قادمون جدد!!
سالم أبو خزام :
علينا أن نواجه بالكلمة، فالكلمة أمضى من الرصاص، لأنها تقاوم وتنتصر بعون الله، فنحن مؤمنون بها، علينا أن نجمع إمكانياتنا، ليست المادية فحسب، بل جميعها، من أجل قراءة حقيقية وواقعية لما يجري بفزان وصولا إلى مراحله المتقدمة، يجب على أبناء شعبنا ألا ينخدعوا مرة أخرى، فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين!
.. للإعلام دور بارز ورئيس في قيادة المسح الفكري للجموع، وهذا ما حدث أثناء غزو بلادنا وتدميرها عن بكرة أبيها، تحت شعارات الحرية، والديمقراطية، وحماية المدنيين!!
.. لست في حاجة اليوم لإعادة الشرح والإفهام، فقد أدرك شعبنا قوة الحبك والتآمر عليه وتفكيكه!
اليوم تستخدم شعارات جديدة لافتكاك أرضنا وتسليمها لمغتصبين جدد وبحملات زمنية منظمة وعلى مراحل طويلة ومتباعدة، وبكلمات خادعة تنطلي على أكثرنا إلا أنها تضربنا في الصميم حتى العمق، وسوف تدمر ليبيا وجنوبها بالكامل وتستحوذ على ثرواته وتفتكه بموجات بشرية قادمة ويخطط لها بعناية ودراسات وخطط وبإمضاءات وتوقيعات أبنائنا في غفلة منهم أو هفوة وربما خدعة، وسيدفع كلنا أثمانها بعد أن قبض الغير أثمانا أخرى!
منظمة أراباتشي الإيطالية التي تعمل تحت شعار السلام والتعايش السلمي، تخطط وتعقد اللقاءات بباري الإيطالية لتسكين خنجرها المسموم في فزان، ببناء مشاريع زراعية وإقامات وبيوت لمستوطنين جدد من المهاجرين الأفارقة مع عرب مزعومين.. بشعار التعايش السلمي!!
المشروعات الزراعية وبسكانها الجدد تستهدف منطقة مرزق، أوباري، غات كمرحلة أولى، ويمتد العمل ليشمل مدينة سبها.
هذا العمل يهدف إلى تحقق مقدمته للترحيب به والسكوت عليه، ثم تتوالى بقية الأعمال لتتوسع تلك المستوطنات المرفهة وتشتمل على مرافق أخرى تتممها وتكملها حتى تصبح واقعا معاشا وبدعم من الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي ثم الولايات المتحدة الأمريكية، وبأطر غير حكومية في البداية كالعادة.
المهاجرون الأفارقة أو السكان القادمون سيأتون على موجات حيث تجهز المستوطنات لاستقبالهم بمساعدات (إنسانية من آراباتشي) وبالطبع سيهاجر بعضهم نحو أوروبا بينما أكثرهم سيبقون بليبيا وسيتكاثرون، بل ويولدون فوق الأرض الليبية وبحكم القانون يصبحون ليبيين أقحاحا!
يتمتعون بأوراق قانونية وكتيبات عائلية وأرقام وطنية جهارا نهارا!!
ويصبحون سكانا وطنيين وبمرتباتهم وبحقوقهم كاملة ويؤدون واجباتهم وعليهم حقوق، وبمعنى آخر سيصبحون ليبيين بدون زيادة أو نقصان، لكن المكان لهم والأرض ستؤول إليهم كما أن النفط والغاز والذهب والماء، والأرض الزراعية والتربة والهواء وكل الثروات ما اكتشف منها وما لم يكتشف سيصبح ملكا لهم، فتلك أرض يشاركوننا فيها وكل خيراتها معا بحكم المواطنة التي جاءت من التوطين.
بل إن المنشآت النفطية ستكون تحت رحمتهم وأرضنا الغنية تحت أقدامهم!!
.. ذلك حجم المشكلة، وهي بسيطة في بداياتها وحجم تركيبها، لكنها عويصة وخطيرة في نهاياتها.
.. أقول لكم موضحا إنه توجد العديد من الدراسات والأبحاث المتفرقة وهي تؤكد أن بإمكان فزان استيعاب عشرين مليون قادم من كل أفريقيا!!
.. عشرون مليونا على مر سنين الاستيطان!
فمساحة فزان الغنية بالثروات هي أكبر من مساحة فرنسا بأسرها كاملة!!
علينا أن نتخيل عدد السكان الكلي والشامل لمنطقة فزان إذا نجحت (آراباتشي) في خطتها المسمومة!!
حتما سيبدأ عدد العرب أصحاب هذه الأرض هم الأقلية مع وجود العدد الهائل من الأفارقة المستوطنين ببلادنا.
.. إذا كانت منظمة آراباتشي جادة في دعمها وبمساندة الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية فعليهم جميعا، تمكين أولئك الأفارقة من البقاء في أوطانهم وإقامة وتنفيذ مصدات تنموية عازلة أهمها المشاريع الزراعية والرعوية في أفريقيا وبكل تلك الدول المحتاجة للمساعدات!!
إن ليبيا كدولة نفطية وغنية جدا بثرواتها المتعددة وكدولة عربية مسلمة لا تتردد في إقامة علاقات ووشائج طيبة مع إخوتنا في الإسلام ببناء مشاريع ووحدات سكنية بذات بلدانهم ومصدات تنموية لهم لتسهيل مهمات الزراعة والرعي لهم وبأقطارهم، ذلك هو واجب ليبيا تجاه الجيران الأشقاء.
ذلك أسهل من شن الحروب، وهذا ما يقيم ويعزز علاقتنا الطيبة، يقويها ويزيد في ترابطها ويؤكد التعاون المشترك لأفريقيا ويزيد من احترامنا المتبادل.
كما أن ليبيا دولة غنية وفارهة جدا بمخزونها من النفط والغاز والثروات الأخرى قادرة على تقديم كل دعم وعون لجيراننا من الأفارقة بكل الود والاحترام، وأن ليبيا ليست في حاجة إلى مساعدات أبدا من منظمة آراباتشي المخادعة!!
عليه.. فإن واجب الليبيين جميعا التصدي لهذا العمل وإحباطه برفضه وبقوة القانون أو بالمقاومة الباسلة المتنوعة ومهما كانت فالحق يقيمه السيف!!
.. على كل أبناء وطني وبلادي تسوية خلافاتهم مهما كانت والارتقاء لأجل بلادنا وتجاوز حالة الفسيفساء وأن نقف صفا واحدا في مواجهة (آراباتشي) وكل هذا المد وعلينا يقع عبء دحر المغتصب وإن جاءنا من أفريقيا السمراء، وأننا أكثر انتباها لما يحاك ضد أمتنا بقصد إضعافنا وإدخالنا في معارك ليست واجبة.
آراباتشي منظمة إيطالية وربما بجذور يهودية تتعمد أن يكون ملمسها ناعما وهي ستعضنا بسم زعاف.
منظمات السلام والتعايش، ليست إلا مقدمات للرايات والتوطين، وتلك الشعارات ليست إلا خدعة جديدة كالديمقراطية وحقوق الإنسان، وحماية المدنيين.
ليبيا ليست مقصدا من الهجرة، بل محطة عابرة، وما عليكم سوى قفل مناطق النبع بمشاريع في بلدانهم التي يهددها الفقر والجوع، فخيراتهم سحبت تحت أنظارهم، وليست آراباتشي سوى مقدمة لقادمين جدد!!