ملفات وتقارير

تواصل الجرائم الوحشية ضد الفلسطينيين في غزة لليوم السابع عشر على التوالي والعالم يكتفي بالصمت المخزي

الأمم المتحدة: تم تهجير ما يقرب من 493 ألف امرأة وفتاة من منازلهن في غزة

متابعات: الموقف الليبي :
لليوم السابع عشر على التوالي تتواصل حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة المحاصر برًا وبحرًا وجوًا، ويمارس الاحتلال الصهيوني أبشع الجرائم على الأرض بقتل الشيوخ والنساء والأطفال، وقصف البنى التحتية، والمدارس والمستشفيات، وقطع مقومات الحياة الأساسية من ماء وطعام وكهرباء ووقود.
ويطالب بتهجير سكان القطاع من الشمال إلى الجنوب، ويمارس ضغوطًا دولية لتهجير سكان القطاع كاملا إلى سيناء المصرية، ووصل جنون الإجرام الصهيوني إلى مدى وحشي يتنافى مع أبجديات الإنسانية بقصف المستشفى المعمداني الثلاثاء الماضي مما أسفر عن استشهاد 600 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال!
ووسط صمت دولي مخزٍ وبمباركةٍ من أمريكا وحلفائها الغربيين -الذين يتشدقون بحقوق الإنسان- لم يستحِ الرئيس الأمريكي جو بايدن ولا الكيان الصهيوني من نفي مسؤولية إسرائيل عن قصف المستشفى! وادعوا أن ما حدث كان انفجارًا بسبب عملية إطلاق صاروخ فاشلة من قبل المقاومة! التي نفت بدورها صحة التصريحات الصهيونية وأكدت أن إسرائيل تحترف فبركة الأكاذيب.
ولم تكتفِ الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون برعاية الإرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين بالدعم العسكري غير المحدود، بل طلب البيت الأبيض من الكونغرس، الجمعة، مخصصات أمنية ضخمة تقترب من 106 مليارات دولار، تتضمن مساعدات عسكرية قدرها 61 مليار دولار لأوكرانيا و14 مليار دولار لإسرائيل.

إلغاء القمة الرباعية
واعتراضًا على كافة الاعتداءات الصهيونية وخاصة قصف المستشفى المعمداني أعلن السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إلغاء القمة الرباعية التي كان مقررًا عقدها في العاصمة الأردنية عمان الأربعاء الماضي، وأشار «أبو زيد» إلى أن القرار جاء بالتنسيق بين كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية.
وبدوره، أعلن الأردن عدم عقد القمة، وأرجع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الخطوة إلى أن «القمة لن تكون قادرة على أخذ قرار وقف الحرب».
ورغم آلاف الشهداء والجرحى أعلن جيش الاحتلال الصهيوني وبكل وقاحة وتحدٍ لكل المواثيق الدولية مساء أول أمس السبت أنه يعتزم “تكثيف” ضرباته على غزة!
وأنهى مجلس الحرب الصهيوني، جلسة سرية عقدها في مقر قيادة الجيش في بئر السبع بالجنوب أول أمس وسط ترقب لبدء العملية البرية للجيش الصهيوني في قطاع غزة.
تهديدات بقصف مستشفى القدس
من جانبها ناشدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الجمعة، المجتمع الدولي ضرورة التدخل بعد تلقيها تهديدات من الجانب الصهيوني بقصف مستشفى القدس، والمطالبة بإخلائه الفوري والذي يضم أكثر من 400 مريض ونحو 12 ألف نازح من المدنيين، حيث احتموا بالمستشفى باعتباره مكانًا آمنًا لهم فضلا عن تواجد مئات من الطواقم الطبية.
وطالبت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان صحفيي العالم بالتحرك الفوري والعاجل لمنع وقوع مجزرة جديدة كالتي حدثت في مستشفى الأهلي المعمداني. وقال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل هي المسؤولة عن هذه المذبحة، و«نريد ملاحقة المسؤولين عنها».
مجزرة صهيونية جديدة
وفي مجزرة جديدة للكيان الصهيوني المجرم أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، باستشهاد نحو 30 فلسطينيا، فجر أول أمس السبت، في قصف نفذه الطيران الصهيوني على مناطق متفرقة في قطاع غزة، ليصل عدد الشهداء في يوم واحد أول أمس إلى 400 شهيد. واستهدف القصف عدة مناطق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 7 مواطنين على الأقل، وإصابة عدد آخر، بينما استشهد 14 مواطنا على الأقل في قصف استهدف بلدة جباليا شمال القطاع، وأوضحت المصادر أن شخصين استشهدا في قصف استهدف منزلًا من ثلاثة طوابق على منطقة حي السلام برفح، إلى جانب 7 مفقودين في هذا القصف.
من جانبها قدرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن ما يقرب من 493 ألف امرأة وفتاة تم تهجيرهن من منازلهن في غزة، في أعقاب العدوان الصهيوني على غزة.
موقف الصين وروسيا
من جانبه دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وشدد على عدم خروج التصعيد الراهن عن السيطرة، مؤكدًا أن بلاده تعمل على تحقيق مزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي. كما كان هناك تنسيق بين موسكو وبكين، خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث دعا الرئيس الصيني، إلى بذل جهود صينية روسية لحماية العدالة الدولية، وأشاد أمام الرئيس الروسي بالثقة المتزايدة بين الصين وروسيا.
كما تسعى موسكو وبكين للعب دور دبلوماسي يخفض التصعيد الصهيوني في غزة، وهو ما ظهر جليًا في قيام الدولتين بإفشال اجتماع لمجلس الأمن الدولي كان هدفه إدانة عملية «طوفان الأقصى» التي قادتها حركة المقاومة.
قمة القاهرة للسلام
وعلى طريق التهدئة انطلقت فعاليات قمة القاهرة للسلام في العاصمة المصرية أول أمس السبت، بمشاركة قادة وزعماء عرب ودوليين بهدف وقف التصعيد في قطاع غزة، ودعم القضية الفلسطينية وبحث مستقبل عملية السلام.
وقال الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي في كلمته الافتتاحية إن محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم يعني القضاء على القضية الفلسطينية. وتساءل: أين المساواة بين أرواح البشر بدون تمييز؟ وتابع: مصر ترفض التهجير ونزوح الفلسطينيين لسيناء. ومن جهته قال العاهل الأردني الملك عبدالله في كلمته: “حملة القصف العنيفة الدائرة في غزة شرسة ومرفوضة على مختلف المستويات.. إنها عقاب جماعي لسكان محاصرين لا حول لهم ولا قوة.. إنها انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني.. إنها جريمة حرب”.
كما رفض ولي عهد الكويت، مشعل الأحمد الجابر الصباح، تهجير سكان غزة من أرضهم، ودعا المجتمع الدولي لإيقاف العمليات العسكرية، وضمان وصول المساعدات إلى غزة.
وأكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في كلمته بالقمة أنه لا سبيل لتحقيق الأمن إلا بزوال الاحتلال وسياسة التمييز العنصري، واعتبر أنّ ما يحدث في غزة جريمة حرب، وأنّ العراق يرفض تهجير أهل غزة، داعياً إلى “ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار ورفع الحصار بشكل كامل”.
السعودية ترفض الانتهاكات الصهيونية
وخلال كلمته أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، رفض المملكة القاطع للانتهاكات الإنسانية أينما كانت، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة إلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي.
وطالب وزير الخارجية السعودي المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإيجاد حل لهذه الأزمة، مشيراً إلى أنّ الأولوية القصوى هي الوقف الفوري للتصعيد العسكري في غزة. كما أعرب وزير خارجية المغرب عن رفض بلاده لكل الأفكار الهادفة إلى ترحيل الفلسطينيين، وتهديد الأمن القومي لدول الجوار.
مطالبات بوقف تسليح إسرائيل
بدوره، طالب رئيس جنوب إفريقيا دول العالم بوقف تقديم الأسلحة لإسرائيل معرباً عن تمنياته الخروج من هذه القمة بخارطة طريق تنهي هذه الأزمة ودعا الأمم المتحدة إلى بدء المفاوضات لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي كما أعرب عن رفض بلاده للتهجير القسري الذي يتعرض له سكان قطاع غزة.
وتغيب كل من: الجزائر وتونس عن قمة القاهرة لرفضهما مشاركة إسرائيل فيها في ظل استمرار العدوان الصهيوني الهمجي والوحشي على غزة.
المساعدات بمعبر رفح
ورغم تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة لا تزال دولة الكيان المحتل تتعنت في السماح باستمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث بدأ صباح أول أمس السبت عبور شاحنات تحمل مستلزمات طبية وأدوية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. وتحركت الشاحنات في طريقها إلى القطاع فيما تنتظر المئات من الشاحنات الأخرى المحملة بالمساعدات الغذائية والدوائية أمام المعبر استعداداً لعبورها.
مظاهرات تجوب العالم مناصرة لغزة
وإزاء هذه الأوضاع المأساوية التي يعانيها الفلسطينيون شهدت عدة دول عربية وإسلامية وغربية الجمعة، مظاهرات حاشدة تنديداً بالمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي ليبيا شهدت أغلب المدن مظاهرات غضب واستنكار ضد إسرائيل ورفع العلم الفلسطيني في الساحات العامة والمباني الرئيسية، تعبيرًا عن تعاطف الشعب الليبي مع القضية الفلسطينية.
كما شهدت سوريا، والأردن والعراق ولبنان ومصر وبغداد تظاهرات بحشود ضخمة مؤيدة لغزة في أكثر من منطقة، وفي مصر تجمع المتظاهرون في ساحات الجامع الأزهر احتجاجا على القصف الصهيوني لقطاع غزة مرددين الشعارات المتضامنة مع الفلسطينيين.
وفي تركيا، وماليزيا، خرجت مظاهرات بعدة مدن عقب صلاة الجمعة، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وبالمجازر المرتكبة ضد المدنيين على يد جيش الاحتلال.
كما شارك مئات الموريتانيين في احتجاجات أمام سفارات دول أجنبية بالعاصمة نواكشوط، وطالبوا بوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وفي تونس، دعت جمعية القضاة التونسيين إلى تنظيم مظاهرة تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ورفع المحتجّون خلالها شعارات داعمة لفلسطين ومؤيدة للمقاومة.
البرازيل
كما شهدت العاصمة البرازيلية، مظاهرة أمام مبنى وزارة الخارجية البرازيلية للمطالبة بوقف العدوان الصهيوني على غزة، ومطالبة الحكومة البرازيلية التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي، بالضغط من أجل فتح ممرات إنسانية آمنة للفلسطينيين ووقف مجازر الاحتلال بحقهم.
تشيلي
أما في تشيلي فقد نظمت الجالية الفلسطينية، أول أمس السبت، وقفة جماهيرية في ساحة الدستور وسط العاصمة سانتياغو، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومنددين “بدور الغرب الفاضح في دعم جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ومنحه غطاءً دولياً لإبادة الشعب الفلسطيني”.
الأرجنتين
وفي الأرجنتين، نظمت أحزاب اليسار وعدد من المؤسسات المتضامنة مع فلسطين، مسيرة تضامنية توجهت إلى سفارة (إسرائيل) في العاصمة بوينس آيرس.وفي المكسيك نظم مجموعة من المكسيكيين، للمرة الثانية خلال أيام، وقفة أمام السفارة الصهيونية في العاصمة مكسيكو، وساروا من هناك إلى مكاتب منظمة الأمم المتحدة، للمطالبة بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل ضد سكان قطاع غزة.
العلم الفلسطيني في العواصم والملاعب الأوروبية
وشهدت عدة عواصم ومدن أوروبية، مظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني، أعرب المشاركون فيها عن استنكارهم القصف الصهيوني الدامي على سكان قطاع غزة.
كما شهدت عدة مدن أمريكية مظاهرات حاشدة دعما لفلسطين، وفي لندن تجمع مؤيدون للفلسطينيين، تضامناً مع ضحايا القصف الإسرائيلي الصاروخي المميت على مستشفى الأهلي بغزة، الذي أثار الغضب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه.
وفي برلين تجمع عدة مئات من المتظاهرين لدعم الفلسطينيين، وهم يهتفون فلسطين حرّة وأوقفوا الإبادة الجماعية، خارج وزارة الخارجية قبل أن تفرقهم الشرطة.
ورغم أنها كانت مظاهرة مرخص لها إلا أنّ الشرطة أمرت بسرعة بفض المظاهرة عبر مكبرات الصوت واعتقلت العديد من المتظاهرين.
كما شهدت الملاعب الأوروبية مع استئناف البطولات المحلية رفع العلم الفلسطيني في أكثر من ملعب وبلد، تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للمجازر بشكل يومي على يد العدو الصهيوني الذي يواصل عدوانه على قطاع غزة على خلفية العملية البطولية «طوفان الأقصى».
كما تجمع المئات في لشبونة لإظهار تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، والدعوة إلى السلام في الشرق الأوسط.

زر الذهاب إلى الأعلى