مقالات الرأي

الإدارة الأمريكية تجدد العدوانية والدعم المطلق للاحتلال في حرب الإبادة الجماعية

محمـد علوش

الإدارة الأمريكية تؤكد بالقول والفعل شراكتها الاستراتيجية للعدوان الحربي الإرهابي ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل، والاستمرار في ارتكاب المجازر الدموية التي ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
إدارة “بايدن” تكشف وجهها الحقيقي بأنها إدارة حرب وإرهاب وإدارة استعمارية عدوانية في عداء مطلق للشعب الفلسطيني وقضيتنا الوطنية.
شعبنا الفلسطيني لن يركع ولن يستسلم، ولن يتردد في النضال والدفاع عن البقاء صامداً فوق أرضه وفي وطنه الذي لا وطن لنا سواه، مهما عظمت التحديات ومهما اتسعت الجريمة المنظمة التي يقوم بها الغزاة الصهاينة الإرهابيون الذين يمارسون إرهاب الدولة والتطهير العرقي والإبادة الجماعية أمام صمت عربي ودولي مخزٍ، الأسلحة التي تقتل أهلنا وأبناء شعبنا في غزة، والتي تقصف المباني والمشافي والمواطنين المدنيين هي أسلحة أمريكية بريطانية غربية، وهو ما يؤكد أن صراعنا ليس فقط مع الاحتلال، بل مع القوى الاستعمارية الاستكبارية المعادية لشعبنا وحقه في الحرية والعودة وتقرير المصير وتحقيق الاستقلال الوطني الناجز.
مواقف الأنظمة العربية تكشف مستوى التخاذل والانبطاح أمام الغطرسة الأمريكية الإسرائيلية، وهي دعوة لشعوبنا العربية وكافة شعوب العالم لمواجهة حرب التصفية والدمار والاقتلاع والجريمة الوحشية التي يتعرض لها شعبنا، وأن تبني الرئيس الأمريكي لرواية دولة الاحتلال الفاشية حول مجزرة مستشفى المعمداني، تمثل رسالة أمريكية واضحة لدولة الاحتلال لارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية، وأن حكومة الاحتلال التي قصفت المشفى بطائراتها وبالصواريخ الأمريكية تحاول إخفاء الحقيقة، وتضليل الرأي العام العالمي، ومن هنا نحذر من إعطاء الضوء الأخضر لدولة الفاشية وعدم محاسبتها على هذه المجزرة التي تعتبر جريمة حرب واضحة الأركان، تتطلب لجنة تحقيق دولية مستقلة لمحاسبة الاحتلال، وإعادة الهيبة للقانون الدولي الذي أدارت دولة الإرهاب ظهرها له وتنكرت لكافة القوانين والأعراف الدولية في استمرار نهجها الاستعلائي والعدواني.
إن بقاء ردود الأفعال الدولية حول العدوان الغاشم على غزة بالبيانات والإدانة أمر مؤسف وانهيار لقيم العدالة والديمقراطية، ولكافة القوانين الدولية والإنسانية، ونحمل قادة العالم كامل المسؤولية لإجبار دولة الاحتلال على وقف عدوانها على قطاع غزة، ووقف القصف الإرهابي المتواصل بحق شعبنا، وأي تقصير منهم بتحمل مسؤولياتهم أمام حرب الإبادة الجماعية يجعلهم شركاء في الجرائم وفي هذه المجزرة.
وعلينا أن ننتبه تماماً لما يجري حولنا، فحرب الاحتلال ليست مجرد تصفية حساب مع قطاع غزة وحركة المقاومة المسلحة فيها، فالقرار أمريكي ومرتبط برؤية أمريكية بعدما أيقنت هذه الإدارة الفاشلة أن نفوذها بدأ الانحسار على مستوى المنطقة، فجاءت بحربها الإقليمية، من خلال تكليف الاحتلال بالوكالة عنها لتنفيذ حربها المستدامة للجريمة والعدوان، وهذه الحرب أمريكية وتشمل المنطقة العربية لإدماج (إسرائيل) فيها وفرض التطبيع والتبعية الشاملة للنظام الرسمي العربي، فهل يعي القادة العرب الذين ظلموا فلسطين وشعبها وقضيتها أي منقلب سينقلبون.
شعبنا يسطر أروع ملاحم البطولة والتماسك والوحدة والصمود والنضال والمواجهة، سينتصر مهما عظمت فاتورة الدم والأشلاء الممزقة، بإرادته الوطنية وبالنضال المستمر، ومن غير المقبول أن تتغلب بعض الأجندات الضيقة على الحيز العام لتحرف مسارات البوصلة، فأي حرف للبوصلة خدمة مجانية للطغاة القتلة المحتلين وداعميهم في إدارة البؤس العالمي.

Back to top button