تدخل تركيا في ليبيا..”تهديد للسيادة الوطنية واستقرار المنطقة”
حسام حمودة – الموقف الليبي
مع انتهاء مدة معاهدة أوشي (لوزان الأولى) في عام 1912، التي منحت تركيا ولايتي برقة وطرابلس إلى إيطاليا مع الاحتفاظ ببعض الامتيازات، ومن ثم انتهاء معاهدة (لوزان الثانية) في عام 1923، والتي أنهت الدولة العثمانية ورسمت حدود تركيا الحالية، تشهد تركيا اليوم تحولاً استراتيجيًا كبيرًا. فبعد أن أصبحت دولة عضوة في حلف الناتو وعلى وشك الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تبحث تركيا عن دور جديد في المنطقة.
مع هذا الواقع، يظهر أن تركيا قد أصبحت بمثابة لاعب كبير على الساحة الدولية،إلا أن الانتهاء من مدة المعاهدين أتاح لها فرصة جديدة لاسترداد مستعمراتها السابقة باستخدام القوة الناعمة والاتفاقيات المشبوهة،ومع ضعف حكومات تلك المستعمرات وتورط بعض الشخصيات في تلك القرارات، يبدو أن تركيا تستهدف استعادة تأثيرها في تلك البقاع.
في عام 2020، وقبيل انتهاء مدة معاهدة لوزان الثانية، قامت تركيا بتدخل مثير في ليبيا من خلال إرسال المرتزقة السوريين ،ومن المتوقع أن يزور الرئيس التركي أردوغان ليبيا في الشهور المقبلة، مما سيؤكد تواجد تركيا العسكري في البلاد.
وإذا تم قبول تركيا كعضو في الاتحاد الأوروبي، فإنها قد تستخدم تواجدها في ليبيا بحجة حماية حدود الاتحاد ومكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.
تشير هذه التطورات إلى أن تركيا قد تسعى جاهدة لتوسيع نفوذها في ليبيا،ومع وجود تواجد عسكري واضح في مناطق مثل الخمس والوطية وطرابلس، يصبح من الصعب تصور وجود دولة مستقلة في ليبيا في المستقبل القريب.