ملفات وتقارير

المقاومة الفلسطينية تأسر أكثر من 500 صهيوني والعدد قابل للزيادة

متابعات: الموقف الليبي :
لم يكن فجر أول أمس السبت السابع من أكتوبر صباحا عاديا؛ إذ شهد عبورا ثانيا مكتمل الأركان، أفسد كل مؤامرات التطبيع بعد العبور الأول لمصر والعرب في السادس من أكتوبر عام 1973، وجاء العبور الثاني بملحمة نضال بعملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها ولا تزال تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني الغاصب.
استيقظت دولة الاحتلال الصهيوني أول أمس على وابل من صواريخ المقاومة الفلسطينية، أُطلقت من قطاع غزة، صوب مستوطنات الغلاف، ومدن الجنوب واستهدفت قواعد عسكرية صهيونية، لتغير المقاومة المعادلة السياسية تماما، وتؤكد أن ما قبل السابع من أكتوبر عام 2023 لن يكون كما بعده أبدا.
ولم تكتف المقاومة بذلك، بل نوعت هجومها على الكيان الصهيوني في وقت واحد، برا وبحرا وجوا بطائرات «درون» ومظلات بدائية الصنع، وكبدته خسائر ضخمة، ونفذت عملياتها بدقة متناهية.

وقالت مصادر محلية إن عددًا غير مسبوق من الصواريخ أُطلقت من القطاع، صوب مدن الاحتلال ومستوطنات الغلاف، سُمع على إثرها أصوات انفجارات ضخمة. ولا تزال العمليات مستمرة في مستوطنات غلاف قطاع غزة.
وأكدت الفصائل الفلسطينية في غزة، تمكنها من أسر عدد من قادة عسكريين في جيش الاحتلال الصهيوني.
فيما أكدت وسائل إعلام صهيونية، احتجاز الفصائل الفلسطينية لـ 50 رهينة صهيوني في مستوطنة بارى، مشيرة إلى أن مفاوضات تجرى بين جيش الاحتلال الصهيوني والفصائل الفلسطينية لإطلاق سراحهم.
فيما أكد الإعلام الصهيوني سيطرة الفصائل الفلسطينية على عدد من المستوطنات الإسرائيلية، مشيرا إلى اندلاع اشتباكات في حوالي 14 منطقة داخل مستوطنات جنوب غزة بعد اقتحام مئات المقاومين الفلسطينيين للسياج الحدودي.
وتواصل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إطلاق الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة، وقال المتحدث العسكري الصهيوني إنه تم تفعيل القبة الحديدية وإطلاق صفارات الإنذار إثر قصف استهدف عددا كبيرا من بلدات من جنوب تل أبيب إلى شمالي حدود غزة، ومستوطنات غلاف غزة وبئر السبع وعراد في النقب.
صفارات الإنذار بـ160 منطقة
وذكرت وسائل إعلام صهيونية، أنّ صفارات الإنذار تواصل الانطلاق في أكثر من 160 منطقة، مع استمرار إطلاق الصواريخ من غزة تجاه مستوطنات الغلاف والمناطق الإسرائيلية.
وبعد أن أعلن قادة المقاومة عملية طوفان الأقصى، وأن الضربة الأولى تجاوزت 5 آلاف صاروخ، وقذيفة، أعلن الجيش الصهيوني، أول أمس السبت، البدء بمهاجمة قطاع غزة، كما قرر الجيش الصهيوني تجنيد جيوش الاحتياط بشكل كامل، كما أعلن رئيس وزراء الكيان الغاصب أن إسرائيل في حالة حرب.
الصهاينة يعلنون الحرب
وأمس الأحد قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تخطي الحكومة والمجلس الوزاري السياسي والأمني، وصادق على بند الحرب دون إجراء مشاورات.
وأجرى نتنياهو تقييما للأوضاع في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس الأحد، بحضور وزير الدفاع الصهيوني يواف غالانت، ورئيس أركان الجيش، وعدد من الوزراء والضباط.
وقال رئيس وزراء الإرهاب الصهيوني «نتنياهو»، إن اليوم هو يوم أسود، معربا عن استعداده للثأر لهذا اليوم، مضيفا في حديث له: سنضرب مواقع الفصائل الفلسطينية حتى النهاية.
ودعا نتنياهو مواطني غزة إلى الخروج من القطاع لأن الجيش الإسرائيلي سيضرب بكل قوة، وحذر نتنياهو المقاومة من المساس بالرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها.
قرابة 1000 قتيل صهيوني
وفي محاولة منه للتغطية على هزيمته النكراء أعلن الجيش الصهيوني أمس الأحد أنه أحرز تقدما في وقت مبكر في استعادة السيطرة على البلدات والمستوطنات التي سيطر عليها فدائيو “طوفان الأقصى”.
وأكدت وسائل إعلام صهيونية أمس الأحد، ارتقاع عدد قتلى المستوطنين بنيران الفصائل الفلسطينية في غزة إلى أكثر من 700 قتيل، بينما رجح عسكريون أن عدد القتلى قد يصل إلى 1000 قتيل وإصابة أكثر من 2000 آخرين.
فيما كشفت القناة السابعة الصهيونية، عن مقتل قائد لواء ناحل يوناتان شتاينبرج، وذلك خلال مواجهات مع الفصائل الفلسطينية بالقرب من معبر كرم أبو سالم.
كما أعلنت الإذاعة الصهيونية، مقتل رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنة شعار هنيجف، أوفير ليبشتاين، في تبادل لإطلاق النار خلال هجوم شنه فلسطينيون.
320 شهيدا فلسطينيا
من جانبها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الأحد ارتفاع حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية إلى 320 شهيدًا.
وأعلنت مصادر طبية، انتشال عدد من جثامين الشهداء من بينهم أطفال وسيدة حامل، نتيجة استهداف الطائرات الحربية أحد المنازل وسط قطاع غزة، وأشارت إلى استشهاد ثلاثة مواطنين آخرين في خزاعة شرق خان يونس جنوبي القطاع.
وفي النصيرات وسط القطاع، استشهد مواطن جراء قصف صهيوني لأرض زراعية في منطقة أبو عريبان بالنصيرات، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في المنازل.
كما قصفت طائرات الاحتلال أهدافا في مخيم البريج وسط القطاع، وقصفت طائرات الاحتلال منزلا في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، بالإضافة إلى استهداف مكب للنفايات وسط مدينة غزة، ودمرته بالكامل.
الأزهر يبارك مقاومة الاحتلال
من جانبه أصدر الأزهر الشريف بيانا، السبت يعزّي فيه ضحايا فلسطين، الذين سقطوا إثر المواجهات التي شهدتها المقاومة مع قوات الاحتلال الصهيوني.
ونشر الأزهر بيانًا عبر حسابه الرسمي بمواقع التواصل الاجتماعي، مما جاء فيه: الأزهر يعزي العالم الصامت في ضحايا فلسطين الأبرياء، ويحيي صمود الشعب الفلسطيني الأبي، ويدعو الله أن يلهمهم الصمود في وجه طغيان الصهاينة وإرهابهم والصمت المخجل للمجتمع الدولي.
وأضاف البيان: يتقدَّم الأزهر الشريف بخالص العزاء وصادق المواساة في شهدائنا وشهداء الأمة الإسلامية والعربية؛ شهداء فلسطين الأبيَّة، ويدعو الله أن يُلهم الشعب الفلسطيني الصمود في وجه طغيان الصهاينة وإرهابهم.
وتابع: ويحيي الأزهر بكل فخرٍ جهودَ الشعب الفلسطيني، مطالبًا العالم المتحضر والمجتمع الدولي بالنظر بعين العقل والحكمة في أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، احتلال الصهاينة لفلسطين، مؤكدًا أن هذا الاحتلال هو وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي، الذي يكيل بمكيالين، ولا يعرف سوى الازدواجية في المعايير حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.
مصر تدعو لضبط النفس
كما حذرت مصر من مخاطر وخيمة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني، في أعقاب سلسلة من الاعتداءات ضد المدن الفلسطينية.
ودعت، في بيان صادر عن وزارة الخارجية أول أمس السبت، إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرة من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على مستقبل جهود التهدئة.
قطر تحمل الاحتلال مسؤولية التصعيد
من جانبها أعربت قطر عن قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع في قطاع غزة، ودعت جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وحملت وزارة الخارجية في بيان إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري الآن بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني وآخرها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.
مظاهرات تأييد لفلسطين
وشهدت عواصم ومحافظات عدة دول عربية وإسلامية مظاهرات تأييد كبيرة لعملية طوفان الأقصى منها تونس ولبنان والمغرب واليمن وإيران.
روسيا تدعم الحق الفلسطيني
من جانبها، علقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، على التصعيد الحاد للوضع في منطقة النزاع. وقالت إن الجانب الروسي يعرب عن قلقه الجدي من انفلات التصعيد بشكل حاد في تلك المنطقة.
وأكدت زاخاروفا قائلة: “موقفنا المبدئي والثابت بأنه لا يمكن بوسائل القوة حل هذا النزاع المستمر منذ 75 عاما، وفقط يمكن حله حصرا بالوسائل السياسية والدبلوماسية، ومن خلال إقامة عملية تفاوضية كاملة على الأسس القانونية الدولية المعروفة، التي تنص على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بسلام وأمن مع إسرائيل”.
وتابعت ممثلة الخارجية الروسية: “نعدُّ التصعيد الحالي واسع النطاق للوضع بمنزلة مظهر آخر خطير للغاية لحلقة العنف المفرغة، وهو نتيجة مباشرة للفشل المزمن في الامتثال للقرارات ذات العلاقة الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ولقيام الغرب عمليا بعرقلة عمل رباعية الشرق الأوسط للوسطاء الدوليين التي تضم روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
أبو مازن يحيي صمود الشعب
من جانبه، ترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، السبت، اجتماعا قياديا طارئا ضم عددا من المسئولين المدنيين والأمنيين، ووجه أبو مازن بضرورة توفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني، مؤكداً على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال، موجهاً بتوفير كل ما يلزم من أجل تعزيز صمود وثبات أبناء الشعب الفلسطيني في وجه الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين.
أمريكا تدعم الإرهاب الصهيوني
وكعادتها في رعاية الإرهاب الصهيوني وخاصة في منطقة الشرق الأوسط أدانت الولايات المتحدة، السبت، الهجوم الذي نفذته المقاومة الفلسطينية ضد الصهاينة. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الولايات المتحدة مستعدة لتوفير جميع سبل الدعم المناسبة عقب شن حركة حماس هجوماً على إسرائيل.
واعتبر أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وشعبها. وتابع: “تحذر الولايات المتحدة أي طرف آخر معاد لإسرائيل من السعي لانتهاز الفرصة في هذا الموقف”.
وتابع بايدن: “إن دعم حكومتي لأمن إسرائيل قوي ولا يتزعزع”. وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تواصل مراقبة الوضع، و”تحافظ على اتصال وثيق مع رئيس الوزراء نتنياهو”.
الناتو يدين المقاومة!
وكعادته في التبعية لأمريكا ومصالحها ندد الحلف الأطلسي “بشدة” بالعملية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية وكتب المتحدث ديلان وايت على منصة “إكس” “ندين بشدة الهجمات الإرهابية التي نفذتها حماس اليوم على إسرائيل، شريكة الحلف الأطلسي”. وأضاف “نتوجه بأفكارنا إلى الضحايا وجميع الأشخاص الذين طاولتهم”، محذرا بأن “الإرهاب تهديد جوهري للمجتمعات الحرة ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها”.

زر الذهاب إلى الأعلى