العدوان مستمر المقاومة مستمرة
ناصر سعيد
شعبنا العربي الفلسطيني يواجه عدوانا صهيونيا أمريكيا غربيا يستهدف تقويض القضية الفلسطينية في مخطط واضح بدأ بتنفيذ ضربات متواصلة بحرا وجوا، ومن خلال تخطيط الاحتلال وحكومته المتطرفة في إعلان حالة الحرب ومن ثم التحضير لحرب برية واجتياح شامل لقطاع غزة لضرب معاقل المقاومة وتكريس وإدامة الاحتلال وتهجير غالبية أبناء غزة باتجاه مصر.
المقاومة الفلسطينية استبسلت يوم السابع من أكتوبر بإحداث نقلة نوعية في أدائها وفي مواجهتها للاحتلال، ولقنته درسا لن ينساه على مدار تاريخه، وأوقعت به خسائر جسيمة بين قتلى وأسرى وتدمير للبنى التحتية العسكرية والمس بهيبة هذا الجيش الذي لطالما ادعى أنه لا يقهر.
الشعب الفلسطيني اليوم موحد أكثر من أي يوم مضى في مجابهة التحديات والظروف الراهنة ومواجهة هذه الحرب التي يعمل الكيان على تكريسها على الأرض الفلسطينية، فكل من هو فلسطيني مستهدف من قبل الاحتلال.
الإدارة الأمريكية والجيش الأمريكي شركاء في هذه الجريمة والنظام الغربي أيضا الذي يقدم كل الدعم والتمكين للصهاينة لارتكاب المزيد من المجازر الدموية وحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين.
في هذه الأيام والساعات العصيبة يتطلب أن يكون هناك تحرك عربي ودولي عاجل للضغط على سلطة الاحتلال لوقف العدوان، وتمكين الجهات والمنظمات الدولية من تقديم الدعم الإنساني والإغاثة لأهلنا في غزة.
العدوان مستمر والمقاومة مستمرة والاحتلال -في تخطيطه للحرب البرية- سيدفع أثمانًا باهظة لإقدامه على هذه الخطوة غير المدروسة، فالمقاومة تحشد كل الإمكانات لمواجهة هذا الاحتلال ومنازلته، والقوى الفلسطينية أصبحت مؤثرة وفاعلة، وهذا ما سيساعد على فتح جبهات أخرى في باقي المدن الفلسطينية، لأن ما يجري على الأرض هو إرهاب دولة منظم يقوم به جيش الاحتلال، وميليشيات المستوطنين الفاشية تستهدف كل الأراضي الفلسطينية بالحرب الإجرامية المفتوحة وبالخنق وفرض الحصار على الأقصى.
الصراع ليس صراعا فلسطينيا إسرائيليا فحسب، بل هو صراع دولي سيكون مقدمة للتغيير في موازين القوة الدولية وفي إعادة بناء النظام الدولي، وصراع إقليمي على النفوذ في المنطقة، نتيجة تمادي الإدارة الأمريكية في إعاقة التقدم الصيني الروسي على مستوى الشرق الأوسط وأوكرانيا، أمام الإنجازات التي في مقدمتها قمة العشرين ومجموعة البريكس، وانتفاضة إفريقيا ضد التواجد الغربي على أراضيها وكان آخر مشاهدها خسران فرنسا نفوذها وطرد قواتها من دول الغرب الإفريقي.
كل ذلك أثار حفيظة الأمريكان وجن جنونهم أمام الحضور الكبير للصين وروسيا، لذلك في تقديري أن العدوان سيكون عدوانًا واسع النطاق لاستدراج لبنان وسوريا وإيران للدخول في حرب مع الكيان المسعور وحلفائه.