بيان الهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي حول ضرورة احترام كرامة الإنسان والحفاظ على أخلاقيات العمل الصحفي أثناء تغطية قضايا الكوارث الطبيعية.
نحث بقوة الصحفيين، ومقدمي البرامج التلفزيونية، والمدونين، الذين يغطون تداعيات الفيضانات الأخيرة في مدينة درنة، والمدن المجاورة لها، على التعامل بحساسية وتعاطف واحترام عميق للضحايا وعائلاتهم.
من الضروري الاعتراف بأن ضحايا هذه الفيضانات هم من البشر، والذين لم يقضوا في هذه الأحداث لهم أقارب وأحباء على قيد الحياة، وهم بحاجة لاحترام مشاعرهم، ويستحقون كل الدعم والتعاطف، خاصة خلال هذه الأوقات العصيبة.
لذلك نناشد الجميع اختيار كلماتهم بعناية، والامتناع عن استخدام أوصاف مهينة، أو مؤلمة قد تضر بحالاتهم النفسية، مثل جثث متعفنة، وروائح كريهة، رؤوس مفصولة، وغيرها من الجمل والتعبيرات.
توفر المواثيق الدولية والقوانين المحلية، المتعلقة بحقوق الإنسان وأخلاقيات الصحافة إرشادات واضحة حول أهمية احترام كرامة الأفراد، وكذلك مدونة السلوك المهني الإعلامي، لا سيما في الأوقات الاستثنائية.
فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، على سبيل المثال، يشدد على القيمة المتأصلة لكل إنسان، بينما تشدد مدونة أخلاقيات الاتحاد الدولي للصحفيين على مسؤولية الصحفيين عن التقليل إلى أدنى حد من الضرر، وتجنب الإثارة في التغطية الصحفية، كذلك مدونة السلوك المهني الإعلامي، التي اعتمدها الحكومة وفق القرار 811 لسنة 2022.
من خلال الالتزام بهذه المبادئ، يمكن للصحفيين ومقدمي البرامج التلفزيونية، والمدونين، التأكد من أن تغطيتهم لا تقدم المعلومات للجمهور فحسب، بل تساهم أيضًا في التعافي، والاستقرار النفسي للمكلومين.
وبالتالي فإن المسؤولية تحتم علينا جميعًا استخدام العمل الإعلامي بشكل مسؤول وأخلاقي.
علاوة على ذلك، من المهم إدراك أن اللغة والتواصل يلعبان دورًا مهما في كيفية إدراكنا للأحداث الصادمة، والاستجابة لها، من خلال استخدام أوصاف أكثر لطفًا، دون التسبب في ضائقة، أو صدمة غير ضرورية للمتضررين أو لأحبائهم.
نعترف بأن أثر الكارثة عميق، وأن الخسائر التي تكبدتها المدن المتضررة لا يمكن قياسها.
لذلك، من الأهمية بمكان أن يمارس الصحفيون التعاطف، والمهنية في تغطياتهم، مع الاعتراف بالجروح العميقة والحاجة إلى الشفاء والدعم.
كما ندعو إلى إعطاء الأولوية للحفاظ على كرامة الإنسان، واحترام مشاعر أسر الضحايا وأحبائهم، والتمسك بالمعايير الأخلاقية للصحافة، فمن خلال ذلك سيساهمون في خلق مجتمع أكثر تعاطفًا وتفهما، ومقدرة على مواجهة هذه الفاجعة، وأكثر قابلية للاندماج، فهم بحاجة الآن لكلمات الدعم، والتحفيز الإيجابي، أكثر من كلمات التهويل، والإحباط.
حفظ الله ليبيا
الهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي