المواطن الليبي يتساءل
فرج الذابلة
نحن الآن أمام مشهد ليبي رهيب وفوضى عارمة من السياسة والاقتصاد ناتج عن مؤامرة كبيرة على مقدرات هذا الشعب وتدمير مؤسساته، ففي بلادي العديد من الأزمات التي تواجه المواطن الليبي الذي أصبح يطالعه الجوع والفقر، رغم أن ليبيا وهبها الله سبحانه وتعالى الثروات الطائلة التي لا حصر لها.. ففي بلادي أصبح الطفل ينام جوعا ويتسول المواطن بحثا عن لقمة العيش.. لذلك من أوصلنا إلى هذه الحالة التي نحن فيها الآن؟ أليست هذه إفرازات 17 فبراير وأهدافها الخبيثة؟ أين من كانوا يقولون إننا سوف نجعل شعبنا سعيدا وتحويل المدن إلى جنة الله في الأرض؟ هم الآن عاجزون حتى عن توفير لقمة العيش للمواطن وأسرته، حيث منحوا أموالنا للغير لدعم اقتصاد الدول الاستعمارية، وأصبح الشعب يتضور جوعا ويواجه الأزمات.
لهذا أيها السادة الكرام لقد زاد كل شيء عن حده، واستغنى الاستعمار وافتقر الشعب الليبي بفعل سياسة الخونة والعملاء، الأسعار وصلت إلى حد لا يصدقه العقل ولا يقبله المنطق، وأصبح المواطن الليبي في حيرة يبحث عن الرخيص المتردي فقط ليسد حاجته، وحتى لا يفكر في سياسة البلاد وأين سائرون هؤلاء الخونة، لذلك نرى المواطن يلف الشوارع من أجل جمع كسر الخبز ليبيعها.. في نفس الوقت نرى أبناء السراق وعائلاتهم في شتى بلاد العالم حالهم ميسورا وفي أبهى زينة وسياراتهم فارهة وملابسهم مميزة، كل ذلك على حساب الليبيين التعساء.
يتعجب الإنسان مما يحصل في بلاد غنية بثرواتها ومواردها التي يتمتع بها الغير ويحرم منها صاحب الحق الشرعي هل هذه الموارد لهم فقط؟ أين شعبنا أمام الذي يحصل الآن ليقتلع جذور الخيانة والعمالة التي حطمت كل آماله ودمرت البلاد وسمحت بانتهاك الوطن وتدنيس الأرض؟ ألا يخشى هؤلاء من غضب الشعب؟
أيها التاريخ الراسخ طل على ليبيا وشعبها وقد وصل بها هذا الحال، فقد تلاشت أحلامهم وتبخرت، واليوم يحكم المتطفلون والأقزام والمسخوطون الذين سقطت عنهم ورقة التوت وأصبحوا مفضوحين.