المقاومة الفلسطينية تُفشل محاولة الاجتياح البري الصهيوني لغزة وتكبد أمريكا وإسرائيل خسائر فادحة
مظاهرات في ولايات أمريكية ولندن تنديدا بالمجازر الصهيونية الوحشية ضد الفلسطينيين
متابعات: الموقف الليبي :
لليوم الثالث والعشرين ورغم توسيع الجيش الصهيوني اعتداءاته على الفلسطينيين في غزة بقصف جوي وبري وبحري وقطع تام للاتصالات والانترنت منذ مساء الجمعة الماضية، فإن ذلك لم يثنِ المقاومة الفلسطينية ولم يستطع أحفادُ القردةِ والخنازيرِ كسرَ إرادتها.
هناك.. يقاتل الرجالُ وهم يحملون الأكفان بينما يصلي ذووهم الأوقات في جماعةٍ، وسط ركام النخوة العربية وسراب الضمير العالمي في شوارعٍ لم يبقَ من منازلها سوى نوافذ اليقين بأن نصر الله آتٍ كما وعد.
وفى آخر تطورات الحرب الصهيونية على غزة، شهد القطاع ليلة مرعبة الجمعة الماضية وهجمات عنيفة وغير مسبوقة لقوات الاحتلال منذ بداية الأزمة في السابع من أكتوبر الجاري، والتي خلفت 8 آلاف شهيد، حيث شن جيش الاحتلال غارات جوية عنيفة على المناطق الشمالية وغيرها، وشاركت 100 طائرة في الهجمات، التي استهدفت 150 هدفاً تحت الأرض، كما توغلت وحدات برية في القطاع عبر ثلاثة محاور، بيت لاهيا وبيت حانون وشرق البريج.
وأكد جيش الاحتلال أن العمليات مستمرة، وأن قواته ستظل متمركزة، ما يشير إلى استعدادها لمواصلة الاجتياح، كما أعلنت المقاومة، أنها تصدت للهجمات وأحبطت التوغلات البرية.
وطال القصف الإسرائيلي محيط مستشفيات الشفاء والإندونيسي وسط قطاع غزة، حيث أغار طيران الاحتلال أكثر من 10 مرات على محيط هذين المستشفيين، وفق وكالة «وفا» الفلسطينية، وتوغلت قوات إسرائيلية داخل قطاع غزة، وتواجهت مع مقاتلين من المقاومة، ويُعتقد أن هذا التوغل يأتي كجزء من استعدادات إسرائيل لاحتمالية اجتياح واسع النطاق للقطاع.
استعداد المقاومة للمواجهة
من جانبها أكدت الفصائل الفلسطينية، أن مقاتليها في قطاع غزة جاهزون لمواجهة هجمات إسرائيل بكامل قوتهم، بعد توسع جيش الاحتلال في هجماته الجوية والبرية، كما تصدت المقاومة للتوغلات وأحبطتها.
وأفادت المقاومة بأن مقاتليها تصدوا للقوات الصهيونية في بلدة بيت حانون في شمال شرق غزة وفي البريج بوسط القطاع، كما أنها ردت على الاحتلال الإسرائيلي بقصف مدن: تل أبيب وبئر سبع وديمونة وعسقلان وأسدود وسديروت الإسرائيلية برشقات صاروخية.
ودوت صفارات الإنذار في مستوطنة «نتيف هعسراه» بغلاف غزة، كما أن هناك أكثر من 10 انفجارات ضخمة هزت تل أبيب وغرب مدينة القدس المحتلة، فيما أعلنت قيادات الفصائل أن قوات الاحتلال تكبدت خسائر كبيرة في صفوف الجنود والعتاد، وأن قوات الاحتلال فشلت في الهجوم البري الذي شنته على قطاع غزة على ثلاثة محاور، ووفقًا للمركز الفلسطيني للإعلام، أطلقت الطائرات الصهيونية قنابل الفسفور الأبيض على مناطق وسط قطاع غزة.
صفقة تبادل الأسرى
كما أكدت المقاومة أنها جاهزة فورا لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون العدو الصهيوني مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة.
ودعت الهيئات والمؤسسات العاملة بمجال الأسرى إلى اعتبار نفسها في حالة انعقاد دائم وإعداد قوائم بأسماء الأسرى والأسيرات لدى الاحتلال دون استثناء تحضيراً لمستجدات المرحلة القادمة.وأعلنت المقاومة أول أمس السبت استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المدنيين – باستثناء العسكريين- لديها مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من الأطفال والنساء عنهم وتبييض كافة السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين.
ويوم الخميس، أعلنت أنها تقدر بأن عدد الأسرى الصهاينة الذين قتلوا في قطاع غزة نتيجة القصف والمجازر الصهيونية بلغ ما يقرب من 50 قتيلا.
قرار الجمعية العامة
وخلال اجتماعها الجمعة الماضية وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، على مشروع القرار العربي بشأن قطاع غزة، وطالبت بهدنة إنسانية فورية بين إسرائيل وحماس ووصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في القطاع المحاصر.
وجرى تمرير مشروع القرار غير الملزم بتأييد 120 صوتاً، واعتراض 14 عضواً بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، بينما امتنع 45 عن التصويت.
جوتيريش يجدد دعوته إلى وقف إطلاق النار
ومن جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى إجراء محادثات، مجددا أول أمس السبت لوقف فوري لإطلاق النار الإنساني في حرب غزة، قائلا إنه فوجئ بـ”التصعيد غير المسبوق” للقصف.
وقال في بيان إن ذلك شجعه في الأيام الأخيرة ما بدا أنه إجماع متزايد في المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الداعمة لإسرائيل، على الحاجة إلى هدنة إنسانية على الأقل، لكنه أضاف أنه فوجئ بتصعيد غير مسبوق للقصف وآثاره المدمرة التي تقوض الأهداف الإنسانية.
وقال جوتيريش عبر منصة “إكس”: أكرر دعوتي إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في الشرق الأوسط، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وإيصال الإمدادات المنقذة للحياة بالحجم المطلوب ويجب على الجميع تحمُّل مسؤولياتهم، هذه لحظة الحقيقة، وسيحكم علينا التاريخ جميعاً.
روسيا ترفض ما يحدث في غزة
وإزاء ما يحدث في غزة من مجازر صهيونية توالت ردود الأفعال العالمية حيث أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن أمله في أن يكون حادث استهداف مشفى المعمداني في غزة بمنزلة إشارة جادة لضرورة إنهاء الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية على وجه السرعة.
ودعا بوتين إلى إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما تتبناه روسيا دائما، مؤكدا أنها الطريقة الوحيدة للتوصل إلى السلام العادل والشامل. وقال إن ما يحدث في غزة مأساوي، ويجب أن يتوقف مؤكدا أن هذه كارثة وطالب بوقف هذا الصراع التاريخي.
الصين تطالب بإنهاء القتال
من جانبها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، أن الأولوية الملحة الآن هي العمل من أجل إنهاء القتال في قطاع غزة، وأن تلتزم كافة الأطراف بالقانون الإنساني الدولي وبحماية المدنيين.
وأشارت إلى أن الصين تدعو المجتمع الدولي إلى العمل معها لوقف إطلاق النار في أقرب وقت للحيلولة دون تدهور الوضع، وأكدت أن الصين ستستمر في بذل جهود متواصلة من أجل تحقيق ذلك.
إيران تعلن استعدادها للدفاع عن غزة
من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أول أمس السبت، إن الفصائل المسلحة المتحالفة مع طهران مستعدة للتحرك إذا استمرت الحرب الإسرائيلية في غزة.
وقال عبد اللهيان في مقابلة صحفية إنه التقى مع قادة للمقاومة في لبنان وكذلك جماعات فلسطينية في الأسابيع الأخيرة، واستمع إلى خطط أقوى وأعمق بكثير مما شهدتموه.
تركيا تطالب بوقف جنون الصهاينة
من جانبه طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بوقف الجنون فوراً ووضع حد للهجمات. وقال الرئيس التركي على منصة “إكس”، إن عمليات القصف الإسرائيلية التي تكثفت الجمعة، على غزة استهدفت مجدداً نساءً وأطفالاً ومدنيين أبرياء، وعمقت الأزمة الإنسانية الحالية. على إسرائيل أن توقف هذا الجنون فوراً، وتضع حداً لهجماتها.
ومن جانبه أكد أحمد جمال الدين مندوب مصر لدى الأمم المتحدة الجمعة، على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، قائلاً إن الصمت لم يعد خياراً تجاه ما يحدث للفلسطينيين.
وحذّر في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن عدم وقف الحرب الدائرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية فوراً سيجر المنطقة إلى حرب إقليمية، وسيؤدي أيضاً إلى “إذكاء نار الإرهاب والتطرف”.
وحول تردي الأحوال الصحية في قطاع غزة قال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدينهاوم جيبريسيوس أول أمس السبت، إن منظمته لا تزال غير قادرة على التواصل مع موظفيها والمرافق الصحية في غزة. وأضاف أن انقطاع الكهرباء في غزة يجعل من المستحيل وصول سيارات الإسعاف إلى الجرحى، لافتاً إلى أنه لا يمكن إجلاء المرضى في مثل هذه الظروف أو العثور على ملجأ آمن.
وقالت فرق الدفاع المدني في قطاع غزة، السبت، إن عدداً كبيراً من الضحايا والأحياء تحت الأنقاض في أماكن متفرقة تعذر الوصول إليهم، في ظل القصف الجوي العنيف الذي يشهده القطاع منذ مساء الجمعة. ومن جانبها أكدت منظمة أطباء بلا حدود أنها فقدت الاتصال تماما مع عدد من أعضائها الفلسطينيين على الأرض نتيجة قطع الاتصالات والإنترنت.
53 قتيلًا لـ «الأونروا»
ولم يتوقف الإجرام الصهيوني على أهل غزة فقط بل امتد إلى أفراد الوكالات الإغاثية الإنسانية حيث أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى الأونروا الجمعة الماضية، سقوط 14 فرداً من أطقمها خلال محاولة التوغل البري لقطاع غزة وقالت الوكالة في بيان إن إجمالي عدد ضحاياها ارتفع بذلك إلى 53 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الجاري.
البيت الأبيض يعطي تصريحًا بالإبادة!
وكعادتها في رعاية الإرهاب الصهيوني قال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض الجمعة، إن أمريكا لا تضع خطوطاً حمراء لإسرائيل. وأضاف كيربي أن الولايات المتحدة تدعم وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة لإدخال المساعدات الإنسانية والوقود والكهرباء إلى المدنيين هناك. وذكر كيربي أيضاً أنه إذا كان إخراج الرهائن من غزة يتطلب وقفاً مؤقتاً في أماكن معينة، فإن الولايات المتحدة تدعم ذلك.
هيومن رايتس تحذر
ومن جانبها حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش أول أمس السبت من أن قطع الاتصالات على نطاق واسع في غزة يمكن أن يخفي الفظائع الجماعية، وسط القصف الإسرائيلي العنيف المتواصل على القطاع برا وجوا وبحرا، وقالت إن هذا التعتيم قد يوفر غطاء للفظائع الجماعية ويساهم في الإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان.
العفو الدولية تنذر بالخطر
وقالت منظمة العفو الدولية إن المدنيين في غزّة يتعرضون لخطر غير مسبوق بعد أن قطعت إسرائيل كافة سبل الاتصال، في ظل تكثيف القصف وتوسّع العمليات العسكرية. ودعت إسرائيل إلى الوقف الفوري لهجماتها العشوائية التي تسببت في مقتل وإصابة آلاف المدنيين، بما في ذلك أكثر من 3000 طفل على الأقل كما دعت إلى تمكين فرق الإنقاذ من إسعاف ونقل المصابين الذين يتزايد عددهم بسبب تكثيف الجيش الإسرائيلي للقصف الجوي والبري على غزّة.
مظاهرات حول العالم داعمة لغزة
وشهدت الأيام الماضية غضبة للأحرار في كل مكان اعتراضًا على الإجرام الصهيوني بحق الفلسطينيين وعمت التظاهرات عدة بلاد عربية منها ليبيا واليمن وعمان ولبنان ومصر.
وعالميا لم تخلُ الولايات المتحدة الداعم الأكبر للإرهاب الصهيوني من تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين تؤكد توسع رقعة الغضب الشعبي ضد الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، حيث خرجت مظاهرات كبيرة في ولايات أمريكية مختلفة تأييدا للشعب الفلسطيني وتنديدا بالمجازر الصهيونية، وطالب المتظاهرون بإنهاء الحصار المطبق على القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية.
وانطلقت مسيرة حاشدة في مدينة باترسون بولاية نيوجيرسي، اعتراضًا على تضامن الولايات المتحدة مع إسرائيل في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتهجير غزة من أهلها، وأصحاب الأرض الأصليين.
ووصف المتظاهرون الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالكاذب والمضلل والمنتهك لحقوق الإنسان، وعدم احترام القانون الدولي، واستخدام حق الفيتو في غير محله.
كما انطلقت مظاهرات في إحدى ضواحي مدينة ديترويت بولاية ميشيجان وفي العاصمة الأمريكية واشنطن، وفي نيويورك، معقل أكبر عدد من السكان اليهود خارج إسرائيل.
كما تظاهر عشرات الأمريكيين في ميدان التايمز في نيويورك وقالت هيئة النقل في المدينة إن مئات المتظاهرين أغلقوا محطة جراند سنترال، وحثت الركاب على استخدام محطات بديلة.
ونشرت مجموعة «الصوت اليهودي من أجل السلام»، التي نظمت الاحتجاج، مقطعا مصورا على إنستجرام يظهر الشرطة في المحطة ترافق صفا طويلًا من المتظاهرين.
لندن تشتعل بالتظاهرات
كما شهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرات حاشدة حيث خرج نحو 100 ألف شخص إلى الشوارع للتعبير عن دعمهم لفلسطين، وطالبوا بوقف إطلاق النار في غزة.