوبر نهج يمارسه قادة الدول العربية المتخاذلة
من جانبه قال المستشار عمار الطيف إن أسئلة كثيرة أثارها زلزال المقاومة الفلسطينية في يوم السابع من أكتوبر الماضي بعد اقتحام خطوط العدو وأسواره الإلكترونية والإسمنتية وانضمام بعض فصائل المقاومة في اليوم الثاني. وأوضح أن الحدث الرهيب الذي فجرته المقاومة أحدث زلزالا شديدا عند الإسرائيليين الذين كانوا يعتقدون أنهم يعيشون تحت مظلة الجيش الذي لا يقهر. وحذر من محاولات الالتفاف على زلزال السابع من أكتوبر ورغم حالة الهشاشة التي يعيشها الوطن العربي قيادات وشعوبا ورغم فهمنا لأبجديات فهم الصراع الدولي ومكامن القوة والضعف في بلداننا العربية فإن هذه الهشاشة في عناصر القوة في دولنا العربية قد لا تشجع على تطوير العمل المقاوم وتصعيد النصر الذي خلقته المقاومة.
الكاتب علي أبو جازية:
لا يوجد تضامن عربي.. ويكفي أن الجامعة العربية وافقت على قصف ليبيا
وقال الكاتب السياسي علي أبو جازية: ما حدث يوم 7 أكتوبر كان صادما لكل القوى السياسية، خاصة وأن العالم الآن يمر بمرحلة مخاض وهي الخيارات بين حرب عالمية ثالثة وبين هزيمة روسيا.
وبالتالي بدأ التخطيط لعالم ما بعد الحرب الذي قد يقوده الغربيون بزعامة أمريكا حال انتصارها والتي ستعمل على استمرار وجود الكيان الصهيوني ودمجه في المنطقة كأحد العناصر المهمة في سياساتها.
وعن موت التضامن العربي قال: لا أتصور أن هناك حقيقة اسمها تضامن عربي حقيقي، بمعني أن مخططه قائم على الاتفاقات وقرارات وعلاقات ثابتة في المنطقة.
وتابع: تكاتف الوطن العربي حدث في ظروف خاصة أو من الناحية الواقعية لا يوجد تضامن عربي، ولا ننسى ما حدث حين أصدرت الجامعة العربية قرارا بقصف ليبيا وهي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية، ولذا لا أتصور أي معنى لأي تضامن عربي سواء لليبيا أم للآخرين.
طارق تهامي عضو مجلس الشيوخ المصري:
الدول العربية صاحبة الموقف الأفضل في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية
ويقول طارق تهامي عضو مجلس الشيوخ المصري: الدول العربية صاحبة الموقف الأفضل في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على غزة هي الدول ذات التماس والحدود المباشرة مع فلسطين المُحتلة، نظراً لوجود إدراك مباشر لدى هذه الدول بمخاطر هذه الاعتداءات على الأمن القومي العربي والأمن القومي لكل دولة حدودية.
ولا يمكن اعتبار هذا وفاة للتضامن العربي، فهناك دول عربية أخرى أعلنت تضامنها السياسي والدبلوماسي مع القضية الفلسطينية ومع الأزمة الحالية، لكن هناك تعقيدات أكبر من مجرد التضامن مثل وجود مشكلات حدودية أخرى مع قوى إقليمية يجعل الدول المتحفظة في هذه الأزمة تخشى توسعة الحرب ودخول أطراف أخرى مثل إيران بما يؤثر على أمنها القومي.
وأعتقد أن الولايات المتحدة ستعيد ترتيب أوراقها وأعتقد أن واشنطن ستخرج خاسرة من هذه الحرب لأن حلفاءها لن يصبحوا حلفاء لطرف واحد بسبب فجاجة الانحياز الأمريكي لإسرائيل على حساب الأمن القومي لأصدقاء أمريكا في المنطقة، وأتصور أن روسيا والصين سيجدان مساحة حركة في منطقة الشرق الأوسط عقب انتهاء الاعتداءات الإسرائيلية على غزة.
الكاتب محمد بوعود:
النظـــــــــــام العربي اهتـــــــرأ و 7 أكتوبر عرَّت عروشـــــا من ورق وكشفت عورات من لا يستحون
ويقول الكاتب التونسي محمد بوعود إن 7 أكتوبر عرّت عروشا من ورق وكشفت عورات من لا يستحون ولا بد من التنويه إلى أمر مهم، وهو أمر “التكليف” الذي كان يُناط بالنظام الرسمي العربي في الحروب السابقة، والذي يبدو أن العدو الصهيوني قد قرر الاستغناء عنه أيضا هذه المرة.
وجاء بلينكن من اليوم الأول للحرب ووصل بعده بايدن ورئيس أركانه وشرعوا في حربهم مباشرة على الشعب الفلسطيني، دون أن يمنحوا النظام الرسمي العربي حتى التكليف الذي تعوّد عليه، بل لم يعيروه اهتماما أصلا.
ورفض بايدن أن يقابل ثلاثة من القادة العرب في عمان، رغم أنهم هرعوا إلى هناك لانتظاره ولما رفض ومرّ مباشرة إلى مطار بن غوريون، قالوا إنهم هم من ألغى القمة الرباعية التي كانت مقررة في عمان، وهذا غير صحيح، وإلا ما كانوا ليذهبوا إلى الأردن أصلا.
وفي قراءة أولية يمكن الجزم أن المواقف العربية لم تختلف كثيرا عن بعضها البعض، رغم أنها سياسيا متباعدة وأغلبها متعادية فيما بينها، لكن موقفها من العدوان الوحشي على غزة كان متشابها.
فالدول التي كانت تدّعي الممانعة والمقاومة ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، بل وتبنت القضية رسميا قبل العدوان بأسابيع قليلة، وصارع حتى لاعبوها في الرياضات المختلفة يحملون أزياء فلسطين وجمهور ملاعبها لا يهتف إلا لفلسطين، هذه “الشجاعة” اختفت مع أول طلقة في المستوطنات ليلة السابع من أكتوبر.
ولم تسمح هذه الدول ولو بمظاهرة واحدة يعبر فيها شعبها عن تأييده للمقاومة، والمقصود هنا الجزائر تحديدا، التي يبدو إنها كانت ترفع شعارات فلسطين فقط نكاية في جارتها وعدوتها التاريخية، المغرب، لتعايرها بالتطبيع، لا أكثر ولا أقل.
أما مصر، قلب العروبة، كما يسميها القوميون، فلم تستطع أن تفعل شيئا، بل وعجزت حتى عن تمرير شحنات شحيحة من المساعدات إلا بموافقة الصهاينة والأمريكان، رغم إنها هي من يسيطر على المعابر ولا يوجد أي رقيب آخر في رفح ولا في العريش.
لن ندخل في تفاصيل كل بلد عربي على حدة، خاصة وأن هناك أنظمة تبدو وكأنها لم تسمع أصلا بالإبادة الجماعية التي تمارس ليلا ونهارا على أهلنا في غزة، ففتحت مواسم الاحتفالات عندها بكل قوة، ونزلت بكل ثقلها إلى عالم الاستعراضات والمهرجانات والرقص والغناء، ولم يجرؤ نظام عربي واحد من الأنظمة المطبّعة على استدعاء سفير الكيان في عاصمته حتى لمجرد لومه على الوحشية المبالغ فيها على أبناء الشعب الفلسطيني.
وقبل أن نصل إلى دور الدول العربية الأخرى لا بد من الإشارة إلى أن الهيكل الرسمي العربي أيضا، جامعة الدول العربية، لم يستطع أن يلعب أي دور، حتى وإن كان سلبيا في هذه الحرب، فقد حُرم حتى من دور التنديد والشجب الذي ألفه وتعايش معه عقودا طويلة، وبات لزاما عليه اليوم أن يرحل أو يصمت إلى الأبد.
وأوضح أن هناك نقطة ضوء في بعض الدول العربية، والتي في أغلبها ضعيفة الإمكانيات وقليلة الحيلة كما يقال، لكنها وقفت موقفا بطوليا وعلى رأسها تونس وسوريا وليبيا والعراق ولبنان واليمن، وكلها رغم الضعف والتشتت فإنها لم تتخل عن الشعب الفلسطيني وقالت كلمة حق في زمن ساد فيه قول الأباطيل.
وهناك نقطة ضوء ساطعة في هذا الواقع العربي المظلم، وهي الجماهير العربية في كل الساحات، التي خرجت إلى الشوارع وهتفت صادقة لفلسطين ولغزة وللمقاومة، وبينت أن في الأمة على الأقل جذوة عنفوان لا تخبو ولا تموت.
وأضاف: المقاومة ضوء يتلألأ في سماء فلسطين والمنطقة والعالم، وكسرت هيبة المحتل وجيشه الذي –كان- لا يُقهر، ومرغت أنوف قادته في التراب، وهي مقاومة تثبت كل يوم أنها ما زالت حيّة، متوهجة، قادرة على الفعل وقادرة على التحدي والصمود، وقادرة على صنع المعجزات في زمن اندثرت فيه المعجزات.
المقاومة تؤكد أنها الطرف الأهم في معادلة حل القضية الفلسطينية
الصحفي المصري خالد داوود:
التخاذل العربي ليس بجديد والوضع حالياأكثر سوءا من أي وقت مضى
من جانبه قال الصحفي المصري خالد داوود المتحدث الإعلامي للحركة المدنية الديمقراطية إن التخاذل العربي مع غزة لم يكن الأول فحدث نفس التخاذل عام 2006 في لبنان و2008 في غزة و2014 أيضا في غزة.
وتابع: من المؤسف أن الموقف العربي ليس هو الحاسم في مثل هذه الحالات، وحاليا الوضع أصبح أكثر سوءا من أي وقت مضى، حيث إن عددا من الدول العربية لا تمتلك القدرة على تقديم مساعدة حقيقية نتيجة الأوضاع الداخلية الخاصة بها.
ومنها ليبيا والعراق والسودان واليمن ويعاني الوضع العربي الداخلي حالة اضطراب شديدة، خاصة بسبب الأزمات الاقتصادية.
وتابع: مع الأسف حتى الدول الخليجية الغنية لا يعول عليها فلديها أولويات وترتيبات أخرى ترتبط بأمنها المباشر واهتمام بطلب الحماية الأمريكية في مواجهة إيران.
وكل هذه العوامل أدت إلى أنه لا يوجد موقف عربي مشترك رسمي. وأوضح أن الموقف الشعبي العربي مختلف تماما عن سلبية الموقف الرسمي، حيث شهدنا تظاهرات في دول عربية تكشف تخاذل الأنظمة وتضغط عليها بهذه التظاهرات.
وبدأنا نشاهد بشاير استجابة من بعض الأنظمة للضغوط الشعبية ورأينا النظام الأردني الذي قرر سحب السفير الأردني من الأراضي المحتلة وطلب عدم عودة السفير الصهيوني وأتمنى أن يحدث ذلك في مصر.
وأكد أن التضامن العربي الحقيقي يوجد على مستوى الشعوب حتى في الدول التي تعاني مشاكل داخلية مثل مصر حيث نرى أجيالا شابة مفعمة بالقضية الفلسطينية ومتعاطفة معها.
وشدد على أن أفعال إسرائيل الإجرامية العدوانية تخلق أجيالا جديدة من الشباب العربي تحمل عداء كبيرا للكيان الصهيوني وتذكر الجميع بأصول القضية الفلسطينية، وهذه الأجيال قد تكون سببا في ضغوط عالمية للوصول إلى مسار حل الدولتين، وذلك بعكس ما يردده نتنياهو من أن القضية الفلسطينية أصبحت هامشية، وأن كل الآمال حاليا معقودة على تحسين مستوى معيشة الناس لا إنهاء الاحتلال. ولم يكن متوقعا أكثر مما هو قائم على مستوى الأنظمة العربية الرسمية.
وأوضح أنه من الممكن أن تعيد أمريكا ترتيب أوراقها في منطقة الشرق الأوسط بعد الإجرام الصهيوني الحالي، ولكن يبقى الفيصل في هذه المسألة هو القدرة على الوصول إلى قرار عاجل بوقف إطلاق النار، وبدا ذلك بتغيير لهجة التصريحات الأمريكية بإمكانية الوصول إلى هدنة إنسانية ويمكن أن تتطور الهدنة لوقف لإطلاق النار نظرا لبشاعة الإجرام الصهيوني.
وأتمنى أن يصحو ضمير العالم ولا يسمح بالجرائم الصهيونية التي تقتل في المتوسط من 400 إلى 500 شخص يوميا وإن كان الصهاينة مصممين على فرض واقع جديد ووضع مختلف بعد السابع من أكتوبر في ضوء الأوضاع العربية المنقسمة حاليا.
وأوضح أن أمريكا حاليا تسعى لتحجيم الحرب وعدم توسعها حتى لا تكون إقليمية في ظل الحرب الأوكرانية، وتمنى أن تمارس الولايات المتحدة ضغطا على العدو الصهيوني لوقف القتال والاعتراف بهزيمته، وأنه لا ضمانة للاحتلال لعدم تكرار المقاومة بل ستظل المقاومة مستمرة مهما كانت النتائج.
فتح الله السعداوي:
التعويل الحقيقي على الشعوب العربية التي ستجبر حكامها على اتخاذ مواقف ضد الكيان الصهيوني
وقال الكاتب والسياسي فتح الله السعداوي من طرابلس إن الدول العربية لا يعول على أنظمتها، والتعويل الحقيقي على الشعوب التي ستنجح وتجبر حكامها على اتخاذ مواقف عملية علنية ضد الكيان الإسرائيلي.
وأوضح أن المقاومة الباسلة في قطاع غزة ستفرض إيقاعا ونمطا جديدا للعلاقات الأمريكية والإسرائيلية مع جل الدول العربية والإسلامية .وعن دور الجامعة العربية قال: ولدت ميتة أصلاً ولن يعول عليها الآن.
وأوضح أنه إذا ما استمر التخاذل العربي ستحل الكارثة على فلسطين أولا ثم تباعًا إلى باقي الدول العربية، ولكن هذه الأيام نلحظ استفاقة ونهوضا عربيا شعبيا غير مسبوق نرجو أن يستمر حتى نتمكن من تقديم كامل الدعم لأهلنا في فلسطين بالمال والرجال والسلاح ونحرر بيت المقدس ونطرد كل القوات الأجنبية من الأراضي العربية.
الكاتب العراقي جعفر الزهيري:
ما يحدث اليوم من تشتت للموقف العربي ثمرة مؤتمر مدريد عام 1991
ويقول الكاتب والمحلل السياسي العراقي جعفر الزهيري:
الموقف يحمل مفاجأة كبيرة لكنه يعبر عن الواقع المخفي والمتستر تحت شعارات ترددها الطبقات السياسية في الدول العربية لتستفيد منها للتسلق على السلطة، لكن الواقع هو أن دولا عربية سبق لها أن وقعت اتفاقيات صلح مع إسرائيل ولا يجوز لها اليوم أن تتحيد وتخرج عن موقفها المرسوم في هذه الاتفاقية.
وما يحدث اليوم من تشتت للموقف العربي هو ثمرة مؤتمر مدريد عام 1991 الذي وضع حجر الأساس للصلح والتطبيع العربي مع إسرائيل على مبدأ الأرض مقابل السلام وعندها هيمنت أمريكا حيث سقطت الشيوعية وانطفأت نار الحرب الباردة واختل توازن النفوذ في منطقة الدول العربية.
وتابع: التضامن العربي مات منذ حرب الخليج الأولى وبعدها احتلال العراق، الذي استند على تحالف دول عربية مع القوى الغربية، وهو مؤشر واضح المعالم واليوم تم تشييع هذا التضامن إثر أحداث غزة.
وعن إمكانية تغيير البطولات التي حققتها المقاومة من قواعد لعبة النفوذ بين أمريكا وروسيا في الشرق الأوسط قال: لا.. للأسف لأن استراتيجية روسيا واضحة وتعلم أن الساحة العربية يصعب النفوذ فيها لأن السياسة الأمريكية قد توغلت في دول الخليج منذ ما يقارب سبعين عاما. وأوضح أن الانقسام العربي وصل إلى مراحله الأخيرة، ولا يمكن العودة إلى ما كان عليه، للأسف هناك إجماع عند القادة العرب أن يهتم كل منهم بشؤون بلده ليتغلب على جملة مشاكل اقتصادية واجتماعية جعلت البلد العربي مثقلا بالهموم عاجزا عن مساعدة أخيه العربي.
علاء أبو زيد أمين عام الجبهة الشعبية العربية:
رد الفعل العربي الرسمي مهين جدا لكل الحكام والشعوب العربية
من جانبه قال الكاتب والسياسي المصري علاء أبو زيد أمين عام الجبهة الشعبية العربية إن رد الفعل العربي الرسمي مهين جدا لكل الحكام العرب وللشعب العربي لأنه لا يتناسب مطلقا مع حجم التهديدات الخطيرة للأمن القومي العربي ولعروش الحكام العرب جراء تلك الحرب الإرهابية شبه العالمية على غزة.
وذلك لأن الحشود العسكرية والأساطيل الأمريكية والفرنسية والبريطانية والألمانية وغيرها من دول الحلف الاستعماري الصهيوني لم تأت من أجل غزة أو فلسطين، بل جاءت لمساندة مباشرة لقوات الاحتلال الصهيوني في مواجهتها مع قوات المقاومة الفلسطينية الباسلة، ولتحمل رسالة تهديد لكل العرب بأنه من يريد أن يتدخل منهم تضامنا مع غزة وفلسطين فإن عرشه وحكمه سيكون ليس فقط مهددا، بل سوف يكون في خبر كان، والتضامن العربي بالفعل قبل الحرب الصهيونية على غزة لم يعد قائما ومنذ عقود طويلة من الزمن، وتحديدا منذ زيارة السادات إلى القدس نوفمبر 1977 وما أعقبها من توقيع السادات لاتفاقية كامب ديفيد مع بيجين 1979 والتي كتبت نهاية للتضامن العربي منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، أي منذ ما يزيد على أربعة عقود من الزمن جرى خلالها احتلال أول عاصمة عربية في يونيو 1982 (بيروت) والتي كانت اختبارا مبكرا من الكيان الصهيوني لمصر للتأكد من مدى التزامها بنصوص كامب ديفيد من عدم التدخل مع أي بلد عربي حال نشوب نزاع مسلح أو عدوان صهيوني معه.
وصحب ذلك في نفس العام طرد قوات الثورة الفلسطينية من لبنان ثم جاءت أزمة غزو العراق للكويت 2 أغسطس 1990 وتم تدمير العراق بعدها بستة أشهر بحجة تحرير الكويت ومشاركة قوات مسلحة عربية في ذلك للأسف خدمة لمصالح المشروع الأمريكي الصهيوني في الوطن العربي، ثم كان احتلال العراق 2003 وإعدام الشهيد البطل صدام حسين ثم لحقته الجماهيرية العربية الليبية عام 2011 واغتيال الشهيد العقيد معمر القذافي.
ثم كانت الحرب الإرهابية على سورية في نفس العام والتي دامت 10 سنوات وبعدها حكم جماعة الإخوان في مصر 2011 والذي كان سيعمل في خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني لولا ثورة الشعب في 30 يونيو 2013.
أما الجامعة العربية فهي ليست سوى مبنى مكتظ بالعاملين يتلقون رواتبهم جميعا من الأمين العام حتى معاونو الخدمة من دول الخليج العربي بصفة أساسية حتى تظل تعمل في خدمة تلك الأنظمة من جهة وتلبية مصالح الاستعمار الأمريكي الجديد من جهة أخرى.
ومن ثم فإن الجامعة العربية لا يعول عليها كثيرا فهي في نهاية المطاف تعكس إرادة الحكام العرب الغائبة منذ نصف قرن.
الدكتور : محمد الزبيدي
أمريكا أضعفت النظام العربي الإقليمي فلم يعد له أي دور
ويقول الكاتب والمحلل السياسي الليبي د. محمد الزبيدي:
النظام الإقليمي العربي هو نظام مؤسس على ركيزتين أساسيتين، الأولى هي الدولة المحورية في النظام الإقليمي العربي وهي مصر، ثم القيادات أو الزعامات الفرعية للنظام الإقليمي العربي، وتمثلت الزعامات الفرعية للنظام العربي في المشرق العربي في دول: العراق وسوريا والجزائر ومصر.
وتابع: للأسف الشديد فإن النظام الإقليمي العربي تم العبث بالتوازنات القائمة عليه حيث انتهى الدور العراقي بعد حرب الخليج الأولى وبعد اجتياح العراق سنة 2003 وخرجت العراق من دائرة الصراع ومن دائرة مراكز القوة في نظام الإقليم العربي.
أما سوريا فدخلت في حرب أهلية تحتاج إلى عشرات السنين للخروج منها والجزائر بعد الحسنية السوداء انكفأت على نفسها وما زالت تلملم جراحها الداخلية.
وتابع: تعرضت مصر لهزات ما يسمى بالزيف «الربيع العربي»، وهذا الأمر أدى إلى وصول الإخوان إلى السلطة والآن بدأت مصر تتعافى، بعد القضاء عليهم.
وهذا التعافي قوبل بضغط شديد جدا على مصر تمثل في أزمة السودان من الجنوب وأزمة سد النهضة من الشمال والنزاع مع تركيا على مياه البحر المتوسط، بالإضافة إلى تسللات حركة حماس وما لحق من توطين الإرهاب في سيناء ومن الغرب الأزمة الليبية المزمنة التي لا تزال قائمة إلى الآن.
وتابع: ضعف النظام الإقليمي العربي أدى إلى بروز قوة قزمية فرعية حاولت أن تقود هذا النظام ممثلة في قطر التي حاولت أن تلعب دور الزعامة رغم أنها لا تمتلك من مقومات النظام الإقليمي العربي أي قدر.
وعندما كان عمرو موسى أمينا عاما لجامعة الدول العربية كان رهينا للإدارة القطرية وكان هو السبب في شرعنة عدوان الناتو على ليبيا وتدميرها لأن جامعة الدول العربية منحت الغطاء القانوني للتدخل الأجنبي وقدموا ليبيا على طبق من ذهب للأمريكان طبقا للرؤية القطرية.
وتابع: الموقف الأمريكي من الحرب في غزة ثابت، ولا أستطيع أن أكون متفائلا وأقول إن المقاومة انتصرت على الإسرائيليين لأن الأمور تقاس بنتائجها ومعركة 7 أكتوبر أدت إلى هذه الكارثة التي ما زالت غزة تعاني منها.