ليبيا مركز الصراع الدولي
عبد الله المقري
تستمر ليبيا في مركز الصراع الدولي وتدار عمليا من قبل سياسات الدول التي مكنتها المؤامرة الدولية من بسط نفوذها السياسي بالعمل العسكري العدواني، تقودها أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومجموعة دول تافهة كانت مستعدة من باب الانتهازية أن تجد لها دورا ثانويا يحقق حقدها في الغنيمة من نهب ثروة الليبيين بأن يكون لها موطئ قدم في موارد الدولة من العملة الصعبة الناتجة عن العائدات النفطية، ويساعدها في ذلك أن تتحول تركيا إلى عامل تهديد للسيادة الوطنية بوجودها العسكري لتمددها بمساحة من الجغرافيا المتسعة حتى مشارف سرت شرقا، مستفيدة من الاتفاقيات التي أبرمتها مع العصابة السياسية العميلة في العاصمة طرابلس، والتي مكنتها من هذا التواجد، وأصبحت قوة عسكرية تحتل 3 موانئ اقتصادية بحرية تمثل رئة التجارة مع الخارج وقواعد عسكرية لتواجده اللوجستي العسكري للبوارج البحرية التركية لتهريب الوقود وتخريب المصانع لانتعاش تجارة الخردة وتهريب مكملات الطائرات التي تم عطبها بفعل مافيا انتعشت ماليا ساهم فيها فساد متصدري المشهد السياسي، بحيث أصبحت ليبيا مغرية للتافهين من باب الارتزاق غير المشروع والفساد الذي طال كل أوجه الحياة العامة والخاصة، وبذلك تحولت ليبيا إلى وجه متعدد للصراع الدولي، ينطلق من سيناريو سياسي لم يتوقف في نقل صراع الدول الكبرى إلى تحقيق مكاسب سياسية، وإن لم يتحقق لبعضها فإنها تعيق أي حل سياسي تتبناه أطراف دولية إقليمية كالاتحاد الأفريقي وبعض دول الجوار لأجل تحقيق الاستقرار وتجاوز مرحلة الفوضى والعصبية السياسية والخوف المستمر من زيادة تغول التنظيمات الإسلامية الإرهابية التي تهدد هذه الدول في أمنها واستقرارها، وهكذا تصبح دول العدوان على ليبيا معيقة للمنظمة الدولية في محاولاتها لتوفير غطاء توافقي مناسب لليبيا للوصول إلى حل سياسي ينهي الاقتسام والفوضى السياسية وفق خريطة طريق أممية تصل بالعملية السياسية إلى إجراء انتخابات نيابية ورئاسية تكون بداية لنوع مناسب من الاستقرار السياسي، إلا أن المجموعة الدولية وضعف دول الجوار تقع ضمن سياسة الصراع وعدم الاهتمام ما يحدث في ليبيا من سيطرة الأجسام السياسية المتصارعة لما يحقق وجودها في التشبث بمراكزها في السلطة السياسية وما يحقق لها الوفرة المالية دون حدود للنهب المستمر للخزينة العامة.
ولم يعد في الأمر من حيلة إلا نزول الجماهير الشعبية للشوارع والميادين لإسقاط هذا الهشيم الفاسد الذي يحكم البلد ويديرها لصالحه وبدعم خارجي استعماري يتحول إلى استيطان اقتصادي يسيطر على جل الأعمال وموارد البلد من مصادر الطاقة وبوجود سلطة عفنة وعميلة في العاصمة طرابلس تغري حتى سفراء الدول الأجنبية بالمشاريع الكبرى لأجل الاستمرار في السلطة ما يجعل من ليبيا مركزا للصراع الدولي.