شرفات السابع من أكتوبر صفحة مضيئة في التاريخ شرفات
محمـد علوش
السابع من أكتوبر صفحة مضيئة في التاريخ أعادت لنا التوازن والثقة بخياراتنا، وسيكتب التاريخ صفحات مضيئة عن يوم السابع من أكتوبر لعام 2023، هذا اليوم المجيد من تاريخ الشعب الفلسطيني الذي عبر عن أعمق ارتباط بالقضية الوطنية الفلسطينية من المقاومة التي جسدتها عملية (طوفان الأقصى) التي كسرت عنجهية وهيبة ما يسمى الجيش الذي لا يقهر.
هذا اليوم يمثل الإرادة الوطنية المقاومة التي لم تنكسر، ولن تنكسر بوجود هذا الشعب المناضل المكافح الذي يقدم التضحيات من أجل تحقيق حلمه الوطني بإنهاء الاحتلال وقيام دولته المستقلة والعيش بكرامة كباقي شعوب الأرض، فرغم كل العذابات التي يعيشها شعبنا تحت الاحتلال على مدار تاريخه الأسود والطويل، فإنّ إرادة شعبنا أقوى من أن يتسلل إليها اليأس أو الإحباط، حيث عانى وتحمل الأهوال وثابر وقاوم وصمد، وما زال على العهد وفياً لقوافل الشهداء وللثوابت الوطنية وللمشروع الوطني التحرري، وبكل تأكيد هذه الأيام ورغم همجية العدوان وحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والإرهاب المنظم ورغم الخسائر الفادحة وقرابة الألفي شهيد حتى لحظة كتابة هذه الشرفات، تزداد الثقة لدينا باقترابنا من لحظة الحقيقة ومن حتمية الانتصار وموعد الحسم مهما عظمت التحديات وتكالبت الأهوال والمؤامرات وتحالفت قوى الحرب الإمبريالية على شعبنا وقضيته الوطنية.
نحن لا نواجه فقط بطش الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه فحسب، معركتنا كبيرة وشاملة ومصيرية وحاسمة في مواجهة التحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي، فالموقف الأمريكي وبعض المواقف الأوروبية، ومواقف بعض الأنظمة الخانعة التي سقطت في مستنقع الخيانة، تؤكد من جديد وبشكل فاضح الدعم الكامل للاحتلال لتنفيذ بمجازره وتنفيذ حرب الإبادة الجماعية، في مواجهة شعب أعزل يمتلك مقاوموه الإرادة والتصميم والعزيمة والكبرياء والشموخ، ولم تنكسر أرواحهم فحلقوا بعيداً عن سرب العبيد.
وعلينا التأكيد أن جريمة الحرب على غزة وعلى الشعب الفلسطيني عامة، ينفذها الاحتلال الصهيوني المتغطرس بأسلحة أمريكية وبريطانية، وهذا هو الإرهاب المنظم الذي يستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، إذ شطبت عائلات بأكملها من السجل المدني بفعل المجازر الفاشية والعنصرية الدموية.
ورسالتنا اليوم، بأن شعباً يمتلك كل هذا التصميم، هو شعب حي ولن يموت، إذ من يموت الضمير العالمي والعربي كل يوم أمام المشاهد المروعة والإرهابية التي تمارسها حكومة الإرهاب في كيان الاحتلال، ولا إرهاب سوى الاحتلال وداعميه في الإدارة الأمريكية وفي تلك الدول الغربية التي تنتحل صفات الديمقراطية وحقوق الإنسان والشرعية الدولية.
الشرعية الدولية داستها جنازير الدبابات وبأساطيل الجنود المدججين بالجريمة، والخيار اليوم هو خيار المقاومة، واللغة اليوم هي لغة القوة، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وهذا ما كتبته يد التاريخ في السابع من أكتوبر الذي أعاد إلى الذاكرة أمجاد أكتوبر 1973 رغم الطعنات المسمومة التي انتهى إليها ذلك التاريخ، ولكن اليوم باتت الظروف مختلفة، وأوراق القوة بأيدنا فلا سلام ولا استقرار في المنطقة إلا بالسلام الفلسطيني وبالاستقرار الفلسطيني، وهذه صفعة كبيرة لما يسمى السلام الإقليمي والإبراهيمي الذي يحاول مريدوه تمرير صفقة القرن والعمل على إدماج إسرائيل في النظام الإقليمي، ومحاولة تبديل الأولويات وخلط الأوراق، بعد كل ما جرى ويجري وسيجري من حيثيات.
وأنا أكتب هذه الكلمات، وما يعتريني من قلق ومن حزن كبير على ارتفاع أعداد الشهداء، فالشاشات تنبئ بالأخبار لحظة بلحظة، يزداد يقيني رغم كل هذا القهر والعذاب والألم أننا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم الفلسطيني المنشود، فهل نحن جاهزون، فالسابع من أكتوبر مثل صفحة مشرقة في تاريخنا الحديث، وأعاد لنا التوازن والثقة واليقين بخياراتنا.