حرق المصحف يثير غضب المسلمين في العالم الإسلامي وإدانات عربية ودولية واسعة
الأزهر يدين الواقعة ويطالب بمقاطعة المنتجات السويدية والدنماركية
كاد حرق المصحف الشريف والاستهزاء بكتاب الله يصبح ظاهرة لدى بعض الدول الأوروبية، برعاية حكوماتها تحت ذريعة «حرية التعبير!» دون مراعاة لمشاعر أكثر من 2 مليار مسلم، مما أثار كثيرا من الاعتراضات الغاضبة في عدة دول إسلامية وصلت فيها درجة العنف إلى حرق سفارة السويد بالعراق ومحاصرة العاملين بها قبل أيام.
وخرجت تظاهرات شعبية حاشدة في بغداد، أول أمس السبت، رفضاً للإساءة إلى المصحف واحتجاجاً على محاولات الإساءة إلى العراق والمقدسات الدينية.
وجاءت غضبة المسلمين في العراق بعد أن أحرق مواطن سويدي -ملحد من أصل عراقي- نسخة من القرآن الكريم والعلم العراقي، الخميس الماضي، أمام السفارة العراقية بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وذلك للمرة الثانية، بعد أن قام نفس الملحد بحرق المصحف الشريف في صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك أمام المسجد الكبير بستوكهولم أثناء صلاة عيد الأضحى الماضي.
وأول أمس أضرم رجل في الدنمارك النار في كتاب يُعتقد أنه نسخة من القرآن في ميدان مقابل للسفارة العراقية في كوبنهاجن.
وتم بث الواقعة مباشرة على منصة فيسبوك من قبل مجموعة تطلق على نفسها اسم “الوطنيون الدنماركيون”. وظهر في التسجيل المصور الكتاب وهو يحترق في وعاء من ورق القصدير على الأرض بجوار العلم العراقي وكان هناك شخصان يقفان على مقربة ويتحدثان.
ورغم موجة الغضب الواسعة في العالم الإسلامي «احتجاجا على حرق المصحف» أدانت وزيرة الخارجية بالحكومة منتهية الولاية نجلاء المنقوش اقتحام السفارة السويدية في العراق! بينما تجاهلت إدانة حرق القرآن الكريم!
مئات المحتجين في بغداد
كما فرقت القوات الأمنية العراقية في وقت مبكر صباح أول أمس السبت، مئات المحتجين، الذين حاولوا دخول المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، حيث تقع خصوصًا مقرات سفارات غربية، في تحرّك جديد ضدّ ظاهرة حرق المصحف.
وجاءت التظاهرة إثر تداول معلومات نشرتها الصحف عن تدنيس جديد للقرآن، وعلى صفحتها في فيسبوك، نشرت المجموعة اليمينية المتطرفة الدنماركية «دانكسي باتريوتر» الجمعة الماضية، مقطع فيديو يظهر رجلًا يحرق ما يبدو أنه مصحف، قبل أن يدوس على العلم العراقي.
وكان المتظاهرون يحاولون الوصول إلى السفارة الدنماركية وفق المصدر نفسه، وهاجم مناصرون للصدر، الخميس، السفارة السويدية في بغداد وأحرقوها، في ردّ على تجمعين نظما في ستوكهولم جرى خلالهما تدنيس القرآن، الأول في يونيو الفائت والثاني الخميس الماضي.
وأثار التجمعان وتصريح الشرطة بتنظيمهما أزمة دبلوماسية بين العراق والسويد، مع طرد العراق للسفيرة السويدية.
ليبيا تدين الواقعة
وأثارت الواقعة غضب الشعوب العربية والإسلامية بموجة من الإدانات ومن جانبه أدان وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية حافظ قدور التصرفات المتكررة والغير مسؤولة من قبل السلطات السويدية بمنح بعض المتطرفين التصاريح الرسمية التي تخولهم من حرق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم.
وأعتبر قدور هذا التصرف استفزازا ممنهجا لمشاعر الملايين من المسلمين، مطالبا دول العالم الإسلامي لإدانة هذه الأعمال والوقوف بحزم ضدها ووضع حد لها.
الجامعة العربية تؤكد أنه فعل شائن
وأدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات سماح السلطات السويدية مجددا بقيام متطرف بحرق المصحف الشريف في ستوكهولم، معتبرا أن هذا الفعل الشائن يمثل استفزازا ضخما وغير مقبول لمشاعر المسلمين في كل مكان حول العالم.
كما أدانت دول: مصر ولبنان والأردن وقطر وتركيا وموريتانيا الواقعة واستنكرت سماح ستوكهولم مجددا بالإساءة إلى القرآن، ودعت السلطات السويدية لاتخاذ الإجراءات المناسبة لوضع حد لكل ما من شأنه تعميق مشاعر الكراهية والإسلاموفوبيا.
وأعربت في بياناتها عن استهجان السماح مرة أخرى بالإساءة إلى القرآن الكريم في ستوكهولم، مما يشكل انتهاكا مستمرا لمشاعر المسلمين وكرامتهم.
واستنكرت تمزيق أحد المتطرفين نسخة من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم، وبحماية من السلطات السويدية.
وأكدت أن هذا التصرف يؤجج الكراهية، ومظهر من المظاهر المحرِّضة على العنف، داعيةً إلى وقف جميع الأفعال والممارسات التي تؤجج الكراهية تجاه الإسلام والمسلمين والتمييز، داعيةً المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم ضد التيارات المتطرفة
السعودية: عمل عنصري لا يمكن قبوله
وأعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين لقيام أحد المتطرفين بحرق نسخة من القرآن الشريف وأكدت أن هذه الأعمال البغيضة والمتكررة لا يمكن قبولها بأي مبررات، وهي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية.
سوريا : جريمة تناقض مشاعر المحبة والاحترام
من جهتها.. أدانت سوريا – في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين – بأشد العبارات العمل المشين بالتطاول على القرآن الكريم صبيحة أقدس الأيام عند ملايين المسلمين من قبل أحد المتطرفين بإذن وموافقة الحكومة السويدية.
وذكر البيان أن هذه الجريمة عدا عن كونها تمس مشاعر ملايين المسلمين وتتناقض مع مشاعر المحبة والاحترام بين الأديان، فإنها توضح بشكل لا لُبس فيه المستوى الأخلاقي الذي انحدرت إليه الحكومات الغربية، والنفاق وكذب القيم التي تدعيها، والتي لم يصل إليها أعتى الجماعات تطرفاً وبعداً عن القيم الإنسانية والروحية”.
وأضاف البيان أن على حكومات الغرب التي تعاني من عقدة التفوق الحضاري التوقف عن نشر وتأجيج مشاعر الكراهية بين الشعوب، وأن تعلم بأن حرية البعض تتوقف عند حدود حرية الآخرين واحترام مشاعرهم، وبالتالي فإنها لا تستطيع بأي شكل من الأشكال تبرير جريمتها بالاعتداء على القرآن الكريم.
الجزائر: عمل استفزازي يسيء لقيم الحرية
وجاء في بيان وزارة الخارجية الجزائرية اليوم : “ترفض الجزائر هذا العمل الاستفزازي المرتكب وتشدد على أن هذه الممارسات المشينة والمتكررة من شأنها إثارة الكراهية واستفزاز المشاعر الدينية للمسلمين والإساءة البالغة لقيم الحرية التي ترتكز عليها المجتمعات بما تحمله من معاني الانسانية”.
العراق: واقعة شنيعة تؤجج ردود الأفعال
وأدان العراق، من جانبه، أول أمس السبت، واقعة الإساءة التي تعرض لها القرآن الكريم، وعلمه أمام مبنى السفارة العراقية في الدنمارك.
وقالت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، إنها تدين بعبارات شديدة ومكررة، واقعة الإساءة التي تعرض لها القرآن الكريم، وعلم جمهورية العراق أمام مبنى السفارة العراقية في الدنمارك.
وأضاف البيان إن الوزارة تؤكد التزامها التام بمتابعة تطورات هذه الوقائع الشنيعة، والتي لا يمكن وضعها في سياق حق التعبير وحرية التظاهر، وتلفت إلى أن هذه الأفعال تؤجج ردود الأفعال وتضع كل الأطراف أمام مواقف حرجة.
ودعت الخارجية العراقية المجتمع الدولي للوقوف بشكل عاجل ومسؤول تجاه هذه الفظائع التي تخرق السلم والتعايش المجتمعيين حول العالم.
الأزهر الشريف: تطرف بغيض ودعم للإرهاب
من جانبه أعرب الأزهر الشريف في بيان له عن إدانته واستنكاره الشديد لما تمارسه السلطات السويدية من استفزازاتٍ متكررةٍ في حق مقدساتنا الإسلامية تحت شعار «حرية التعبير» الزائف.
وأكد أن ما تقوم به السلطات السويديَّة من مواصلة منح موافقات لحرق كتاب الله -عز وجل- لَيعكسُ سياساتٍ فوضويةً، وتطرفًا بغيضًا، ودعمًا للإرهاب، ومعاداةً للمسلمين في ربوع الأرض.
وشدّد الأزهر، على أن السماح لهؤلاء الإرهابيين المجرمين بحرق المصحف يمثِّل جريمةً بحق الإسلام وحق الأديان والإنسانية، ووصمة عار على جبين هذه المجتمعات، التي أثبتت بممارساتها أنها أقرب الشعوب إلى العنصرية والفوضى وازدواجية المعايير وأبعدها عن الحرية الحقيقيَّة واحترام الأديان والشعوب.
كما جدد الأزهر دعوته لجميع الشعوب العربية والإسلامية إلى الاستمرار في مقاطعة كل المنتجات السويدية؛ نصرةً لله وكتابه الكريم، وأن ينضم لهذه الدعوة كلُّ أحرار العالم، واتخاذ مواقف موحَّدة وجادَّة تجاه سياسات السويد الهمجية والمعادية للإسلام والمسلمين، التي لا تحترم مقدسات الأديان، ولا تفهم إلا لغة المال والمصالح المادية.
الاتحاد الأوروبي: عمل استفزازي واضح
من جانبه عبر الاتحاد الأوروبي أول أمس السبت، عن رفضه لحرق نسخة من القرآن في السويد، ووصفه بأنه «عمل استفزازي واضح»، مدينا في الوقت نفسه اقتحام السفارة السويدية في بغداد!
ودعا إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس، وأكد رفضه لحرق القرآن أو أي كتاب سماوي، مشددا على رفض أي ممارسات عنصرية أو الممارسات التي تنم عن كراهية الأجانب على أراض أوروبية.
روسيا: أعمال همجية تسيء للمسلمين
ووصف مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، عمليات حرق القرآن في أوروبا بأنها “أعمال همجية تهدف إلى الإساءة إلى مشاعر المسلمين”.
وأضاف أوليانوف في منشور على حسابه في “تلغرام”، الخميس، إن سماح السلطات المحلية في أوروبا بممارسة تلك الأعمال “أمر غير مبرر، لا علاقة له بحرية التعبير”.
إيران: استفزاز لمشاعر المسلمين
وفي طهران، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني -الجمعة- أنه جرى استدعاء السفير السويدي للاحتجاج على الإساءة للقرآن الكريم، مضيفا أن السويد تتحمل مسؤولية تداعيات استفزاز مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم.
باكستان: فعل يحرض على العنف والكراهية
وفي السياق ذاته.. أدانت وزارة الخارجية الباكستانية – في بيان – بشدة العمل الدنيء المتمثل في تدنيس القرآن الكريم وأضافت الخارجية الباكستانية أن مثل هذا التحريض المتعمد على التمييز والكراهية والعنف لا يمكن تبريره بحجة حرية التعبير والاحتجاج.
وتابعت: بموجب القانون الدولي، على الدول منع أي دعوة إلى الكراهية الدينية، والتي تؤدي إلى التحريض على العنف، وإن تكرار مثل هذه الحوادث المعادية للإسلام خلال الأشهر القليلة الماضية في الغرب يدعو إلى التساؤل الجاد عن الإطار القانوني، الذي يسمح بمثل هذه الأعمال التي تحركها الكراهية.
السويد تنقل موظفي سفارتها إلى ستوكهولم
ونقلت وكالة الأنباء السويدية (تي. تي)، الجمعة، عن وزارة الخارجية قولها إنه جرى نقل الموظفين المنتدبين والعمليات في السفارة السويدية في بغداد مؤقتا إلى ستوكهولم لأسباب أمنية.
دعوات لمقاطعة المنتجات السويدية
وبهذا الاعتداء الدنيء على المصحف الشريف، كانت هناك دعوات لمقاطعة المنتجات السويدية، وسيطر الهدوء الحذر على الأجواء في العراق، رغم حالة الغضب العارمة في الشارع إزاء واقعة حرق المصحف في السويد، وعدم اتخاذ السلطات هناك ما من شأنه أن يوقف هذه الممارسات.
وأشارت مصادر إلى انطلاق دعوات شعبية تهدف إلى مقاطعة المنتجات السويدية، وعلى إثرها أغلقت بعض المحال التجارية والشركات التي تحوي علامات تجارية سويدية أبوابها في البلاد. وعلى المستوى الشعبي يتوقع اندلاع احتجاجات عقب صلاة الجمعة المقبلة، وكانت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية علقت ترخيص عمل شركة إريكسون السويدية للاتصالات في الأراضي العراقية. ونقلت وكالة الأنباء السويدية (تي. تي)، الجمعة، عن وزارة الخارجية قولها إنه جرى نقل الموظفين المنتدبين والعمليات في السفارة السويدية في بغداد مؤقتا إلى ستوكهولم لأسباب أمنية.