مقالات الرأي

جريمة حكومة السويد

عبد الله المقري

حمل هذا العيد حدثا مهيجا لعواطف المسلمين تمثل في تصرف شخص أهوج بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام جامع في مدينة إستكهولم عاصمة السويد، مدفوعا بمسألة تجعل منه مشهورا تحكي عنه الدنيا بأكملها، وتمثل ذلك في مرض هذه الشخصية غير السوية في قيامه بهذا العمل المشين، والحكومة السويدية ترتكب جريمة بشعة عندما توافق هذا المعتوه، وهذا يمثل مرض الشذوذ الذي يعاني منه، وحكومة السويد التي أصبحت سفاراتها تحت طائلة الحرق في عديد الدول الإسلامية.
وللأسف رئيس الوزراء لهذه الدولة لم يستنكر هذه الحادثة البشعة ولو من موقف احترام الأديان بكل مسمياتها ما يخالف القوانين الطبيعية السماوية وحتى الأديان التي تعتنقها الجماعات والشعوب، ويعني ذلك أن هذه الدولة التي تعتقد أنها تطبق مفاهيم حقوق الإنسان وحرية التعبير هي تسقط في الرذيلة من جانب آخر عندما تجيز في قوانينها السلوك الشاذ والمنحرف عن طبيعة الإنسان من حيث تشريعها زواج المثليين الذي أصبح لبعض الدول الغربية والولايات المتحدة مبدأ اجتماعيا وسياسيا، وهذه الدول تفتخر بأن لديها في هرم السلطة التشريعية والتنفيذية من وزراء ومسئولين من الشواذ يحتفلون بسوء سلوكهم وحقارة تصرفاتهم دونما اعتبار للقيم الأخلاقية التي حكمت الأعراف والعادات للأمم عبر تاريخها، ولم يثبت منذ حمورابي وما قبل 180 ألف سنة أن تحولت الأديان إلى ما تشهده الدول الغربية من فساد أخلاقي يجر إلى نزاع وصراع يسخر الدين في حلقاته وحتى المعطيات المرتبطة بجهل مفاهيم العقيدة والرسالات السماوية المبنية على فهم خاطئ للدين تدير هذا الصراع وهذا التنازع وهذا الحقد ما يمثل خطرا على الشعوب والدول ويشعل معارك وحروبا يستغلها المتطرفون من كل الديانات وبصورة دموية تسقط فيها ضحايا أبرياء بمثل ما حدث في منطقتنا العربية من العراق إلى سوريا وليبيا، حيث أصيبت هذه الأقطار بكوارث التنظيم الإخواني المتطرف وتنظيماته الإرهابية المجرمة وعلى مدى 12 سنة تقوم هذه التنظيمات بتدمير بنيئة الدولة السياسية والاجتماعية وحتى الأخلاقية، متخذة من الدين ستارا، وكأن هذه الطوائف المتنازعة تملك حق الاختصاص الرباني، ولم يثبت في جل الديانات بعد وفاة الأنبياء والرسل إلا الإيمان بكتب التنزيل وإن علاقة الفرد هي بينه وبين الله وهذا الفرد وحده مسؤول أمام الله في معتقداته وعباداته ومسؤول أمام القانون المدني في علاقاته مع غيره من بني جلدته.
وبالعودة إلى ما تعيشه بلادنا من تدمير لمقومات الدولة يعجز المواطن البسيط الذي تطحنه مستويات المعيشة الهابطة نتيجة الغلاء وفساد الدولة وجنوحها للاستغلال حيث شهد هذا العيد كما أعوامه السابقة عجز الأغلبية من المواطنين عن توفير أضاحي العيد، ما جعل بعض الفتاوى الأزهرية تذهب في الأخذ بذبح الطيور في هذه المناسبة لمن عجز عن توفير المواشي والأغنام، وعودة إلى هذه المناسبة وموقف الإسلام السياسي لم نشهد له موقفا ولو بالاستنكار لما حدث من حرق مصحف القرآن الكريم في الدول التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان المسلمين.

زر الذهاب إلى الأعلى