ليبيا الورم السرطاني الخارجي
عبد الله المقري
ليبيا الدولة المنهوبة و الدولة الفاشلة التي لم تتحكم في ثرواتها وإمكانياتها الاقتصـــــادية هي الدولة المتقزمة والمنشطرة على ذاتها بفعل من يدير مصيرها، وبفعل من يدفع بها للإفلاس، وبفعل من يحولها إلى دولة تابعة لتركيا تعيد التموضع في شمال أفريقيا، وعلى سبيل ما أعلنت عنه الصحافة التركية المعارضة للسلطان أردوغان الذي يريد بناء العهد التركي الثالث انطلاقا من العاصمة طرابلس تم الكشف عن مبلغ مليار دولار مزورة يتم نقلها إلى أفريقيا وستكون مكاتب صرف العملة في ليبيا ضحية لخسارة كبيرة تؤدي بها إلى الإفلاس، سيما أن عناصر الاحتلال وقادته ينشطون في عمليات التهريب ويستفيدون من الحصانة التي يتمتع بها هؤلاء الغزاة المجرمون من خلال البواخر التجارية والبوارج الحربية التي ترسو في ميناء الخمس ومصراته وطرابلس وفقط تستلم البوارج الحربية التركية في ميناء الخمس وأمام أعين الجمارك والأجهزة الليبية المتواجدة تستلم كل يوم خميس من الأسبوع 12 قاطرة وقود يتم تفريغها في خزانات البوارج، ومن ثم تشد البحر المتوسط لبيعها في المياه الدولية، وبذلك تصبح القوات التركية البحرية والجوية وسائل تهريب، بالإضافة إلى دورها الاحتلالي الذي يهين الشعب الليبي في كرامته وعزته، وبذلك يفقد هذا الشعب السيطرة على ثروته التي تذهب للفاسدين وبشكل علني يطحنه الفقر والعازة وتتشمت فيه هذه العصابة السياسية الفاسدة المتربصة بمواقع السلطة وهي تدفع بمصير الشعب إلى مستقبل مجهول ينخره الهوان والضعف والخوف ويستمر في الانبطاح دون أن تخرج المكونات السياسية وخاصة الحزبية بالتصدي الفعلي لهذه العصابة السياسية ومنعها من الاستحواذ على إرادة الليبيين في تحرير بلادهم من التبعية لتركيا التي تنهب خيرات بلادهم من النفط إلى بقايا المصانع والمعامل التي تم تخريدها وشحنها إلى تركيا بأقل الأسعار، ومع الأسف في ظل هرولة عناصر السلطة بما فيهم رئيسهم إلى الباب العالي في سبيل زيادة بيع ليبيا بثمن بخس من أجل الحيلولة دون مزيد من انهيار الليرة التركية وانهيار الاقتصاد التركي الذي لم يتمكن أردوغان من الحيلولة لسقوط الاقتصاد التركي في الانحدار وفشل قوته الصناعية والتسويقية بفعل وجود أسواق رخيصة تزاحم الإنتاج التركي بمثل ما أصبحت الصين وتحول مصر إلى تحديث مصانعها وإنتاجها، المتوقع بفعل الاستثمارات الخليجية الضخمة أن تصبح مصر قوة اقتصادية تصديرية هائلة لأسواق قريبة ومتيسرة من حيث خطوط الشحن البحري والبري بالإضافة إلى تحديث بنية النقل بالقطارات الحديثة الموازية للنقل عبر قناة السويس، وهنا للأسف يصبح المثل موغلا في الضبابية لما هي عليه ليبيا في ظل وجود هذه السلطة الفاسدة والعصابة المجرمة التي تستمر في السيطرة على السلطة لتحقيق مكاسب ذاتية ومصلحية تعود على العائلات بالأموال الطائلة والشعب يقتات الفتات في دولة كانت تسيطر على الإمكانيات الاقتصادية وثروة هذه المساحة من المصادر الهائلة من الطاقة والتي كان يمكن أن تحول ليبيا إلى أغنى دولة وشعبها يدير هذه الموارد بدل أن تصبح هجينا للمصالح التركية والمافيا الخارجية ودواعش المال العام والهامعين والفاسدين والعملاء، ومع ذلك تعيش ليبيا في مراحل الفوضى وإسهال سياسي متورم لمن هم في المشهد، ولم يتمكن العلاج الأممي السرطاني من إزالة هذا الورم الذي استفحل في الجسد السياسي الليبي.