ملفات وتقارير

لأول مرة منذ إعلان دولة الكيان.. المقاومة ترد على العدوان قصفا بقصف وتستهدف كل المدن من حيفا لبئر سبع

متابعات: الموقف الليبي :
لليوم التاسع على التوالي لا يزال القصف الصهيوني مستمرا على قطاع غزة بوحشية وصلف يُمارس علنا وبكل عبث يحصد أرواح المدنيين في قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 3 آلاف شخص وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين، بينما المستشفيات خارج الخدمة، والمخيمات تملأ الشوارع، وكل هذا الإجرام لا يراه المجتمع الدولي ولا تعترف به واشنطن!
والآن يشاهد العالم بصمت مخز بيوتا تهدم على رؤوس ساكنيها والعدو يطالب بإخلاء المستشفيات وينذرها لفعل ذلك في ساعات، كما يمارس الكيان الصهيوني أعلى درجات خسته بمنع مقومات الحياة الأساسية عن القطاع من غذاء وماء وكهرباء ودواء، واستهدفت طائراته المدارس والمشافي وسيارات الإسعاف والصحفيين، ومقار منظمة الأونروا في مشهد مخزٍ على مرأى ومسمع من العالم كله.

وهنا يطرح المراقبون للأوضاع المأساوية سؤالا مهما: أين ادعاءات وأكاذيب الغرب في حماية المدنيين وتدخله بهذه الحجة في الشأن الداخلي لعدد من الدول العربية والإسلامية وتدميرها ونهب ثرواتها؟
وبالتأكيد لن توجد إجابة عند أمريكا والغرب تحديدا فتاريخهم الاستعماري مليء بالجرائم ضد الإنسانية، وهم رعاة قاتلي الأطفال والنساء والإرهاب العالمي، وما يؤكد ذلك فزعة الولايات المتحدة ومعها حلف شمال الأطلسي «الناتو» ودول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا لمساعدة الكيان الصهيوني فيما سموه كذبا وتضليلا بــ«حق الدفاع عن النفس»! وهم يعلمون أنها حتى بصيغتها التي أقرتها الأمم المتحدة عام 1948 تحتل إسرائيل الأراضي الفلسطينية، كما أنها تحاصر قطاع غزة المستمر منذ عام 2006 وتدك وتدمر بنيته التحتية بشكل ممنهج، وتستهدف أفراد المقاومة بالقتل أو السجن مدى الحياة.
ويرى مراقبون أن الأمر ليس بجديد ولا غريب، فتاريخ رعاية الغرب وأمريكا للإرهاب ونهب ثروات الأمم خير شاهد فلا أحد ينسى ما فعلوه في العراق وسوريا والجزائر وما فعلوه بليبيا عام 2011 حيث حركت أمريكا حلف الناتو وقوى أخرى لنهب ثرواتها وزرع فتن مستدامة فيها وتفجير الصراع داخلها لحرقها وتدميرها حتى يتحكم العدو الصهيوني ويستفرد بفلسطين، وعلى سبيل المثال ما نفذ من جرائم حرب في الصومال وأفغانستان وما حدث في ليبيا.
ولذا قاموا بالتدخل البربري الوحشي وقصفوا ليبيا لمدة ثمانية أشهر بحجة حماية المدنيين! مما أسفر عن آلاف الشهداء، وتسبب في معاناة المواطنين الليبيين حتى اليوم.
ومارس خلالها الحلف مع أمريكا أبشع عملية له من بعد الحرب العالمية الثانية، وهجمت هذه القوات مجتمعة بكامل تسليحها المتنوع على ليبيا وأسقطت نظامها، ودمرت مؤسساتها وبناها التحتية بذريعة حماية المدنيين! وحولتها إلى دولة فاشلة.
وما أشبه الليلة بالبارحة فها هو الغرب وأمريكا يمارسان فجورا إجراميا ويضربون بكل المواثيق والأعراف الدولية عرض الحائط، ويشاهد العالم -بالصوت والصورة- قصف المدنيين علنا بالطائرات في قطاع غزة بأسلحة محرمة دوليا ويؤيدون قتل المئات من الأطفال والنساء ويصفونهم بالإرهابيين!
بريطانيا وألمانيا تساندان الإجرام الصهيوني
وكعادتها في تبعية أمريكا أعلن رئيس حكومة بريطانيا ريشي سوناك، بأن المملكة المتحدة قررت إرسال سفينتين حربيتين وطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لتقديم دعم عملي لإسرائيل وضمان ما سماه «الردع!».
وأوضح أن التجهيزات العسكرية المرسلة تشمل طائرة من طراز “بي 8” وسفينتين تابعتين للبحرية الملكية، وثلاث مروحيات من طراز “ميرلين” وسرية من مشاة البحرية الملكية.
وعلى الجانب الألماني فقد قررت برلين وضع طائرتين مسيرتين حربيتين تحت تصرف إسرائيل لتستخدمهما في حربها على غزة، فيما أعرب كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة مجلس وزراء إيطاليا، جيورجيا ميلوني، عن دعمهم الحازم والموحد لـ “إسرائيل”، كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة البرلمان الأوروبي، دعمها أيضا.
كل هذا الدعم لتمكين الكيان الصهيوني من القتل وحرق الأخضر واليابس في قطاع غزة والضفة الغربية، وغيرها من المدن التي يسكنها الفلسطينيون، وحتى اول امس الماضي أسقط أكثر من 6000 قنبلة وزنها الإجمالي 4000 طن، واستخدمت القنابل المحرمة دوليا وارتكبت عشرات المجازر وجرائم الحرب، ونفد الغذاء والماء والدواء، وقُطعت الكهرباء، وباتت إمكانية الوصول الآمن إلى المستشفيات مستحيلة.
وهنا يعاد التساؤل: ألا يرى الغرب وأمريكا وغيرهما من الدول التي تساند الإرهاب الصهيوني كيف تزهق أرواح المدنيين؟ وكيف مات بداخلهم الحس الإنساني إزاء هذه المشاهد من القتل والدمار؟!، هل ينظرون إلى ضحايا الكيان المجرم فقط؟!، وهنا يطرح السؤال المنطقي: متى ينعدل ميزان الغرب المعوج؟!
وزير الإرهاب الصهيوني يستفز العالم!
من جانبه برر ما يسمى وزير الدفاع الصهيوني «يوآف غالانت» أفعاله بأنه يتعامل مع حيوانات في صورة أشكل بشرية، نعم لم يتردد في إطلاق هذا الوصف على الفلسطينيين، ودون أي خجل لم يتردد الغرب في تأييد أفعال جيش الاحتلال الإرهابي وهرع لدعمه بالمال وجميع الأسلحة العادية والفائقة والمحرمة دوليا وبميزانية مفتوحة رغم أن الكيان الصهيوني ليس في حاجة إلى هذا الإمداد.
ورأى سياسيون أن تسابق أمريكا والغرب في إعلان تأييدهم لإرهاب هذا الكيان المجرم يؤكد مدى ألم ووجع الضربة التي نفذها المقاومون الفلسطينيون التي كسرت هيبة جيش الكيان الوهمية، ويؤكد أيضا نجاح المقاومين في تنفيذ عملية نوعية كشفت وهن وضعف الجيش الصهيوني وأنه ليس أكثر من دعاية كاذبة لتخويف المنطقة، وإرهابها.
وفي تصريح غريب بكل المواثيق الدولية أعلن الرئيس الصهيوني بكل وقاحة أن المدنيين في غزة سيتحملون المسؤولية لاحتضانهم حماس وأن الدفاع عن دولة الكيان حسب وصفه يبرر قصفهم حسب قواعد الحرب!
كما يعكس مدى الإجرام الصهيوني وردة فعله الوحشية حجم الضربة النفسية والمعنوية، والمادية التي تلقتها دولة الكيان المصطنع من المقاومة حيث انهار جيشها وظهرت خيبة استخباراتها ومؤسساتها في دقائق، وتمكن المقاومون الأبطال من الدخول إلى المستوطنات، وتحريرها ولو لأيام.
ورأى مراقبون أنه من اللافت للانتباه أن الدول الإسلامية لم تحرك ساكنا إزاء ما يحدث في غزة ومنها تركيا التي اكتفت بالبيانات والخطابات الجوفاء ولم تقدم دعما حقيقيا للشعب الفلسطيني.
وكان من الأولى بتركيا وغيرها من الدول الإسلامية المتخاذلة أن تلوح ولو بالتهديد فقط للكيان الغاصب لعله يضع لهم اعتبارا ويوقف إجرامه.
الموقف العربي لم يكن مختلفا فأغلب الدول العربية اكتفت بالدعم المعنوي ولم تتمكن حتى من إرسال مساعدات إنسانية وهناك مخاوف من اتخاذ الإمدادات كذريعة لتهجير الغزاويين إلى سيناء، ولكن الموقف المصري كان واضحًا وحاسما برفض ذلك.
ورأى سياسيون أن عملية المقاومة تعد فرصة رائعة لخلاص الشعوب العربية من الاحتلال الصهيوني بعدما ثبتت هشاشته وضعف مؤسساته وطالبوا بأن يكون نضال غزة نموذجا لتحرر الشعوب العربية المقهورة من خلال إعادة طرح مشروع قومية المعركة وزيادة الدعم للمقاومة الفلسطينية وإسقاط مشاريع الاستسلام.
مخاطر ازدواجية المعايير
ورأى مراقبون أن ازدواجية المعايير الدولية والحماية التي يوفرها بعض الدول الكبرى للكيان الصهيوني، تعمق أزمات المنطقة وتهدد بتوسيع ساحة الصراع وتفجير المنطقة كلها.
وأوضحوا أن هذه الازدواجية هي التي تشجع الصهاينة على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتنفيذ المزيد من مشاريعها الاستيطانية العنصرية، وتوفر لها الغطاء والوقت اللازمَين لحسم مستقبل قضايا الحل النهائي التفاوضية من جانب واحد وبقوة الاحتلال.
وذلك بحماية انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين وعناصرهم ومنظماتهم الإرهابية المسلحة وجرائمهم ضد المواطنين الفلسطينيين، وأرضهم، ومنازلهم، وممتلكاتهم، ومقدساتهم، بالتزامن مع استمرار إرهاب المستوطنين في جرائمهم وهجماتهم على القرى والبلدات الفلسطينية.
وأكدوا أن هذه الجرائم والانتهاكات تندرج ضمن مخطط صهيوني رسمي، يهدف إلى مطاردة الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة “ج”، وتفريغها من أصحابها، لإحلال المستوطنين مكانهم بقوة الاحتلال، في عملية ضم تدريجي متواصلة للضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، على سمع العالم أجمع وبصره.
وهو ما يؤدي إلى تقويض فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة التي أعلنت وفقها دولة إسرائيل من جانب واحد.
خطورة التصعيد في القطاع
ونظر سياسيون بخطورة بالغة إلى التصعيد الحاصل في قطاع غزة من جرائم وانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه التي تسيطر على المشهد اليومي لحياة الفلسطينيين، بما في ذلك تشديد العقوبات الجماعية، والإجراءات القمعية والتنكيلية، خاصة عند الحواجز العسكرية التي تقطع أوصال الضفة الغربية المحتلة.
وذلك بالإضافة إلى الاقتحامات، والاعتقالات الجماعية العشوائية، واستهداف كل ما يثبت عروبة الأرض الفلسطينية المحتلة، وجرائم هدم المنازل والمنشآت، والاستيلاء على الأراضي، وتعميق الاستيطان، وجميع إجراءات الاحتلال أحادية الجانب غير القانونية.
وأكد سياسيون أن عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الصهيوني، أكدت زيف وازدواجية المعايير الغربية تجاه القضية الفلسطينية، وذلك دعما لدولة الاحتلال وجرائمها بحق الفلسطينيين، وكشفت حقيقة الحلول السلمية التي يرعاها الغرب وأنها فقط لإعطاء الوقت للاحتلال لتوطيد أركانه.
فمن أمريكا إلى فرنسا ومسؤولين في الاتحاد الأوروبي، كلهم اجتمعوا على دعم جرائم وانتهاكات دولة الاحتلال الصهيوني بحق فلسطين وأبنائها، كما اجتمعوا على الإقرار بأن من حق دولة الاحتلال الدفاع عن نفسها وارتكاب المجازر بحق أطفال ونساء وشباب غزة!
وكان اللافت للانتباه وما يؤكد ازدواجية تلك المعايير الغربية، هو التعاطف الغربي الصريح مع أوكرانيا خلال الحرب الروسية عليها مؤخراً، أما في حرب إسرائيل على غزة فاعتبر الغرب أنه يحق لإسرائيل «ما سموه» الدفاع عن نفسها!
وبدا ذلك واضحا من موقف فرنسا في الحرب الروسية الأوكرانية، إذ اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن ما تتعرض له أوكرانيا هو جريمة حرب، أما بخصوص ما تتعرض له غزة خصوصا وفلسطين عموما، فأعلن ماكرون صراحة عن دعمه لإسرائيل وجرائمها قائلا: أعلن تضامني الكامل مع إسرائيل في حربها ضد الإرهاب.
ولم يختلف موقف ألمانيا عن الموقف الفرنسي، إذ زودت ألمانيا دولة الكيان المحتل بطائرات مسيرة حديثة وأعلن المستشار الألماني أولاف شولز صراحة الوقوف إلى جانب إسرائيل وأن الغرب اتفق على أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد ما سماه «الهجمات اللاإنسانية».
ومن بين المواقف الأخرى التي تتصدر المشهد دعما لدولة الاحتلال الصهيوني هو الموقف الأمريكي، إذ وصف الرئيس الأمريكي نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه مجرم حرب، أمّا بخصوص غزة فأعلن أنه أخبر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بأنه يقف إلى جانب ما سماه «الشعب الصهيوني» في مواجهة الهجمات الإرهابية.
أمريكا تدعم إسرائيل بإرسال حاملة طائرات
وأرسلت أمريكا حاملة الطائرات العملاقة «جيرالد فورد» وعززت طيرانها في قواعدها في المنطقة، وقررت الولايات المتحدة إعطاء إسرائيل الوقت الكافي لتصفية حساباتها مع المقاومة، وأن من حق إسرائيل أن «تدافع عن نفسها وعن شعبها بكل تأكيد!».
ويرى مراقبون أن مواقف الدول الغربية تجاه عملية طوفان الأقصى تأتي بناء على تبني إسرائيل ودعمها من قبلهم، فهي تبقى كمخفر متقدم لصالح أهدافهم وبما يحقق إضعاف العرب خاصة والمنطقة عامة، وإبقائها متوترة كي لا تحقق النمو والاستقرار، كما أن تبنيهم لمسائل حقوق الإنسان وحماية المدنيين ما هو إلا تبيض لمواقفهم المزدوجة وليس الإيمان بها كقيم وأنماط سلوك.
واستنكر كثيرون من بينهم رواد منصات التواصل الاجتماعي ازدواجية المعايير الغربية، معتبرين أنه على مر عقود والغرب وأمريكا يتكلمون عن القيم الأساسية لحقوق الإنسان المتمثلة في الكرامة الإنسانية والمساواة، وقد فهمنا حقوق الإنسان عن طريق تحديد تلك المعايير الأساسية الضرورية لتأمين حياة كريمة، وها نحن نعرف الآن أن الحياة الكريمة لا تعني إلا فئات معينة من العالم فقط.
وأكد سياسيون أن هذا الأمر ليس بمستغرب عن الدول الغربية وليس جديدا عليهم، ومن ينتظر الدعم أو المساندة من هؤلاء ما هو إلا ضرب من الجنون والغباء، مضيفين إنه يجب ألا ننسى أن من أنشأ الكيان الصهيوني هي بريطانيا وأخواتها بوعد بلفور المشؤوم.
وهو بيانٌ علنيّ أصدرته الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس «وطن قوميّ لما يسمى بالشعب اليهودي» في فلسطين، التي كانت منطقة عثمانية ذات أقليّة يهوديّة وذلك في الثاني من نوفمبر عام 1917.
ازدواجية المواقف الغربية
وفي هذا السياق، اعتقد مراقبون أنه طوال الوقت كانت الازدواجية والمواقف الغربية حاضرة، ويجب أن ننتبه إلى السكوت على كل جرائم إسرائيل وعدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن.
وطوال الوقت كانت هناك مظلة حماية غربية إنكليزية فرنسية أمريكية، وحتى تقييمات حقوق الإنسان الغربية التي تقول إن إسرائيل أضحت دولة فصل عنصري يتم تجاهلها.
وأوضحوا أنه أحيانا يتم التلاعب بالكلمات لإخفاء أو تجميل هذه الازدواجية، كما يجب أن ينتبه العالم إلى أن الحديث عن الحل في فلسطين يأتي دائما من مصلحة إسرائيل، أي عند مراقبة الحديث الغربي عن حل الدولتين أو دولة فلسطينية أو التسوية، نرى أنه يأتي من باب ما سموه بــ «الدفاع عن إسرائيل وشرعنة حقها في الوجود!».
وأكدوا أن حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال الصهيوني في غزة فضحت كل هذا السكوت على ظلم الشعب الفلسطيني وعن حصاره، وعندما انفجر الشعب الفلسطيني تم فبركة الأخبار والصور والأدلة.
ولم تكن هناك جرائم أو قتل للأطفال أو اغتصاب للنساء، وحتى القول بأن الشعب الفلسطيني لا يملك حق الدفاع عن نفسه أو المقاومة أو الانفجار، هي خارج حدود المجتمع الدولي الذي يهيمن عليه الغرب بشكل عام.
ورأى مراقبون أن هذه هي المرة الأولى التي تحظى فيها إسرائيل بكلّ هذا الدعم والتعاطف الغربي الرسمي، حيث سارعت كل الحكومات الغربية إلى إبداء تعاطفها مع إسرائيل، بصفتها ضحية ما سموه بــ «إرهاب فلسطيني!» في حين ذهبت الولايات المتحدة إلى إعلانها تقديم مساعدات عسكرية وغير عسكرية على وجه السرعة.
ووسط كل ذلك، أجمع مراقبون وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، على أن عنصرية الغرب وازدواجية المعايير التي يتعاملون بها مع إسرائيل وغزة جعلتهم شركاء في قتل أي فلسطيني، ما عاد هناك مؤسسات دولية ونظام دولي محايد بين المتخاصمين، الجميع يدعم إسرائيل ضد غزة، والأسوأ أن المطبعين العرب والمتصهينين أصبحوا سكيناً في خاصرة المقاومة.
روسيا ترفض حصار غزة
ووسط هذه الظلامية من ازدواجية المعايير الغربية يأتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منصفا في وصف الأوضاع في غزة لتؤرق تصريحاته الغرب وأمريكا على وجه الخصوص حيث بدت تصريحاته متزنة وتميل في كفة القضية الفلسطينية إذ أكد أول أمس السبت أن العملية البرية الصهيونية في قطاع غزة محفوفةٌ بعواقبَ وخيمة على جميع الأطراف، وستؤدي لخسائرَ كبيرةٍ في صفوف المدنيين.
كما أكد استعداد روسيا للإسهام في تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددًا على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وشدد على أن التصعيد الحالي مأساة واسعة النطاق بسبب السياسات الأمريكية الفاشلة وخطها أحادي الجانب الذي أوصل الوضع إلى طريق مسدود، مطالبا في الوقت نفسه بحماية المدنيين، وعادًّا استهدافهم أمرًا غير مقبول.
وعن الدعوات الموجهة للفلسطينيين من قبل الاحتلال الصهيوني للمغادرة إلى سيناء قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن هذه الخطوة لن تؤدي إلى السلام، وقال إن حصار غزة شبيه بالحصار الذي فرضه النازيون على لينينغراد إبان الحرب العالمية الثانية.
وأوضح بوتين أن غزة جزء من أرض فلسطين التاريخية وقال: من الصعب إعطاء تقييمات، هذه هي الأرض التي يعيش عليها الفلسطينيون، وهذه أرضهم تاريخيا، كما أنه كان من المفترض إنشاء دولة فلسطينية مستقلة تشملها غزة.
كما اقترحت روسيا، أول أمس على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارًا بشأن صراع إسرائيل والمقاومة يدعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار والتنديد بالعنف ضد المدنيين وجميع الأعمال الإرهابية.
كما يدعو مشروع القرار إلى الإفراج عن الرهائن ووصول المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين الذين يحتاجون للإجلاء.
وقال دبلوماسيون، إن النص سُلم إلى المجلس الذي يتألف من 15 عضوًا في اجتماع مغلق حول الصراع، يوم الجمعة الماضية.
ولكن يحتاج قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تسعة أصوات مؤيدة على الأقل، وعدم استخدام الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو الصين أو روسيا حق النقض (فيتو)، ومن المعروف أن الولايات المتحدة تحمي حليفتها إسرائيل من أي إجراء في مجلس الأمن، ولم يتضح حتى الآن متى أو ما إذا كانت روسيا ستطرح مشروع القرار للتصويت.
من جانبه قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن موسكو تعارض احتلال إسرائيل لقطاع غزة في حال شنت إسرائيل عملية برية في القطاع.
وقال بوغدانوف في معرض جوابه عن سؤال صحفي حول موقف روسيا من احتمال شن إسرائيل عملية برية في غزة قد تكون مصحوبة باحتلال القطاع: نحن ضد الاحتلال. هناك قرار لمجلس الأمن الدولي ينص من حيث المبدأ على أن أساس السلام والأمن هو الأرض مقابل السلام. والتطبيع مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة.
وقال إن الدعوات التي نسمعها بما في ذلك في الولايات المتحدة بفرض حصار على غزة يعيد إلى الأذهان حصار لينينغراد القرن الماضي.
وفي الوقت الذي يشن فيه الجيش الصهيوني قصفا بالطائرات منذ نحو أسبوع على البنى التحتية في قطاع غزة، تفرض فيه إسرائيل حصارا على القطاع وتحرم السكان المدنيين من كافة المواد الحياتية الضرورية، وتهدد إسرائيل باجتياح القطاع بريا.
الصين تؤكد حق الفلسطينيين
وكان للصين موقف منصف تجاه هذه الأزمة، إذ قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الجمعة، إن سبب الصراع بين إسرائيل والمقاومة هو الظلم التاريخي ضد الفلسطينيين، وذلك خلال لقائه مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في بكين.
وقال وانغ بعد اجتماعه مع جوزيب بوريل، إن جذر هذه المشكلة يكمن في التأخير الطويل في تحقيق تطلعات فلسطين لإقامة دولة مستقلة، وفي أن الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني لم يتم تصحيحه.
وأوضح أن الطريقة الصحيحة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هي الدفع بحل الدولتين واستئناف محادثات السلام في أسرع وقت ممكن.
وتابع الوزير الصيني: على الأمم المتحدة أن تضطلع بدورها في حل القضية الفلسطينية.
وفي وقت سابق من الجمعة، قالت ما تسمى وزيرة الخارجية الصهيونية إنها أبدت في اتصال هاتفي مع المبعوث الصيني إلى الشرق الأوسط خيبة أملها الكبيرة، إزاء عدم إدانة الصين للهجوم الذي نفذته المقاومة مطلع الأسبوع الماضي.
وجاء في بيان أن السفير رافي هارباز نائب مدير منطقة آسيا والمحيط الهادي بوزارة الخارجية، عبر عن خيبة أمل إسرائيل العميقة إزاء البيانات والتصريحات الصينية حول الأحداث الأخيرة في الجنوب، إذ لم تكن هناك إدانة واضحة.
البرازيل تناشد بحماية الفلسطينيين
من جانبه أبدى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا قلقه إزاء تقاعس المجتمع الدولي عن حماية حقوق الفلسطينيين، الذي أصبح لديه الآن منبر لمعالجة أعمال العنف الأخيرة والسياق الأوسع، بما فيه القمع الهيكلي المنهجي للفلسطينيين، والذي يشكل جرائم ضد الإنسانية المتمثلة في الفصل العنصري والاضطهاد.
وأوضح أنه يتعين على العالم ممارسة الضغوط من أجل إنهاء الهجمات على المدنيين ووقف الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان، خاصة مع تقاعس الولايات المتحدة ودول الشمال العالمي الأخرى عن الدعوة باستمرار إلى احترام القانون الدولي والعدالة.
فنزويلا ترسل مساعدات إلى غزة
وتعليقا على ما يحدث في غزة قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في برنامجه التلفزيوني “مادورو+” إن فنزويلا ستشارك في إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد المطالبة بالدفاع عن حقوق فلسطين.
وقال الرئيس مادورو: “ننضم مرة أخرى إلى مساعدة الشعب الفلسطيني، ولا للحصار ولا للإبادة الجماعية”، وطالب ببدء مفاوضات سلام فورية لاستعادة الحقوق التاريخية في الاستقلال والأرض والسلام للشعب الفلسطيني، قائلا: “أنا أدافع عن شعب فلسطين”.
وبالإضافة إلى ذلك، أدان نيكولاس مادورو “الإبادة الجماعية” للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من خلال “القصف العشوائي” الإسرائيلي قائلا: “على مدى 75 عاما، يتعرض الشعب الفلسطيني لفصل عنصري جديد إنه سلب تاريخي يمكن رؤيته في المنطقة”.
وذكر مادورو أيضًا أن الولايات المتحدة وأوروبا تخلقان الظروف لإبادة جماعية وتصعيد العنف في جميع أنحاء المنطقة من خلال توفير ملايين الدولارات لشراء الأسلحة. ودعا إلى وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام وميثاق استعادة الاتفاقيات التاريخية لفلسطين.
كوريا الشمالية تدين إرهاب إسرائيل
حملت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية (الثلاثاء) إسرائيل مسؤولية إراقة الدماء في قطاع غزة، وذلك في أول تعليق على الاشتباكات الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس”، ونشرت صحيفة «رودونج سينمون» الناطقة باسم حزب العمل الحاكم مقالا موجزا عن الصراع والخسائر البشرية نقلا عن وسائل إعلام أجنبية.
وتخالف وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية غالبا وجهات نظر دول الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، فيما يتعلق بالقضايا الدولية.
وكانت كوريا الشمالية، أدانت إسرائيل بسبب صراعها المتصاعد مع المقاومة الفلسطينية، مؤكدة أن عملية «طوفان الأقصى» نتيجة للأعمال الإجرامية الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت صحيفة رودونج شينمون، الناطقة بلسان حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية: لقد حدث صراع مسلح واسع النطاق بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
وأضافت: المجتمع الدولي يعد الصراع نتيجة للأعمال الإجرامية الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، مضيفة أن الحل الأساسي هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
منظمة التحالف البوليفاري تتضامن مع غزة
من جانبها أعربت دول منظمة “التحالف البوليفاري لشعوب أمريكتنا” (ألبا) عن أسفها العميق لتصاعد العنف في قطاع غزة، والذي يهدد السلام الدولي، معلنة عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني.
كما عبرت المنظمة عن قلقها الجدي من الخطر الذي يشكله تصعيد العنف على الاستقرار الإقليمي إذا لم يتم التوصل إلى حل تفاوضي على المدى القصير. وكرر المشاركون في المنظمة دعوتهم الموجهة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إيجاد حل دائم للصراع من خلال الحوار وعلى أساس أحكام القانون الدولي.
رئيس جنوب إفريقيا يتضامن مع الفلسطينيين
وأعرب رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، أول أمس السبت، عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، مستنكرا دعوات الجيش الصهيوني لرحيل مليون فلسطيني عن الجزء الشمالي من غزة.
كما شدد على أن الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال منذ ما يقرب من 75 عامًا، وهم لا يخوضون صراعًا ضد حكومة قمعية احتلت أراضيهم فحسب، وإنما أيضًا ضد دولة توصف في الآونة الأخيرة بأنها “دولة الفصل العنصري”.
وأضاف: باعتبارنا أعضاء في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي كافح ضد نظام الفصل العنصري القمعي هنا في جنوب إفريقيا، فإننا نؤكد تضامننا مع الفلسطينيين، كما ارتدى أعضاء الحزب الحاكم ملابس سوداء وأوشحة فلسطينية لإظهار الدعم للنضال الفلسطيني.
مظاهرات حول العالم للتضامن مع فلسطين
وتضامنا مع أهل غزة خرج الآلاف إلى الشوارع في عدة دول عربية وغربية وآسيوية تنديدا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني.
وخرجت الجمعة مسيرات حاشدة في عدة دول من العالم العربي والغربي وفي دول آسيوية وهتف المشاركون في المسيرات التضامنية “الموت لإسرائيل”، “الموت لأمريكا”.
وأدى آلاف اللبنانيين صلاة الغائب على أرواح الضحايا الذين سقطوا في غزة جراء القصف الإسرائيلي.
وهتف مئات من المصلين في ساحة الجامع الأزهر بالعاصمة المصرية القاهرة تضامنا مع الفلسطينيين وشملت تظاهرات التضامن مع الفلسطينيين العراق والبحرين وعمان، إيران، وجنوب إفريقيا وباكستان وبنغلاديش، كما نظم أعضاء الجالية الإسلامية في اليابان احتجاجا بالقرب من السفارة الإسرائيلية في طوكيو وفي سريلانكا رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “فلسطين لن تسيري وحدك أبدا”.
وأدى مئات الآلاف من المصلين في مدن تركيا الجمعة صلاة الغائب على أرواح الفلسطينيين ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي العاصمة باريس، أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه مساء الخميس لتفريق مسيرة محظورة لدعم الفلسطينيين، في حين حث الرئيس إيمانويل ماكرون الشعب الفرنسي على الامتناع عن جلب الصراع بين إسرائيل وحماس إلى الوطن.
وفي هولندا أغلقت السلطات المدارس اليهودية الجمعة لأسباب تتعلق بالسلامة كما جرى إغلاق مدرستين يهوديتين في لندن.
وفي ألمانيا اعتقلت الشرطة عددا من الأشخاص خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين.
وأعلنت رئيسة بلدية العاصمة البلغارية صوفيا، يوردانكا فاندكوفا الجمعة منع مظاهرة مقررة لدعم الفلسطينيين “بناء على تحذيرات من مكتب المدعي العام بالبلاد”.

زر الذهاب إلى الأعلى