كلمة وزير الشباب في الأمم المتحدة تسلط الضوء على التدخلات الأجنبية
حسام حمودة- الموقف الليبي
قال وزير الشباب في حكومة الدبيبة ، فتح الله الزني، إن كارثة درنة ناجمة عن الفيضانات التي اجتاحت المدينة ومناطق الجبل الأخضر قبل أسبوع وحدت الليبيين. وأشار إلى أن الشعب الآن لم يعد في حاجة إلى السلاح، وذلك بعد انتقاده للتدخل الدولي السلبي في ليبيا.
وألقى الزني، اليوم الخميس، كلمة ليبيا أمام الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بعدما اعتذر عن عدم المشاركة هذا العام كل من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة بسبب كارثة الفيضانات التي شهدتها مناطق شرق ليبيا.
وقدم الزني في مستهل كلمته تعازيه إلى الشعب الليبي وأسر ضحايا الفيضانات والسيول العارمة التي اجتاحت مدن وقرى الجبل الأخضر في شرق الوطن وعلى رأسها مدن درنة والبيضاء وسوسة. وكذلك قدم التعازي والمواساة للمغرب، ملكًا وحكومة وشعبًا، جراء الزلزال القوي الذي ضرب عدة مدن مغربية قبل أسبوعين.
وقال الزني إنه على الرغم من الجهود التي بذلتها حكومة الوحدة الوطنية والأجهزة الأمنية والطبية وفرق الإنقاذ من ربوع الوطن كافة التي شاركت في التعامل مع الكارثة من إخلاء السكان وانتشال العالقين ودفن الموتى واحتواء الوضع الصحي، إلا أن حجم النازلة قد فاق كل المقاييس والقدرات المحلية.
وأشاد الزني في كلمته بجهود كل من لبى النداء الليبي بالمساعدة، وأهاب بالعالم أن يتحمل مسؤولياته تجاه ليبيا باحتواء آثار ما بعد الكارثة، وعلى رأس ذلك الإجراءات الصحية اللازمة لحماية من تبقى من سكان المدينة والمدن المجاورة من كارثة صحية حذر منها المختصون.
وأضاف أن كارثة مدينة درنة تبعث في أبناء الشعب الواحد روح الوحدة والتضامن والتلاحم، موضحًا أن الشعب الليبي فور وقوع الكارثة قد نفض عن نفسه تراكمات الانقسام السياسي والاحتراب ليكشف عن معدنه البراق، ويسمو فوق جراح الماضي، ويضع ملامح المستقبل الذي يراه بعيونه وعيون الأجيال المقبلة لا بعيون الساسة وتجار الحروب.
وأضاف الزني: “إن أرواح أطفال درنة قناديل تضيء مسار الوطن ولم الشمل وبناء الدولة، قد ذهب زمان وجاء زمان آخر، لا صوت فيه يعلو على صوت الشعب، ولا مصلحة فيه تسمو على مصلحة الوطن، ولا مكان للسلطة فيه للفاسدين وتجار الحروب”.
وفي ختام كلمته، قال الزني: “إن الشعب الليبي لم يعد بحاجة إلى سلاح يقتتل به، وإن كل بؤر التحريض وبذور التوتر التي دأبت التدخلات الدولية السلبية على خلقها والتي حافظت الأطماع الشخصية والفئوية الضيقة على استدامتها قد جرفتها سيول الجبل الأخضر ودرنة إلى البحر”.