مقالات الرأي

كوكتيل سياسي

عبد الله المقري

التاريخ والوطن وإرادة الشعب وحتى ذكريات الماجدات وأغاني الصبايا ودعوات الشيوخ وتوسلات النساء في مراحل ما بعد المؤامرة وآثارها المدرجة في قلوب العرب والليبيين ستخزي من هم كانوا في مقدمتها وبأشد أنواع اللعنة، وتعلق لافتة مكتوبة بالخط العريض على قمم الجبال الطاهرة بأنهم تحولوا إلى أداة للصهيونية والإمبريالية الأمريكية والغرب الحاقد الذي يجتمع لدعم العدو الصهيوني في تدمير غزة وقتل أهلها وتسوية المستشفيات بمن فيها على الأرض، ولم يراع قوانين الحرب، كما تحالف الغرب مع من يخزيهم الشعب الليبي بتدمير الدولة الليبية وكل مؤسساتها الوطنية، وبذلك تحقق لأمريكا اللعينة والغرب سياسة العدوان على الشعب الليبي والنتائج التي يعيشها الوطن الآن من فوضى تعم البلاد وانقسام مقيت يكسر أطراف الوطن، ولا يستطيع الذين مدوه بالمعلومات الاستخبارية والجوسسة بالإحداثيات على تحرك القوات المسلحة العربية الليبية وتمركزاتها إلا أن يعتبروا أنفسهم يحتفلون بيوم التحرير وهو يؤرخ ليوم إعادة احتلال ليبيا وتحولها إلى دولة تحت سيطرة قوى أجنبية وميليشيات مسلحة بعضها جهوية مجرمة وبعضها أيدولوجية إرهابية وتلتقي مع عصابة سياسية فاسدة ليصبح هذا المركب من الإجرام والإرهاب والفساد كوكتيل غير مشهود في أي مشهد جيوسياسي في العالم، ويعطي لنفسه الظهور على الساحة الوطنية بالاحتفال بيوم ارتكاب الجريمة البشعة التي ستسجل في ذاكرة الشعب الليبي وشعوب الأرض بانتهاك إنساني لمعناها الواسع.
الاختلاف السياسي له شروطه وله معطياته التي تعرف بالعمل السلمي واحترام حقوق الإنسان لتصبح العدالة والقانون والتشريعات والتي في مجملها تحافظ على السلم الأهلي وتقيد أي محاولة إجرامية بالاعتداء على من يدير السلطة ويهتم بالشأن العام في كل تنظيمات ومكونات المجتمعات التي تتخذ الأساليب السلمية في معالجة الإشكالات الناتجة عن الصراع على السلطة والعهد الدولي لحقوق الإنسان والتشريعات التي تحترم الإنسان من حمورابي إلى اليوم تمنع الأعمال البشعة الناتجة عن الحقد والناتجة عن العنف والحزازية والعنصرية وترفض الخطف والقتل وجرائم التمثيل بجثامين الضحايا.
فماذا يعني الاحتفال بيوم التحرير الكاذب وهو يوم الغدر المفضوح وهو يوم مجزرة جنات ومجزرة حي سرت 1 و2 وما بعدها من مجازر ارتكبت على أرضنا الليبية الطاهرة العديدة والمتعددة ومنها مجزرة غرغور ومجزرة معتقل الرويمي ومجزرة براك الشاطئ، ولولا دور القوات المسلحة العربية الليبية التي يرجع لها الفضل في تحريــــر 90‎ ‎ % من الأرض الليبية وتخليص هذه النسبة من سيطرة تنظيمات الإسلام السياسي الإرهابي الذي ارتبط هذا اليوم وما قبله بعدوان الناتو وما بعده بجرائم خطف وقتل آلاف من أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والشرطية وبعض السياسيين والإعلاميين وكوادر الدولة من المدنيين.
وتمثل سجون ومعتقلات هذه المرحلة صورة بشعة ضد الإنسانية ومقززة لم يعرفها الليبيون من قبل وأجدادهم من قاتلوا وهزموا الاحتلال الأجنبي من فرسان مالطا إلى حملات الأتراك وهم سيثبتون قريبا مع قواتهم المسلحة العربية الليبية ملحمة معركة التحرير والوحدة الوطنية وإعادة بناء دولة السلم والاستقرار، وبعد ذلك من حق الشعب الليبي أن يؤسس لمناسبات حقيقية مرتبطة باختيارات الشعب الليبي ودوره الوطني في نسف كل أوهام الفاسدين ومزوري التاريخ الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى