مقالات الرأي

بين الأضحى والأضحى.. نفوس تشنق وكتب تدنس

عفاف الفرجاني

صادف اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك الذكرى السابعة عشرة لإعدام الرئيس العراقي صدام حسين، عنوان الشجاعة والشموخ، لقد أضاف هذا الرجل لهذه المناسبة الدينية العظيمة روحًا أخرى للتحدي، روحًا للمقاومة، لم تستفز مشاعر المسلمين في هذا العصر الحديث مثل ما استفزهم الغرب الكافر تحديدا الغزاة الأمريكان، فما فعلوه فجر عيد الأضحى المبارك بقائد مسلم، هو فعل جبان لاأخلاقي، ففي هذه الذكرى وفي لحظة تجلٍّ مع نفسي يشدني صوت داخلي لأخاطب روح الشهيد صدام حسين وأخبره كم كنت مخطئا عندما توهمت أنك مؤمن إيماناً لا لبس فيه بقدرة العرب على تشكيل أكبر قوة لو داهم العراق الخطر الأمريكي، ذاك الحديث الذي كان بوحًا جمعك بطبيبك الخاص علاء البشير الذي ظللت تكرره على مسمعه طيلة عقدين من الزمن حتى الاجتياح الأمريكي لبلادك في 2003م.
كنت واثقا من عروبتهم ونخوتهم!! خانك حدسك أيها البطل، لقد تواطأ أكثرهم ضدك، لقد أهانوا الدين بشنقك وانتهكوا عرض كل بيت مسلم بقتلك، لم يكن صدفة هذا التوقيت، بل كانت طعنة في قلب كل مسلم غيور، ونجحوا في قتلنا ونحن أحياء، نعم كنت مهيأً للموت، حتى صوتك كان يخرج على مسامعنا في الأيام الأخيرة وكله ثقة وقوة، حتى لحظة إعدامك لم تهتز، ليصبح الموت نيشان فخر نهتدي به.
كنت تعول على روح العروبة ووحدة الدم والدين!! خذلوك وخذلوا العراق، عقد ونصف من الزمن، وبغداد تنزف وكركوك تئن والبصرة والموصل تعانيان، أهمس لك سرا أيها البطل المغدور، لست وحدك من تخلى عنه العرب، فبين أضحى إعدامك وإطلالة أضحى آخر هناك زعيم يشبهك تحديًا، سخر له العالم طائراته وقنابله ومدافعه حتى لا يكون لكما مثيل، وفعلها العرب ثانية هللوا للعيد وكبروا للنحر.
لم يتغير شيء، وحدهم الأوفياء يزيدهم الأضحى تحديًا، أما الجبناء فيزيدهم خوفا، أيها الروح الطاهرة لا أريد أن أقلق راحتك، فأنت في ملكوت الخالق الجبار، ولكن انبطاح من راهنت عليهم بالأمس جعلت القرآن اليوم يحرق بقرار حكومي، ويدنس تحت أحذية المتطرفين والحاقدين والمخبولين، الكل يتفرج، هم إخوتك العرب على كراسي اللاشرف، لا يملكون سوى استنكار لا يتعدى قرائحهم لمكبر الصوت ما يشبه فترة بث إعلان حفاظات الأطفال.
أيتها الروح ارقدي بسلام، وإن خذلنا حكامنا فلن يخذلنا الله.

زر الذهاب إلى الأعلى