انقلاب النيجر والنفوذ الفرنسي في غرب إفريقيا
مساء الأربعاء الماضي فوجئ المواطنون في النيجر ببيان عبر التلفزيون الوطني من العاصمة نيامي، بإعلان عسكريين عزل الرئيس المنتخب محمد أبو عزوم وإغلاق الحدود، وذلك في أعقاب احتجاز الحرس الرئاسي للرئيس.
وأوضحوا أن قوّات الدفاع والأمن تُدير الوضع، وطلبوا من جميع الدول الأجنبية عدم التدخّل ونوهوا بإغلاق الحدود البرّية والجوّية حتّى استقرار الوضع.
وقطع الحرس الرئاسي، الطرق المؤدية إلى القصر في العاصمة نيامي، واحتجز أبو عزوم بداخله، في سادس انقلاب تشهده غرب إفريقيا منذ عام 2020.
وفي الجمعة الماضية أعلن اللواء عبد الرحمن تشياني، عبر التلفزيون الوطني في النيجر، ترأسه للمجلس العسكري الانتقالي الذي أطاح بالرئيس بازوم.
إدانات دولية
وفي ردود الفعل الدولية أدان مجلس الأمن الدولي محاولة تغيير السلطة الشرعية في النيجر على نحو غير دستوري، ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن رئيس البلاد وأكد المجلس في بيانه دعم موقف المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (ايكواس) لمواجهة التغييرات غير الدستورية.
كما أدان الاتحاد الإفريقي محاولة الانقلاب في النيجر، وأمهل الانقلابيين 15 يوما للإفراج عن الرئيس وإعادة الأمر لإلى طبيعته، وأدانت فرنسا بشدة أي محاولة لتولي الحكم بالقوة في النيجر، حليفتها الرئيسية في منطقة الساحل، وأعلنت أول أمس تعليق جميع المساعدات التنموية بشكل فوري ووقف دعم ميزانية النيجر.
كما أدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أي محاولة لزعزعة الديموقراطية وتهديد الاستقرار في النيجر مؤكدا أن الاتحاد ينضم إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في تنديدها بما يحدث.
أمريكا تدين الانقلاب
وفي ردود الفعل الدولية الأخرى، قالت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة إن الوزير أنتوني بلينكن أبلغ رئيس النيجر المعزول محمد أبو عزوم خلال اتصال هاتفي أن الولايات المتحدة ستعمل على ضمان استعادة النظام الدستوري بالكامل في أعقاب الانقلاب عليه.
وفي المقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية إن محاولات اتهام روسيا بالتدخل في الوضع بالنيجر لا أساس لها، وإنه لا بد من تسوية الوضع في أسرع وقت ممكن.
مصير الرئيس المعزول
وعن مصير الرئيس المعزول قال مستشار «أبو عزوم» الخاص إنتينيكار الحسن في تصريحات صحفية إنه لا يزال محتجزا داخل القصر الرئاسي، وأكد أنه بصحة جيدة، مشيرا إلى أنه يسمح له بالتواصل مع العالم الخارجي.
يذكر أن النيجر من أفقر دول العالم، وتاريخها مليء بالانقلابات العسكرية، كان آخرها الإطاحة بالرئيس مامادو تانجا، في فبراير2010، وكانت آخر محاولة انقلاب، قبل يومين من حفل تنصيب الرئيس الحالي محمد أبو عزوم، في مارس عام 2021.
فرنسا تفقد نفوذها غرب إفريقيا
ويرى مراقبون أن المتضرر الأكبر هو سياسة الهيمنة الفرنسية غرب إفريقيا فبعد التغيير في مالي وبوركينا فاسو وغينيا وإفريقيا الوسطى لم يبق لفرنسا سوى النيجر.
وأكدوا أن ما حدث في النيجر لم يكن مفاجئا، بدليل وجود مواقف مناهضة بشدة للوجود الفرنسي في البلاد، وأنه بات على باريس أن تتهيأ لفقدان آخر معاقلها في القارة السمراء.