كلمة ونصف
عبدالسلام عاشور :
الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الغطاء الماكر الذي يعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، والتي تتستر بعمليات التنمية المختلفة، تقول إن الحكومة الأمريكية استثمرت أكثر من 900 مليون دولار في التنمية والأمن والمساعدات الإنسانية في ليبيا منذ 2011!!، وهي تركز حسب قولها على دعم الليبيين في اختيار قادتهم، ومساعدة وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني وتمكين المرأة الليبية، والدخول في شراكة مع مختلف المؤسسات الليبية، ناهيك عن اتفاقية مشبوهة مع المصرف المركزي لدورات تدريبية وتقديم المشورة الفنية، والعلاقة مع مفوضية الانتخابات!!
عودة غير مرحب بها “النقطة الرابعة” بعد أكثر من 45 عاما على رحيلها وفي ظروف مشابهة، تذكرنا بحقبة الفقر والعوز في بداية الخمسينيات وفي عهد دولة الاستقلال الهشة ومقايضة الوطن والسيادة بالدقيق والذرة الأمريكية!
واليوم تعود باسمها الجديد “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” وتحت عناوين براقة وخادعة لممارسة نشاطاتها الاستخبارية تحت واجهات تنموية وخيرية وإنسانية، وسبق للعديد من القوى والمنظمات والدول والأحزاب الثورية المناوئة للسياسة الأمريكية في مختلف أنحاء العالم أن اتهمتها بالضلوع في عمليات تخريب سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وعسكري لمصلحة الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وتم تجميد نشاطها وطردها من عديد الدول التي تملك قرارها السيادي.