محاولة اختراق أمني
عبد الله المقري
بعد سنوات من تنفيذ المؤامرة على الوطن العربي ضمن مستهدفات الثورة الخلاقة التي وضعت لبنتها مراكز الأبحاث والدارسات الأمنية والاستراتيجية في الغرب وفي الولايات المتحدة الأمريكية بالخصوص ووجها الربيع العربي الذي انتهى إلى تدمير كامل ليس للأنظمة السياسية الوطنية، بل لاستهداف مركز الدولة الوطنية لكل المسارات الاجتماعية والاقتصادية ومقوماتها من حيث السياسيات والتخطيط للأهداف الاقتصادية والمخططات الاجتماعية والاستراتيجية التي تغطي مشروعات التنمية بكامل مراحلها والناتجة عن التخطيط الاقتصادي والاجتماعي ضمن الاحتياجات والضرورات من الغذاء والطاقة ومشاريع التنمية في مجالات البنية الأساسية من بناء وطرق ومواصلات ونقل واتصالات تتولاها مؤسسات الدولة وقياداتها وفق الإمكانات التي تتوفر بفعل الإرادة الوطنية التي تطلع على إدارة هذه الجوانب.
ومع ظروف كل دولة في تنفيذ الخطط ومراحل التنمية بما يتلاءم وقدرة الدولة على محددات الإنتاج من توفير الأموال لتنفيذ مشاريع التنمية واستيعاب التعداد السكاني بما يقضي على أي نوع من البطالة التي تؤثر على توفر عوامل الإنتاج وفق الخطط الزمانية للتنمية من أجل رفع مستوى مقومات مصادر هذه التنمية، وليبيا المثل على الاستهداف الأجنبي وبدعم من تنظيم الإخوان المسلمين المشروع الغربي ومع هذه الغرسة الشيطانية في بلادنا العزيزة سارع هذا التنظيم إلى استمرار التآمر على مؤسسة القوات المسلحة العربية الليبية والأجهزة الشرطية الأمنية، واستغلال كل أدوات التآمر الداخلية والخارجية لمواجهة أي عمل وطني يحقق الأمن والاستقرار في المناطق التي تشهد الاستقرار.
ولم يتوقف المفتي الدجال وبعض الشخوص الباهتة والجاهلة المنحرفة عن بث السموم وتحريك عناصر الفوضى في دعم المؤامرة التي تستهدف ليبيا وشعبها، وهذا يتطلب العمل وبقوة لضرب أي انحراف أو محاولة لاختراق أمني يهدف لزعزعة الاستقرار في المناطق التي تشهد الأمان بفعل تولي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والشرطية مسؤولية تحقيق الأمن على كامل التراب الليبي لصالح ليبيا وشعبها الذي ضرب المثل القوي غير المشهود في بلدان العالم عندما هب في أكبر ملحمة عرفها التاريخ في مجاميع من كل تراب الوطن لنجدة ضحايا إخوتهم في درنة، فقد اختلطت دموع الليبيين مع نفوس الضحايا في ملحمة إنسانية غصت بها حناجر كل من شاهد هول الفاجعة ومواكب المعزين وأيدي الرحمة من صيحات التنظيمات الليبية والعربية والأجنبية التي تنتشل الضحايا من خلف موجات البحر ومن تحت الركام، حتى إنه تكونت لغة إشارة جمعت اللهجات العربية واللهجات اللاتينية مثل اليونانية والإيطالية والإسبانية والألمانية، ومع هذه الهبة التي جعلت الذاكرة الليبية تقضي على أي تنمل وتداوي كل جروح الشعب وجعلت قادة الجماعات والتمدن في الغرب تسجل هذه المسحة العاطفية الليبية التي تكسر كل تآمر على بلادنا وعلى مؤسساتنا الأمنية الوطنية الساهرة على ضرب أي محاولة دنيئة تنال من استقرار الوضع في المناطق المحررة من سلطة الزمرة الفاسدة التي خطفت العاصمة طرابلس وجيرتهـا للخارج.