“الموقف الليبي” تتابع فعاليات المؤتمر العام للقيادات السياسية الوطنية بالمنطقة الجنوبية
متابعات: منيرة الشريف – علي حبيب
بتضافر وتضامن أبناء الوطن الحبيب في الجنوب الليبي، عقد يوم الاثنين الماضي، الموافق 07 أغسطس 2023، الملتقى العام للقيادات السياسية الوطنية في الجنوب الليبي، بمنطقة تمنهنت تحت شعار: “رؤية وطنية لحل الأزمة الليبية” والذي شهد مشاركة واسعة من القيادات السياسية الوطنية، والشبابية والنسائية، في كل من وادي الشاطئ، وسبها، والبوانيس، ومرزق، وأوباري، بحضور آمر المنطقة العسكرية سبها، وعدد من ضباط القوات المسلحة العربية الليبية.
فتُتح الملتقى بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقيت كلمة اللجنة التحضيرية للملتقى، تلاها الدكتور عبدالرحمن المهدي، والتي قال في مستهلها: باسمي وباسم اللجنة التحضيرية لملتقى القيادات السياسية الوطنية بالجنوب، وفي هذا اليوم الذي تجتمع فيه القيادات السياسية الوطنية في الجنوب، وهي قد أنهت أعمال ملتقياتها في كافة مناطق الجنوب، والتي استمرت زهاء الشهرين، لتدارس الأزمة الليبية ورؤيتها لحل الأزمة وبناء إطار وطني يقود العمل الجماعي الواعي لإخراج البلاد من أزمتها، تأسيسًا على مخرجات ملتقى القيادات السياسية الوطنية الذي عقد في مدينة سرت في شهر مارس الماضي، لوضع الترتيبات اللازمة لتنفيذ توصيات الملتقى.
وأضاف: لقد خلصت هذه الملتقيات، إلى أن الأزمة الليبية نتاج للتدخلات الأجنبية، والإقليمية، والمؤامرات التي تحيكها الدول الغربية ضد البلاد التي صاغت القرار الليبي خدمة لمصالحها مما أدى إلى تدهور الخدمات وتوقف عجلة الإنتاج وانهيار وصعوبة الظروف المعيشية للمواطن، الأمر الذي يجعل مسألة التنبؤ بحل سريع للأزمة صعب المنال، ما لم يتم وضع خارطة طريق منبثقة من رؤية واضحة وفعالة لمعالجة آثار عقد كامل من التجارب الفاشلة والإدارة المرتبكة، والحل يكمن في إجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها الليبيون جميعا دون إقصاء.
بعد ذلك ألقى آمر المنطقة العسكرية سبها كلمة أعرب فيها عن امتنانه لعقد هذا المؤتمر، وأكد في كلمته أن من أولى اهتمامات القوات العربية الليبية تسليم هذا البلد لأياد أمينة آمنة حريصة على الوطن والمواطن.
كما ألقى منسق القيادات الاجتماعية بالقوات المسلحة العربية الليبية كلمة دعا فيها كافة القيادات الوطنية، للوقوف جنبًا إلى جنب مع القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبي، موضحًا أن باتيلي لا يمكن أن يحل مشكلة ليبيا، واصفًا إياه بأنه عبارة عن شركة مقاولات.
وأضاف: عليكم بالالتحام بالقوات المسلحة العربية الليبية، فهي مركب وسفينة النجاة، وهي قادرة على استرداد ليبيا، وصنع المستحيل.
كما تحدث رئيس اللجنة الوطنية لمشايخ وأعيان ليبيا قائلا: نحن في فزان ننعم بالأمن والأمان بفضل وجود القوات المسلحة العربية الليبية، هذه القوات التي قارعت الدواعش في المنطقة.
وأضاف: إن الوطن فيه رجال يريدون إيجاد حل للانسداد السياسي في ليبيا.
ثم جاءت كلمة الشباب التي ألقاها بلعيد أبو الخيرات، حيث قال:
يشرفنا نحن الشباب المشاركة في ملتقى القيادات السياسية الوطنية بالمنطقة الجنوبية، نحن الشباب نتألم، ولكننا كالجبال شامخون، نموت من أجل الوطن الغالي ونجدد عهدنا، شعارنا “عهد وفاء وطنية من أجل ليبيا” ونؤكد دعمنا للقوات المسلحة العربية الليبية، فيما تقوم به من واجب تجاه الوطن، كما نؤكد أيضًا على إجراء الانتخابات في موعدها المحدد ودعمنا الكامل لها، من أجل ليبيا ومن أجل الوطن، نحن يد واحدة.
بعد ذلك ألقت الأستاذة سالمة خير الله كلمة المرأة، جاء فيها:
إن للمرأة دورا محوريا في نهضة المجتمعات قديما وحديثا، وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له خير دليل على كونها عنصرا أساسيا في إحداث عملية التغيير في المجتمع، فمع تقدم المجتمعات وتطورها نجد أن المرأة لم تلتزم بواجبها نحو أسرتها فقط، بل أصبح لها دور اجتماعي كبير في شتى المجالات.
وألقى أبو بكر سليمان مردمة، كلمة القيادات بمنطقة القطرون، استعرض خلالها ما توصلت إليه القوى السياسية الوطنية بالقطرون من توصيات أثناء مؤتمرها، والتي تلخصت في الآتي: اعتبار المساس بالوحدة الوطنية الليبية خطا أحمر، وشجب واستنكار ورفض كل ما تقوم به المنظمات الدولية المشبوهة بالجنوب الليبي من أجل التوطين، وأن القوات المسلحة العربية الليبية الضامن الوحيد لاستقرار كل الليبيين.
كما شددت التوصيات على أن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية هي السبيل الوحيد لحل الأزمة الليبية، وأن ارتهان القرار السياسي الليبي بيد السفارات الأجنبية أمر مرفوض.
ثم ألقت آمنة عبدالسلام، كلمة القيادات بأوباري- غات، قالت فيها: إن تنادي معظم شرائح وقيادات المجتمع والقوى الفاعلة الوطنية ناتج عن إيمانهم الراسخ بالوضع المتأزم الذي يعيشه الوطن والمواطن على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية ونتيجة للتدخل الأجنبي السافر والقضاء على النظام السياسي القائم وتدمير البنية التحتية لكل مؤسسات الدولة المدنية منها والعسكرية، ثم استعرضت منسقة القيادات الوطنية بأوباري جملة من التوصيات التي صيغت في ملتقاهم الذي عقد بتاريخ 2023.7.20.
وألقى منسق القيادات الوطنية بمنطقة مرزق، المهدي صالح، كلمة حيا فيها الحضور، واستعرض ما جاء في ملتقى القيادات السياسية الوطنية مرزق- تراغن الذي عقد بتاريخ 2023.7.22م، قائلا: نظرا لما تمر به ليبيا من ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، الأمر الذي يتوجب على القيادات السياسية الوطنية إبراز دورها في إيجاد خارطة طريق تخرج البلاد من هذا المنزلق الخطير، والتركيز على المصالحة الوطنية وجبر الضرر فهي من أساسيات قيام الدولة واستقرارها، إضافة إلى مكافحة الفساد الحكومي ومحاسبة الفاسدين وتقديمهم للعدالة.
وألقى عبدالله الترهوني، كلمة القيادات السياسية الوطنية سبها البوانيس، استعرض خلالها التوصيات التي توصل إليها ملتقاهم، ومن ضمنها الرفض التام لمحاولة توطين المهاجرين على التراب الليبي، والوقوف بحزم ضد المخططات الدولية الداعمة لهذا العمل، والتأكيد على دعم القوات المسلحة والعمل على دعمها للاضطلاع بدورها المناط بها في حماية الوطن، ومحاربة الإرهاب والقضاء على مظاهر الجريمة المنظمة العابرة للحدود، والتأكيد على تأمين عودة المهجرين والنازحين إلى موطنهم وتعويضهم ماديًا ومعنويًا، والدعوة إلى تشكيل لجنة ذات شأن قانوني لمراجعة مشروع الدستور وإعادة صياغته.
وأصدرت القيادات السياسية الوطنية بالمنطقة الجنوبية في ختام مؤتمرها بيانا أكدت فيه على ما يلي:
الحفاظ على وحدة الوطن (حضارته، تاريخه، مستقبله، مبادئه) واستقلاله، تحترم فيه الهوية الوطنية للشعب الليبي، وترسخ قيم الحق والعدل والحرية في الحياة الخاصة والعامة بما لا يتعارض مع علوم ديننا الحنيف.
أهمية توحيد السلطات السياسية والتنفيذية والتشريعية والعسكرية والأمنية والاقتصادية.
الدعوة لخلق مناخ ملائم لنشر الطمأنينة والأمن باعتباره أولوية قصوى للعمل على أداء دورها في حماية الإرادة الشعبية والاختيارات الوطنية.
العمل على رأب الصدع بين الأطراف الليبية من خلال الوفاق الشامل فيما بينها.
التأكيد على أهمية دور المرأة في المصالحة الوطنية وبناء الدولة.
دعوة الأمم المتحدة للدعم والدول المنخرطة في الشأن الليبي لإعادة قراءة المشهد الليبي لفهم طبيعة الأزمة وتقييم مواقفها السابقة والتي ساهمت في تعميق الأزمة ومطالبتها جميعا بتغيير أساليبها بما يخدم مصلحة الليبيين.
مكافحة الفساد الحكومي ومحاسبة الفاسدين وتقديمهم للعدالة.
عدم استخدام الثروات المكمنية، كـ “النفط وغيره” قوت الليبيين كورقة للضغط، ولا للمساومة السياسية.
محاربة فكرة توطين المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا وفي جنوبنا الحبيب خاصة، والعمل على إجهاضها لما لها من عواقب وخيمة على الديموغرافيا السكانية وما يمثله هذا المخطط الاستعماري للخطر الداهم من خلال ما يعرف بمنظمات المجتمع المدني وعلى رأسها منظمة “الأرباتشي” الإيطالية المدعومة من أجهزة مخابرات الاتحاد الأوروبي ومن مجلس الكنائس العالمي.
الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة، والعمل على تهيئة الظروف والدفع في هذا الاتجاه يشارك فيه الجميع، دونما إقصاء، وبمنأى عن التدخلات والوصاية الأجنبية.