تعهدات روسية بتعزيز التعاون مع القارة السمراء في مجالات الأمن والغذاء والتكنولوجيا
وسط ترقب عالمي لنتائجها، اختتمت القمة الروسية الإفريقية أعمالها الجمعة الماضية في مدينة سان بطرسبورغ والتي عقدت خلال الفترة من « 27 – 28 يوليو الجاري». وسط تعهدات روسية بتعزيز الشراكة بين الجانبين في مجالات التجارة والأمن والغذاء والتكنولوجيا، وعبّر البيان الختامي للقمة عن القلق إزاء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأسمدة.
واعتمدت القمة خطة للتعاون في مكافحة الإرهاب، وتنشيط التنسيق في السياسة الخارجية، وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال الغذاء لإفريقيا وإمدادها بالحبوب مجانا وتعزيز التعاون في مجالات التعليم والطاقة والصيد البحري والرعاية الصحية، كما شملت الخطة استعداد روسيا لتنفيذ مشروعات تنموية في إفريقيا في هذه المجالات وغيرها.
وفي مؤتمر صحفي بعد اختتام القمة، قال بوتين: سنقدم مساعدة للدول الإفريقية لمحاربة الأوبئة وأوضح أن حجم التعاون بين روسيا وإفريقيا وصل إلى 20 مليار دولار وأن المستهدف الوصول به إلى 120 مليار بحلول عام 2026.
خطة حتى عام 2026
وأكد بوتين أن لدى موسكو خطة عمل مع إفريقيا حتى عام 2026 تهدف لزيادة التبادل التجاري وبنيته التحتية والتعامل بالعملات المحلية.
وقال الرئيس الروسي: اتخذنا موقفا موحدا بالقمة الإفريقية الروسية على تحدي النظام الاستعماري والتصدي لمحاولات القضاء على القيم.
وأكد أن روسيا مستعدة لتزويد إفريقيا ببعض الأسلحة مجانا لتعزيز الأمن في القارة والعمل بشكل أوثق مع أجهزة إنفاذ القانون والمخابرات.
وأكد أن بلاده ستزيد الصادرات الزراعية وستظل موردا للغذاء يمكن الاعتماد عليه، وذكر أن موسكو ألغت ديونًا على إفريقيا بقيمة 23 مليار دولار.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في البيان الختامي للقمة، حزمة من القرارات التي توصل القادة الأفارقة المشاركون في القمة إليها، ومن بينها توفير الحبوب مجانا للبلدان النامية في ظل أزمة الحبوب.
ولفت إلى إقرار حزمة لتنمية المسار، مثل: استخدام العملات الوطنية في تنمية المدفوعات، وتوفير الحبوب مجانا وإنشاء فروع للجامعات الروسية وتعزيز انتشار مدارس تعلم الروسية.
وذكر بوتين أن القمة الروسية الإفريقية عُقدت في أجواء مليئة بالصداقة وكانت مثمرة للغاية، على مستوى المنتدى الاقتصادي والإنساني وجلسات القمة والاجتماع الخاص بالممثلين عن المنظمات الإفريقية الإقليمية.
وكرر انتقاده للدول الأوروبية، واتهمها باحتكار الحبوب التي تغادر الموانئ الأوكرانية، موضحا أنه تم إرسال 3 ملايين طن فقط من الحبوب إلى إفريقيا و1.3 مليون إلى الدول الأشد فقرًا فيها، من أصل 12 مليون طن تم تخصيصها من روسيا للقارة.
ومن جانبه شدد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، على أن الاتحاد يولي أهمية كبيرة لسلامة الدول وسيادتها والتسوية السلمية للأزمات عبر المفاوضات.
وقال إن روسيا أول دولة قدمت الدعم لإفريقيا في مواجهة الاستعمار والعبودية، ونوه بالتزام روسيا بالمساعدة والتدريب وتعزيز قدرات الكادر البشري في القارة.
وأوضح أن روسيا دولة صناعية ذات خبرة جيدة في مجال الطاقة والسكك الحديدية، مشيرا إلى أن الشراكة مع روسيا لم تصل إلى المستوى المطلوب، معربا عن أمله في المزيد من الشراكة، وأوضح أن الحديث لا يدور فقط عن المزيد من الدعم بل المزيد من الاستثمارات والاهتمام المشترك والمتبادل. وكانت النسخة الثانية من القمة الروسية الإفريقية انطلقت الخميس الماضي في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين موسكو ودول القارة السمراء والارتقاء بها لمستوى جديد.
وشهدت القمة مشاركة 49 دولة إفريقية من أصل 54 دولة، والتي عقدت نسختها الأولى في مدينة سوتشي الروسية عام 2019.