الصالون الاجتماعي ينظم ملتقى “حول ظاهرة التسول والأسباب والمعالجة”
كتب علي مفتاح اللبيدي:
نظم الصــالون الاجتمـــاعي بديوان وزارة الشؤون الاجتماعية بمدينة بنغازي ملتقي بعنـــوان “ظاهرة التسول الأسباب والمعالجة”، وذلك بحضور وزير الشؤون الاجتماعية الاستاد المبروك محمد غيث وعدد من الخبراء والمختصين ومدراء الإدارات وزارة الشؤون الاجتماعية.
وخصص الملتقى لدراسة المقترح في الصالون الاجتماعي المقدم من مدير مكتب التفتيش والمتابعة غادة دغمان، عن ظاهرة التسول والأسباب والمعالجة، لوضع الحلول المناسبة ضمن خطط الوزارة الرامية لمحاربة هذه الظاهرة، وغيرها من الظواهر الوافدة على مجتمعنا العربي الليبي.
وشاركت الجهات التي يمكن التعاون معها وهي منظمة الهجرة غي الشرعية، ومكافحة الظواهر السلبية، والأخصائيين في علم النفس، ومن وزارة التعليم، وزارة الصحة، وزارة الداخلية
ومن ضمن الظواهر الاجتماعية السلبية في ليبيا ظاهرة التسول وهي ظاهرة يعاني منها العالم ويجب وضع خطط للقضاء عليها وتحدت المختصين من المنظمات والجهات ذات العلاقة وتم مناقشة الاهداف المطروحة حول ظاهرة التسول وكيفية القضاء عليها ومن أي دول قادمون والأسباب وطرقة قدومهم وتحديد جنس الأشخاص والمتسولين وطريق عيشهم والغرض من التسول والأماكن تمركز هم داخل المدينة.
وخلال فعاليات الملتقى جرى تعريف التسول وتصنيفه تسول إجباري وليس باختياره في حالات الأطفال والنساء الذين يجبرون على التسول، والتسول الاختياري بحسب إرادة الشخص وليس جبرا عنه، ويعتبر التسول مظهر غير حضاري وظاهرة التسول من الظواهر الاجتماعية المنتشرة منذ القدم، في العديد من دول العالم، ويجب الأخذ في الحسبان أنها ظاهرة تهدد المجتمعات كافة، كونها تنتهك عزّة النفس، وترفع نسبة البطالة، وتؤدي إلى الانحلال الفكري والأخلاقي، عن طريق قيام العديد من المتسولين بتعاطي المخدرات، وترويج بضائعات مسيئة للأفراد، كما أنها تعد من الأسباب التي تزيد من نسب الجرائم.
وتوضيح أسباب ظاهرة التسول ارتفاع نسبة الفقر والبطالة في المجتمع، بالإضافة إلى غلاء المعيشة، والإدمان على المخدرات تعد عاملاً من العوامل المسببة لهذه الظاهرة، واتخاذ التسول مهنة متوارثة، والفقر المتفشي في بعض الدول تسبب في الهجرة الي الدول الغنية، والحروب التي بسببها زادت حالات الهجرة والمجاعات، ويتخذ التسول عدة صور، وأشكال، الادّعاء الكاذب بالحاجة، تشويه شكل الوجه؛ لاستعطاف الناس، استغلال واستخدم وثائق وفواتير، ادّعاء المتسول بأنه مصاب بمرض عقلي، يوهم الناس بحاجته للمال، وتنشط ظاهـرة التسول بشكل كبير، خلال مواسم الأعياد والمناسبات الدينية ،وغيرها من طرق الاحتيال والنصب، وتتمركز المراكز الصحية والدينية، مواقف السيارات، وإشارات المرور، وفي أماكن المطبات، وتقاطعات الطرق، ومن خلال التجمعات المختلف للناس.
والتطرق الي دور الوزارة في الاهتمام وإعداد الدراسات العلمية والندوات والمؤتمرات العلمية حول هذه الظواهر من خلال إدارتها المختصة والجهود المبذولة من الوزارة في وتوفير المساعدات وإبراز كافة الأنشطة من خلال فروع الشؤون الاجتماعية بالمدن الليبية وايجاد حلول العملية للقضاء على ظاهرة التسول.
وخلصت اللجنة من المتخصصين في الصالون الاجتماعي الى جملة من التوصيات والمقترحات التي تشكل الحل لمعالجة ظاهرة التسول.
1- وضع التدابير والإجراءات اللازمة من الجهات ذات العلاقة لعلاج ظاهرة التسول والحد منها وتنفيذ كافة القوانين الموضوعة، لظاهرة المتسولين القادمين من جنسيات عربية وأفريقية مختلفة جلهم بدون مستندات سفر رسمية، تسمح لهم بدخول البلاد، وعلى القيام الجهات الضبطية بحصرهم من خلال بطاقة الحصر وان تكون معلوماتها متكاملة، وان تكون هناك كفالة من شخص ليبي وإحالتهم إلى جهات الاختصاص، لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة، وترحيلهم إلى بلدانهم.
2- تطبيق نصوص القوانين الصادرة لمكافحة التسول، وتعديل بما يتمشى والوضع الحالي، وخاصة بعد انتشار الهجرة غير الشرعية بشكل كبير، وغرق اعداد كبيرة في البحر، وهو ما يتطلب تشديد القوانين المتعلقة بظاهرة التسول ،وضمان تطبيقها بشكل صارم، يجب أن تكون هناك عقوبات رادعة للأفراد الذين يستغلون الأطفال والنساء، ومحاربة كل من يستخدم التسول مهنة، ودوي الإعاقة ويساهمون في استمرار التسول وتعريف التسول، بشكل واضح والمعالجة وفق القوانين الصادرة، حتي يمكن الحد منها، ومحاربة المنظمات التي تمتهن استغلال الأطفال والنساء وتشغيلهم ،ومن يقومون بتزوير الأوراق لغرض امتهان القيام بالتسول والاحتيال.
3 -تقديم الرعاية والاهتمام بمراكز دوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، والمساعدات الغذائية وعلى الجهات القائمة على مراكز الإيواء المتسولين و المهجرين الوافدين من خارج ليبيا ،وتقديم لهم كافة حاجيتهم الأساسية والضرورية وإجراء الدراسات الاجتماعية على كل شخص من المتسولين، وإحالة المتسولين الي جهات الضبطية المختصة، وتوفير معلومات صحيحة، عن ظاهرة التسول، حتى يمكن معالجتها وتوفير الرعاية والخدمات الصحية، اللازمة للإقامة الداخلية للنزلاء للمتسولين، من خلال فريق الدعم النفسي وتوفير الخدمات التعليمية ومساعدة المتخرجين لإيجاد فرص عمل مناسبة لهم.
4- التنسيق مع وزارة الاعلام والثقافة- والتعليم والهيئة العامة للأوقاف -وزارة الداخلية وزارة الصحة وذلك للقيام بكشف الحقائق والقيام بدورهم في التوعية والإرشاد لمعالجة الظاهرة وإظهار العصبات المنظمة الإجرامية وتطبيق القوانين الرادعة والتي تنتهك حقوق الإنسان والاطفال وكشف الحقيقة أمام الناس في كافة وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والمنابر في المساجد الليبية للحد من هذه الظاهرة وكشف الامراض والاوبئة التي ينقلها المتسللون نتيجة دخولهم بطرق غير شرعية للبلاد من خلال المراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة ودور وزارة التعليم، في القيام بالتوعية في المؤسسات التعليمية وتشكيل فريق مكون من كافة الجهات ذات العلاقة بالتنسيق مع المجلس البلدي ودوره في تسهيل كافة الإجراءات وتوفير الإمكانيات ،والجهات الأمنية لوضع خطة مبرمجة للحد من التسول.
5 – إجراء الدراسات الاجتماعية اللازمة على كل شخص من المتسولين ومعرفة احتياجاتهم والاسباب الكامنة التي اذت الي لجوئهم الي التسول وتشكيل فرق من المختصين لاجراء الدراسة لمعرفة الاسباب التي أدت للمتسولين استخدام التسول كمهنة.
6 -إقامة مؤتمر علمي من أكاديميين وجهات مختصة لوضع حلول للقضاء على ظاهرة التسول.
7 – إجراءات تنظم العمالة الوافدة ترحيل كل من لا تتببت ان لديه مستندات ثبوتية الي بلدانهم واحالة من تتببت عليه القيام بعملية النصب والاحتيال بأشكاله المختلفة الي القضاء.
7- الكشف على الاثار السلبية المترتبة عن ظاهرة التسول ومعرفة الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والأمنية وتقديم الحلول الجذرية للسيطرة عليها.
8- التعليم والتدريب المهني: إنشاء المشاريع التنموية والمشروعات الصغرى، وضع حلول دائمة لمعالجة هذه الظاهرة باعتبار ان ليبيا لديها المقومات المادية وتوفير فرص التعليم المناسبة والتدريب المهني للأفراد والمستهدفين هم من الاسر الفقيرة ودوي الاحتياجات الخاصة واسر الشهداء والأرامل والمطلقات الذين يعانون من التسول، يمكن توفير برامج تعليمية متنوعة تساعد الأفراد على اكتساب المهارات والمعرفة الضرورية للحصول على فرص عمل مستدامة ودعم برامج تشغيل العاطلين عن العمل من خلال تدريبهم وتأهيلهم ليصبحوا عمالا مهنيين ستقطبهم المصانع والشركات.
9 – الدعم الاجتماعي والنفسي: ينبغي توفير الدعم الاجتماعي والنفسي للأفراد المتسولين، حيث يمكن تقديم الإرشاد والمساعدة النفسية للمساعدة في تحسين حالتهم النفسية والاجتماعية، حيت لوحظ اغلب المتسولين هم من النساء والأطفال وان شبكات كاملة عصابات تقوم باستغلال الأطفال والنساء والعجزة وأصحاب العاهات الصحية وغيرهم، وهؤلاء مجبرين على هذا العمل، تحت سطوة الفقر وهو ما يتطلب المتابعة والدراسة من الجهات ذات العلاقة، لمنعهم من ان يتم استغلالهم واجبارهم لممارسة هذا العمل المشين.
10 -إنشاء قاعدة بيانات للأسر الفقيرة بحيث تتضمن كافة المعلومات الاقتصادية والاجتماعية عن كل فرد من أفراد الأسرة، حتى يُمكن توجيه المساعدات والمعونات، والشؤون الاجتماعية تقوم بدورها الانساني وتقديم الحلول للقضاء على هذه الظاهرة، وتقديم الدعم لكل انسان موجود على الأرض الليبية.
وفي ختام الجلسة رحب وزير الشؤون الاجتماعية بالحاضرين، واستمع إلى أراء كافة المختصين، والي النتائج والتوصيات التي تم التوصل البها، كما أبدي اهتمامه بهذا اللقاء، ووجه بالعمل على تنفيذ هده التوصيات، والعمل على متابعتها، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، باعتبار ان ظاهرة التسول ليست نتيجة عامل واحد بل هي من نتاج عدة عوامل، لذا فإن علاجها والوقاية منها يتطلب أن تعمل هذه الجهات كافة في منظومة متكاملة، حتى تحقق النتائج المرجوة منها، ولابد من معرفة المتسولين ودراسة حالة التسول.