مقالات الرأي

شرعنةالعنصرية والكراهية

ناصر سعيد

في خطوة أظهرت الحقد والعنصرية والكراهية التي تحملها المجتمعات الغربية الصليبية على الإسلام والمسلمين وبموافقة السلطات السويدية وتحت حمايتها، أقدم مواطن سويدي عنصريّ متطرّف على حرق المصحف أمام المسجد الرئيسي في ستوكهولم عاصمة السويد، تنفيذا لوعد قطعه، الذي باركته السلطات السويدية، ويشكل هذا السلوك استفزازا لمشاعر مليار مسلم.
وفي تبرير لهذا الفعل العنصري صرح رئيس الوزراء السويدي، بأنّ حرق المصحف “أمر قانوني لكنه غير مناسب”، مما أثار غضب ملايين المسلمين عبر العالَم وكذلك المناهضين للسياسات العنصرية والاستفزازية التي تنتهجها السلطات السويدية ضدّ المسلمين ومقدّساتهم بشكل ممنهج.
وقد ووجه هذا الفعل بموجة من الإدانة والاستنكار الشديدين بسبب حرق نسخة من المصحف الشريف، وصف على أنه من الأعمال البغيضة والمتكررة ولا يمكن قبولها بأي مبررات، وهي تحرض بشكل سافر على الكراهية والإقصاء والعنصرية، التي تتناقض بشكلٍ مباشر مع الجهود الدولية الساعية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف، وتسهم هذه الأفعال في تقويض السلام والتعايش بين الأمم والشعوب، وتخلخل الثقة والاحترام المتبادل بين الشعوب، وينطوي هذا السلوك على عقلية متعالية وسلوك متوحش لا ينبغي السكوت عنه، لأن السماح لهذه الأعمال المعادية للإسلام بحجة حرية التعبير أمر لا يمكن قبوله.
إن هذا العمل الدنيء ليس سوى حلقة من مسلسل الحملات المستمرة ضد الإسلام والتي تأخذ أشكالا مختلفة، من نشر صور مسيئة لخاتم الأنبياء، إلى تصنيع الجماعات التكفيرية ودعمها وتدريبها وتسليحها ونشرها في بلاد المسلمين لنشر الفتن وتدمير الأوطان، وتقدم صورة مشوشة للإسلام والمسلمين.
إن المسلمين يرفضون الإساءات التي تمس بعقيدتهم ودينهم ونبيّهم والتي تجد الرعاية والدعم من الدول الصليبية مثل أمريكا وبريطانيا وهي من دعمت كتاب “آيات شيطانية”، وحرضت الدنمارك وفرنسا وإيطاليا على نشر رسوم مسيئة لسيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه، وحملات تدنيس القرآن الكريم العلنية في هولندا والدنمارك.
ومن المهم التذكير بأننا نعي جيدا أن لا علاقة بين الصليبيين العنصريين والمسيحية والمسيحيين الذين يعيشون في أمن وسلام في أغلب البلدان العربية والإسلامية مواطنين متساوين رغم محاولات الاستعمار لقرون لنشر الفتنة بينهم وبين المسلمين، ولعل موقف الكنيسة الأرثوذوكسية تجاه الأعمال الوقحة للحكومات الغربية، وما قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دفاع عن القرآن دليل كاف على وعي الشعوب بأهداف الغرب العنصرية.
أيها المحبون لله ورسوله، المؤمنون بالقرآن المجيد، عليكم أن تقاوموا هذا الصلف وأنتم قادرون على ذلك، ولا تنتظروا شيئا من حكومات ذليلة نصبها العدو، عليكم الشروع في حملة تمتد من المغرب إلى إندونيسيا لمقاطعة المنتجات الغربية وخاصة السويدية، فأي درهم ينفق على ذلك إنما يذهب بشكل أو بآخر دعما لمن يدنسون القرآن ويهينون الرسول ويعبثون بأرواح المسلمين.

Back to top button