تكرار الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين يؤكد موت الضمير العالمي
استشهاد 35 فلسطينيا قبل توقيع اتفاق الهدنة بينهم قادة من الجهاد الإسلامي
متابعات – الموقف الليبي
لا جديد.. ولا صوت منصف يوقف آلة الإجرام الصهيوني التي تستبيح القتل والتدمير واغتصاب الأرض العربية وعلى الأخص الفلسطينية منها كل يوم برعاية أمريكية، تشل يد مجلس الأمن بفيتو بغيض إذا ما حاول ولومرة إدانة ما يجري من انتهاكات صهيونية، تحت سمع وبصر عالم يكيل بألف مكيال وفقا لمصالحه، في مشهد يؤكد موت الضمير الإنساني وفرض حق القوة على قوة الحق، دون عزاء لعقل أو منطق أو إنسانية.
والأمر لا يحتاج تأملًا للتأكيد على أن العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة كان الأكثر قسوة ودموية، نظراً إلى معطياته الميدانية الخاصة بأعداد الشهداء والجرحى والقوة النارية المستخدمة.
وهو العاشر من نوعه منذ انطلاق مسيرات العودة في مارس 2018، وكان هدف العدوان اغتيال قادة الجهاد الإسلامي بدم بارد، حيث تم اغتيال عدد من القادة الميدانيين، لكن العدو الصهيوني لم يمارس وحشيته باطمئنان كعادته بعد أن وجد ردا قاسيا من حركة الجهاد الإسلامي بضربات صاروخية أصابت أغلب المستوطنات الصهيونية إذ أطلقت المقاومة المقاومة 1099 صاروخا خلال 42 ساعة، وفشلت القبة الحديدة في صد وابل من الصواريخ.
ويمكن اعتبار هذا العدوان قفزة نوعية في الاعتداءات الصهيونية المتكررة على القطاع ويبدو من الصعب النظر إليه بمعزل عن جملة من التطورات السياسية الفلسطينية والصهيونية والإقليمية.
تُجمع الأوساط الفلسطينية والصهيوينة، رغم الاختلاف الواسع في نظرتها إلى الأمور، على أن ما يحدث في قطاع غزة منذ انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار، إنما هو إدارة للموقف الميداني والأمني، في ظل انعدام الأفق الواضح أمام إيجاد حلول للأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
وفي ظل هذه القناعة المتزايدة جاء العدوان الأخير الذي تمثلت أسبابه المباشرة الفورية في سياسة العدو باغتيال القادة الفلسطينيين بإطلاق النار المباشر بهدف القتل على المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة.
وهو الأمر الذي تسبّب في سقوط شهداء وجرحى يوم الجمعة 3 مايو الجاري، رغم أنهم لم يشكلوا خطراً كما أنه لم يغلب على مسيرات يوم الجمعة وسائل المقاومة الخشنة، بل إنها على العكس، كانت مسيرات سلمية هادئة كسابقاتها.
هذا التهور الصهيوني في إطلاق النار واستهداف متظاهرين سلميين، شكّل عاملاً ضاغطاً على قوى المقاومة التي لم تستطع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الاستهتار الصهيوني.
وصباح يوم السبت الماضي دوت صافرات الإنذار في البلدات الصهيونية في غلاف قطاع غزة وجنوبي إسرائيل أكثر من 60 مرة وعلى إثر استمرار إطلاق حركة الجهاد القذائف الصاروخية من قطاع غزة، أعلنت الجبهة الداخلية في جيش الكيان المحتل تمديد برنامج إجلاء السكان من بلدات غلاف قطاع غزة لعدة أيام.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 12 ألف إسرائيلي أجلوا طوعا من منازلهم في غلاف قطاع غزة، منذ يوم الأربعاء الماضي في إطار برنامج مدعوم من الحكومة الصهيونية.
ويقضي البرنامج باستضافة السكان لدى عائلات في مناطق بعيدة أو في فنادق في أنحاء إسرائيل لحين انتهاء العمليات العسكرية في ظل القيود التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على الحركة في تلك التجمعات، بما في ذلك إغلاق طرق وإلزام السكان بالبقاء على مقربة من المناطق المحصنة.
وإضافة الى ذلك، فإن ثمة صهاينة ينقلون من منازلهم للإقامة عند أقارب لهم في مناطق أخرى.
6 آلاف صاروخ
إلى ذلك، قال رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني تساحي هانغبي، السبت، إن لدى الجهاد الإسلامي ترسانة من 6000 صاروخ في قطاع غزة وقال هانغبي إن إسرائيل تركز حاليا على إيذاء المسلحين في غزة، وكان الجيش الصهيوني أعلن في وقت سابق أن الجهاد الإسلامي أطلق أكثر من 1000 صاروخ من قطاع غزة منذ بدء العدوان الأخير على غزة.
تاريخ نضال الجهاد الإسلامي
ولحركة الجهاد الإسلامي تاريخ طويل من النضال نذكر بعضا منها كالآتي:
قامت القوى الإسلامية المجاهدة «قسم» الجناح العسكري السابق للحركة بعدة عمليات كبيرة من أشهرها عملية بيت ليد، وديزنقوف، وكفار داروم ونتساريم، وشرق جباليا، وموراج. وقادت الحالة العسكرية في حركة الجهاد الإسلامي بعد ذلك سرايا القدس (جناحها العسكري) حيث قامت بعدة عمليات استشهادية أثناء انتفاضة الأقصى.
وفي يوليوعام 1989 نفذت هجوما على حافلة تابعة لشركة إيغد 405 على طول الطريق السريع بين القدس وتل أبيب، قتل ما لا يقل عن 14 شخصًا وجرح عشرات آخرون. على الرغم من أنه كان مقصودًا أن يكون هجومًا استشهاديا ، إلا أن منفذ العملية نجا.
فبراير 1992 في ليلة المعسكرات، قتل ثلاثة جنود إسرائيليين نائمين في قاعدتهم بالسكاكين والفؤوس والمذراة.
وفي مارس 2014 أطلق الجهاد الإسلامي وجماعات إسلامية أخرى أكثر من 100 صاروخ على جنوب إسرائيل.
وفي 24 فبراير 2020 أطلقت حركة الجهاد الإسلامي ستة صواريخ إضافية على الأقل على إسرائيل من قطاع غزة بعد الضربات الليلية التي شنها الجيش الصهيوني على القطاع.كما قامت حركة الجهاد الإسلامي بنشر صاروخها الخاص، والذي يطلق عليه صاروخ القدس.
صمت فتح وحماس
ورغم الدور البطولي لحركة الجهاد الإسلامي في العملية الأخيرة إلا أنه لم يذكر دور لحركة حماس في العملية وظلت مكتفية بالصمت رغم باعها الطويل في عمليات عسكرية في مصر وليبيا وسوريا واكتفت بالإشادة ببطولات حركة الجهاد الإسلامي!
ولم يختلف موقف حماس من موقف حركة فتح التي تم تدجينها سياسيا واكتفى الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن”، بالتباحث يوم العدوان الصهيوني الأخير، مع المبعوث الروسي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط فلاديمير سافرنكوف، آخر مستجدات الأوضاع، والتصعيد الصهيوني الخطير والمتواصل في الأراضي الفلسطينية كافة، واكتفى بتصريحات سياسية مستهلكة لا تسمن ولا تغني من جوع.
وقف إطلاق النار
كعادتها كان لمصر دور سياسي بطولي في التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ ورغم دخول الافتفاق حيز التنفيذ ليل أول أمس السبت بعد اعتداءات استمرت خمسة أيام بين الجيش الصهيوني وفصائل فلسطينية مسلحة وأسفرت عن سقوط 35 شهيدا، إلا أن الأجواء بين الجانبين مشحونة بالترقب والقلق.
حيث أطلقت عدد من الصواريخ في ربع الساعة التي تلت موعد دخول الهدنة حيز التنفيذ اعقبتها ضربات صهيونية جديدة قبل عودة إلى الهدوء.
وكانت المواجهات الأخيرة الأعنف بين غزة والصهاينة منذ أغسطس 2022. وقد بدأت الثلاثاء الماضي باعتداءات صهيونية بضربات جوية أسفرت عن استشهاد ثلاثة قادة عسكريين من المقاومة التي تعتبرها الصهاينة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «منظمة إرهابية».
وفي غزة حذر طارق سلمي المتحدث باسم الجهاد الإسلامي، الصهاينة من أي عمل غبي أو اغتيال لقادة للمقاومة الفلسطينية،، بينما صرح محمد الهندي رئيس الدائرة السياسية في الحركة نفسها في اصال هاتفي من القاهرة أن الاتفاق يتضمن تعهدا من الصهاينة “بوقف استهداف مجاهدين”.
ردود أفعال عربية ودولية
ولاقى العدوان الصهيوني على غزة والتوصل إلى هدنة ردود أفعال عربية وعالمية حيث رحب تور وينسلاند المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط بإعلان وقف إطلاق النار.
ومن جانبها أدانت وزارة الخارجية المصرية في بيان التصعيد الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، وأكدت رفض مصر لمثل تلك الاعتداءات معتبرا ذلك انتهاكا للقانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية، وحذرت الخارجية المصرية من تأجيج الصراع وخروج الأوضاع عن السيطرة.
وأدانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وآخره العدوان الإسرائيلي، فجر الثلاثاء الماضي، على قطاع غزة، واقتحام مدينة نابلس.
ومن جانبه استنكر البرلمان العربي العدوان الصهيوني وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للوقف الفوري للعدوان كما نددت الجزائر بالهجمات الصهيونية على غزة ودعت المجتمع الدولي إلى تدخل عاجل.
غزة مدينة الصمود
غزة مدينة ساحلية فلسطينية، وأكبر مدن قطاع غزة وتقع في شماله، في الطرف الجنوبي للساحل الشرقي من البحر المتوسط. تبعد عن مدينة القدس مسافة 78 كم إلى الجنوب الغربي، وهي مركز محافظة غزة وأكبر مدن السلطة الفلسطينية من حيث تعداد السكان، حيث بلغ عدد سكان محافظة غزة 700 ألف نسمة في عام 2013 ما يجعلها أكبر تجمع للفلسطينيين في فلسطين، وتبلغ مساحتها 56 كم2، مما يجعلها من أكثر المدن كثافة بالسكان في العالم.
تعتبر مدينة غزة من أهم المدن الفلسطينية، لأهمية موقعها الاستراتيجي والأهمية الاقتصادية والعمرانية للمدينة، بالإضافة إلى كونها المقر المؤقت للسلطة الوطنية الفلسطينية، ووجود الكثير من مقراتها ووزارتها فيها.
أسس المدينة الكنعانيون في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، احتلها الكثير من مثل الرومان والبيزنطيون والعثمانيون والإنجليز وغيرهم. وفي عام 635 م دخل المسلمون العرب المدينة وأصبحت مركزاً إسلامياً مهماً. ويوجد بها قبر هاشم بن عبد مناف الجد الثاني للنبي محمد بن عبد الله، لذلك تُسمى أيضاً «غزة هاشم»، كما أنها مسقط رأس الإمام الشافعي الذي ولد عام 767م وهو أحد أئمة المذاهب الأربعة عند المسلمين السنة.
في التاريخ المعاصر، سقطت غزة في أيدي القوات البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى، وأصبحت جزءاً من الانتداب البريطاني على فلسطين، ونتيجة للحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، تولت مصر إدارة أراضي قطاع غزة وأجرت عدة تحسينات على المدينة.
واحتلت الصهاينة قطاع غزة عام 1967 «عام النكسة» وبعد إتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، بموجب إتفاق غزة أريحا عام 1994 انتقلت السلطة المدنية إلى سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني.
وبعد انتخابات عام 2006 اندلع قتال بين حركة فتح وحركة المقاومة الإسلامية حماس، حيث رفضت حركة فتح نقل السلطة في غزة إلى حركة حماس، ومنذ ذلك الحين وقعت غزة تحت الحصار من قبل الكيان الصهيوني.