مقالات الرأي
انتهاء عقد العمل بسبب عجز العامل
أسماء بركه الفسي
- مرض العامل:
إذا كان الواقع قد أثبت أن العجز أمر دائم عندما يصيب الإنسان فإن المرض يعتبر عارضا طارئا، وهذه الصفة العارضة تجعله مؤقتا، وبالتالي تكون أيامه إجازة مرضية لا تؤدي إلى إنهاء عقد العمل، ولكن لا يعقل إطلاق هذا الأثر عندما تطول مدة المرض، ولذلك استقر القضاء الليبي والمقارن على أن المرض الطويل يستتبع إنهاء العقد.
المرض الطويل للعامل
المرض عارض مؤقت يعترض الحياة الصحية للإنسان، بعكس العجز الذي يعد مسألة مستديمة، ولكن المدة التي يستمر خلالها المرض قد تكون قصيرة وقد تطول، والأصل أن عقد العمل يكون موقوفا في حالة مرض العامل مرضا قصيرا إلى أن تعود للعامل صحته فيعود الحال إلى أصله ويرجع العقد نافذا كما كان، ولكن إذا طال المرض لدرجة تؤدي إلى الإضرار بصاحب العمل وتجعله مضطرا إلى اللجوء لعامل آخر فإن المرض في هذه الحالة يكون من الأسباب المؤدية إلى إنهاء علاقة العمل.
أثر المرض في العقود الخاضعة لقانون العمل
حسم المشرع النقاشات الفقهية والقضائية عندما حدد المرض الطويل الذي ينتهي به العقد تحديدا حسابيا واضحا قيد به القضاء وأراحه من مسؤولية التقدير وحتى الاجتهاد، فقانون علاقات العمل الجديد في نص المادة 80 لم يفرق بين الموت أو المرض، ونص على أنه “ينتهي عقد العمل بوفاة العامل، أو بمرضه مرضا استوجب انقطاعه عن العمل مدة تزيد على مائة وعشرين يوما متصلة أو مددا متفرقة تزيد في مجموعها على مائة وثمانين يوما خلال السنة الواحدة”.
ومن الأمثلة الأخرى المتعلقة باستحالة تنفيذ العقد من جانب العامل والمؤدية إلى إنهاء عقد العمل صدور قانون يمنع فئة معينة من الأفراد من الاشتغال في صناعة معينة لها علاقة بالدفاع الوطني أو صدور قرار إداري بإبعاد العامل الأجنبي إلى خارج البلاد.
أيضا من الأمثلة على حالات إنهاء العقد لاستحالة التنفيذ من جانب العامل الحبس والاحتياط.. كيف ذلك تابعونا في مقال تالٍ.